تميزت «فيتو» منذ أن أبصرت النور، قبل عام بالتمام والكمال، بإصدار ملحق مجانى، من 16 صفحة، يطرح كل أسبوع، قضية حيوية، تشغل الرأى العام، ويناقشها من جميع جوانبها، وهو التحدى الذى لم تتمكن أي صحيفة أسبوعية أو يومية، من مجابهته. فى الاجتماعات التحضيرية برئاسة «رئيس التحرير»، فاجأنا أن من بين أفكاره، إعداد «ملحق» من 16 صفحة، يناقش قضايا حدثية،أو قضايا جدلية أو تاريخية، بشكل موسوعى. قال رئيس التحرير، يومئذ، إنه يهدف من إصدار الملحق، إلى أن يكون وثيقة، أو كتابا، يحتفظ به القارئ، فى مكتبته، يعود إليه فى أى وقت شاء. وبالفعل.. لم يتخلف ملحق «فيتو» يوما، عن الصدور، وفاء منا للقارئ، ولم نفكر يوما، فى إلغائه، أو ضغط صفحاته، مثلما تصنع كبريات الصحف، بدعوى ارتفاع أسعار الورق، أو أي ذريعة أخرى.. وخلال 50 عددا، أصدرت «فيتو» 50 ملحقا، واكبت بها الأحداث، وطرحت خلالها قضايا شديدة الأهمية، بل كانت سباقة عن غيرها، بطرح ملفات وموضوعات متميزة. ولأن «فيتو».. صدرت فى الأسبوع الأول، من العام الميلادى السابق، فقد تواكب ذلك، مع الاحتفال بأعياد الميلاد، الذى احتفلنا به بطريقتنا، من خلال إعداد الملحق الأول عن «المسيح عليه السلام»، فاستقبله المصريون «مسلمين وأقباطا»، بقبول حسن، لتكون «فيتو»، أول صحيفة مصرية، تصدر ملحقا موسعا، عن سيدنا عيسى- عليه السلام- وفى المناسبة نفسها، أصدرنا فى العدد السابق ملحقا بعنوان «أفراح الأقباط»، وحقق صدى طيبا ومدهشا، وتلقينا عليه التهانى، من المسلمين، بعيدا عن الإخوان والسلفيين طبعا، قبل الأقباط، كما خصصنا ملحقا ثالثا عن رحيل البابا «شنودة الثالث»، باعتباره رأس الكنيسة المصرية، وأحد الرموز المصرية الوطنية، واحتفلنا فى ملحق رابع بانتخاب البابا 118 للكنيسة المصرية، وكان عنوانه «حكاية 118 بابا». بهذه الملاحق.. أسست «فيتو» لصحافة ناضجة وواعية، تدعو إلى الحب والوئام بين المسلمين والمسيحيين، بعيدا عن «غربان» الفرقة «وبوم» الفتنة. وظل «الملحق» يواكب الأحداث، ويسبقها أحيانا، ويطرح ملفات شائكة، من خلال كتيبة من الجنود المخلصين، الذين كادوا يصنعون، صحيفة موازية، فجاء الملحق مكملا للصحيفة، والصحيفة مكملة للملحق، وشكّلا معا وجبة صحفية دسمة. وعلى الرغم من خلافنا الفكرى مع جماعة «الإخوان المسلمين، إلا أننا احتفلنا بمؤسسها «حسن البنا»، فى ذكراه، احتفالا يليق به، من خلال ملحق «ليلة اغتيال الإمام»، لكن هذا لم يمنعنا فى ملحق تال، عنوانه «جماعة الدم»، أن نكشف جانبا مظلما من التاريخ السرى لعمليات العنف المسلح، التى مارستها الجماعة، منذ نشأتها. كما رصدنا تهجير الأقباط من الإسكندرية، فى ملحق «التهجير»، وحذرنا من خطورة هذا السلوك الأحمق، وواكبنا أحداث مذبحة بورسعيد بملحق «الألتراس». وعندما تفاقمت الأزمة الاقتصادية، قدمنا جانبا آخر من المأساة عن عمال التراحيل، كان عنوانه «التراحيل»، سلطنا خلاله الضوء، على أوجاع فئة مطحونة من البشر، لا يشعر بهم أحد. كما أفردنا ملحقا آخر، عنوانه: «جماعات النفوذ»، أرخنا خلاله لجماعات الضغط، على صانع القرار، منذ الفراعنة، وحتى عصر الرئيس «محمد مرسى». ويوم أن تحدث رئيس المخابرات المصرية السابق اللواء «عمر سليمان»-رحمه الله- عن الصندوق الأسود للإخوان، كنا جاهزين بملحق «الصندوق الأسود»، كشفنا خلاله عن أسرار وتفاصيل, وكواليس إصدار أخطر القرارات، التى تتخذها أجهزة المخابرات فى العالم. وقبل أن يبتلى الله مصر، بشيوخ التطرف والتشدد، كان قارئ «فيتو» على موعد مع ملحق «الفتاوى الشاذة»، رصدنا من خلاله الوجه المذموم لشيوخ التطرف، الذين يصدرون فتاوى بعيدة عن روح الدين الحنيف، تلاه ملحق «الدعارة الحلال»، عن ظاهرة تفشى زواج القاصرات، خاصة بين السلفيين، وبعده قدمنا ملحق «حدود الله»، عن الحدود الشرعية وضوابطها، وآلية تطبيقها، فى ظل دعوات سلفية مجنونة، بتطبيقها، دون النظر إلى طبيعة المجتمع المصرى، الذى يعيش نصفه تحت خط الفقر. وفى ذكرى مولد الرسول الكريم، قدمت «فيتو»، ملحقا بعنوان «مدد يا رسول الله»، وفى ذكرى استشهاد حفيده- الإمام الحسين، رضى الله عنه-أعددنا ملحقا خاصا، يليق به وبذكراه، باعتباره أول ثائر فى الإسلام على توريث الحكم. وبالتزامن مع قفز الرئيس «محمد مرسى» على حكم مصر، قدمت «فيتو» ملحقا بعنوان «..وبدأت دولة الإخوان». ومع تخبط وارتباك الرئيس الدكتور محمد مرسى، وإصداره إعلانا دستوريا، يؤسس لديكتاتور جديد، أصدرنا ملحقا بعنوان «الطاغية»، عرضنا خلاله لأبرز الطغاة، على مر التاريخ. وفى غضون الحديث عن ميليشيات جماعات الإسلام السياسى، أصدرت «فيتو» ملحق «دولة الميليشيات»، الذى عرض لتاريخ الميليشيات الأسود، التى نشأت فى أحضان الجماعات السياسية. وفى ظل الأزمة، التى أثارها الدستور، واكبنا الحدث بملحق دستور «أبوأحمد»، فندنا فيه مواطن العوار التى تعترى كثيرا من مواده. ووسط هذه التخمة السياسية، كان للضحكة مكان، من خلال ملحقى «كدبة أبريل»، و»أبو ضحكة جنان». ولأن «فيتو» صحيفة لعموم المصريين، فلم نتجاهل طلاب الثانوية العامة، وقدمنا لهم 5 ملاحق تعليمية، كانت عونا لهم فى امتحاناتهم. وهكذا.. سوف يظل ملحق «فيتو» على العهد، مع قارئنا المحترم، نقدم من خلاله إضافة ثرية وحقيقية، لن يجدها فى أي صحيفة أخرى، فهل من مبارز؟