«الشيوخ» يدعم الشباب |الموافقة نهائيًا على تعديلات «نقابة المهن الرياضية»    من 5 إلى 10%، اتحاد الغرف يكشف موعد زيادة أسعار الهواتف المحمولة    برلماني يقترح إنشاء هيئة لتنظيم السوق العقاري وحماية المواطنين من النصب    «الهلال المصرى» يقاوم برد غزة |قافلة طبية لدعم الأشقاء فى السودان    رويترز: الولايات المتحدة تجري رحلات استطلاع جوية فوق نيجيريا    فوستر الأفضل فى مباراة جنوب أفريقيا ضد أنجولا.. فيديو    30 دقيقة| تاخر الفراعنة بهدف أمام زيمبابوي    وليد صلاح عبداللطيف: منتخب مصر مرشح للتتويج بأمم أفريقيا    شباب نجريج يتوافدون على مركز شباب محمد صلاح لمتابعة مباراة المنتخب.. فيديو    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص غرب بني سويف    النيابة ترسل صورة من تحقيقات قضية وفاة السباح يوسف محمد لوزارة الرياضة    أبطال خريطة رأس السنة يحتفلون بالعرض الخاص وسط العديد من المفاجآت    مروة عبد المنعم: حزينة من كمية التطاول غير المهني على الفنان محمد صبحي.. بابا ونيس خط أحمر    متحدث الصحة: التشغيل التجريبي للتأمين الصحي الشامل يبدأ في المنيا بالربع الأول من 2026    مسؤول سابق بالناتو: احتجاجات مزارعين أوروبا تتصاعد بسبب تقليص الدعم    مصر و الأردن يؤكدان تعزيز التعاون في النقل البري خلال اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة بعمان    فضل صيام شهر رجب وأثره الروحي في تهيئة النفس لشهر رمضان    نقيب أطباء الأسنان: "الخريجون مش لاقيين شغل"    رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين: الاحتلال لا يسمح سوى بدخول أقل من ثلث المساعدات المتفق عليها إلى غزة    ميرال الطحاوي تفوز بجائزة سرد الذهب فرع السرود الشعبية    السيسي: مستعدون لدفع المزيد من الاستثمارات المصرية إلى السوق التنزانية    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    زيلينسكي: أوكرانيا بدأت إنتاج أنظمة الدفاع الجوي محليًا    الكويت وروسيا تبحثان تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية    البورصة تختتم تعاملاتها اليوم الإثنين بتباين كافة المؤشرات    تعيينات جديدة بكلية التربية جامعة عين شمس    مصدر من الأهلي ل في الجول: لا نعرقل انتقال حمزة عبد الكريم ل برشلونة.. وهذا موقفنا    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    آيتن عامر تعتذر عن استكمال "حق ضايع" قبل بدء التصوير    لأول مرة بجامعة عين شمس.. نجاح جراحة زرع جهاز تحفيز العصب العجزي    خلال 24 ساعة.. رصد 153 مخالفة على الطرق في الغربية    نائب الصحة لشئون الحوكمة والرقابة يشهد الاجتماع الأول للجنة تطوير منظومة طب الأسنان    "هعيش حزين".. أول تعليق من أحمد الفيشاوي بعد وفاة والدته    جنايات الإرهاب تقضى بالمؤبد والسجن المشدد ل5 متهمين بخلية التجمع    يضم 950 قطعة أثرية.... محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي    انتظام أعمال امتحانات الفصل الدراسي الأول بجامعة قنا    قائد أوغندا قبل مواجهة تونس: لن نكون لقمة سائغة لمنافسينا في أمم إفريقيا    في مشهد مهيب.. الأزهر ينجح في إخماد فتنة ثأرية بالصعيد    قصة قصيرة ..بدران والهلباوى ..بقلم ..القاص : على صلاح    فرحة وحيدة لمنتخب مصر في الاستضافة العربية لأمم أفريقيا    مدير تعليم الجيزة يواصل سياسة العمل الميداني بزيارة مفاجئة لإدارتي «العياط والصف»    الانتقام المجنون.. حكاية جريمة حضرها الشيطان في شقة «أبو يوسف»    حداد ودموع في طابور الصباح.. مدرسة بمعصرة صاوي تنعى تلميذين لقيا مصرعهما في حادث الطريق الإقليمي    السيطرة على حريق بسوق عرفان فى محرم بك بالإسكندرية دون إصابات.. صور    دكتور مصطفى الروبى : مستقبل التكنولوجيا المالية في مصر (FinTech) كيف تستفيد الشركات الناشئة من التحول الرقمي    إطلاق حملة "ستر ودفا وإطعام" بالشرقية    وزارة شئون القدس تطالب بتدخل دولي عاجل لوقف هدم منازل المقدسيين    مصدر من الأهلي يكشف ل في الجول تطورات ملف المحترفين والراحلين.. وموقف توروب    هل طلب بيراميدز ضم ناصر ماهر من الزمالك ..مصدر يوضح    مدبولي: توجيهات من الرئيس بإسراع الخطى في تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ المنوفية يتفقد مركز خدمة عملاء مركز معلومات شبكات المرافق بقويسنا.. صور    كنز بطلمي يخرج من باطن الأرض محافظ بني سويف يتفقد أسرار معبد بطليموس الثاني بجبل النور بعد أكثر من عقد على اكتشافه    الحقيقة الكاملة لسحب الجنسية من البلوجر علي حسن    وكيل الأزهر يحذِّر من الفراغ التربوي: إذا لم يُملأ بالقيم ملأته الأفكار المنحرفة    ننشر مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الأول بمحافظة القاهرة    وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الحضرية يوقّعان بروتوكول تعاون لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية بحديقة «تلال الفسطاط»    وزير قطاع الأعمال: نحرص على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«تلامذة» الأقاليم على جبهات الموت.. مدارس متهالكة ووسائل نقل غير آدمية.. فصول دراسية من الطوب اللبن في الوادي الجديد.. وجدران «صفيح» وأسقف خشبية وصوت الرصاص «مأساة» تلاميذ قنا

منظومة الفشل ضربت بجذورها في مديريات التعليم المختلفة بالمحافظات، لم تكتف بإطلاق رصاصة تسريب الامتحانات مع نهاية العام الدراسي، بل وضعت مطبات صناعية تربك العملية التعليمية ما بين مبانٍ متهالكة، وفصول مزدحمة، ومدارس يحاصرها الصرف الصحى والأسواق الشعبية من كل جانب.
في قلب الصعيد وشمال سيناء ربما لا توجد مشكلة غائبة عن المدارس، أخطرها أصوات الرصاص التي تحملها أسلحة الثأر أو الإرهاب، وإن لم يكن الموت برصاصة طائشة ربما يكون بانهيار فصول من الصفيح أو الطوب اللبن، أو طرق غير ممهدة.
تحت خط النار في قنا
جدران من الصفيح وأسقف خشبية ليست مواقع لاجئين في أية بؤرة اقتتال، لكنها أمر واقع في قنا يمثل مدارس تلك المحافظة في سلسلة مشاهد، يتبعها عدم وجود دورات مياه للتلاميذ ومعلميهم أو أسوار للتأمين، بل إن مدارس أخرى تقع تحت خط النار في ظل انتشار الخصومات الثأرية.
في مدرسة القصر الابتدائية بمدينة نجع حمادى لا مبان ولا أعمدة خرسانية، فقط قطع صفيح متهالكة، وسبورات قديمة لا تعرف تطويرا أو صيانة ومعرضة جميعها للسقوط في أي لحظة، بل وتعانى الفصول من كثافة طلابية، وجميعها مشاهد تنطبق أيضَا على مدرسة البارود الإعدادية التابعة لمركز قفط أيضًا.
أما مدارس أبو تشت ونقادة والوقف فيواجه طلابها صعوبات في مواقعها المتطرفة بالمناطق الجبلية، ويصعب على الطالبات الذهاب في فترة المساء أو حتى الصباح، بحسب عدد من الأهالي، ولا يختلف الأمر كثيرًا في نقادة، حيث توجد مدرسة الشيخ حسن موسى عوض الابتدائية بنجع القرية، وهى مبنية بالطوب اللبن، وتتكون من طابق واحد يضم 5 فصول دراسية، في الوقت الذي تعانى المدرسة من كثافة كبيرة أدت إلى الاتجاه للعمل بنظام الفترتين.
الأخطر من كل ذلك مدارس قرية الحجيرات التابعة لمدينة قنا، تلك القرية التي تعد من قرى خط النار بسبب تجدد الخصومات الثأرية وإطلاق النار على المدارس، ما يهدد حياة الطلاب، إذ تتواجد بالقرية مدرستان للتعليم الابتدائى ومدرسة ثالثة للتعليم الإعدادى تضم 6 فصول فقط، وتعمل على فترتين صباحية ومسائية، لاستيعاب الكثافة العالية جدا من أعداد التلاميذ، ولا تزال المطالب مستمرة لتوفير تأمين وتوسعة للمدرسة الإعدادية.
«اللواء عبدالحميد الهجان - محافظ قنا» قال إنه تم افتتاح 39 مدرسة جديدة بتكلفة 161 مليونًا و703 آلاف جنيه، بواقع 6 مدارس بمدينة أبو تشت، و4 بفرشوط و7 بنجع حمادى و5 في الوقف و5 بدشنا و8 بقنا و4 بقوص، لمواجهة العجز الموجود في مدن المحافظة.
«الهجان» أكد أنه تم إحلال وتجديد 101 مدرسة بتكلفة نحو 227 مليون و44 ألف جنيه، منها 22 مدرسة بأبو تشت و3 مدارس بفرشوط و13 مدرسة بنجع حمادى ومدرستان بالوقف و20 مدرسة بدشنا، و13 مدرسة بقنا، و4 مدارس بقفط، و22 مدرسة بقوص ومدرستان بنقادة.
وأشار إلى أنه تم إجراء أعمال الصيانة الشاملة ل137 مدرسة بتكلفة 110 ملايين، منها 19 مدرسة بأبو تشت، و7 مدارس بفرشوط، و22 مدرسة بنجع حمادى، و34 مدرسة بقنا، و17 مدرسة بقفط، و19 مدرسة بقوص، و11 مدرسة بنقادة.
مبانٍ متهالكة بدمياط
في مثل هذه الأيام من كل عام، تتزايد شكاوى أهالي قرى ومدن محافظة دمياط من سوء حالة المدارس تارة، وبُعد مواقعها عن المنازل تارة أخرى، وكل ما سبق تضاعفه حالة التكدس الطلابى بالفصول.
«محمد شهبو – أحد أهالي قرية عزب النهضة بدمياط» أكد أن مدرسة على بن أبى طالب الابتدائية هي المدرسة الوحيدة بالقرية، وتم هدمها بعد صدور قرار إزالة لها، وترددت أنباء عن أنها دخلت خطة الصيانة لعام 2016/ 2017، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات في بنائها حتى الآن، وعندما تم نقل الطلاب لمدرسة أخرى، وهى مدرسة الشهيد فادى منتصر تبين أنها آيلة للسقوط، ولا تصلح للدراسة بها العام الجارى دون إصلاح وصيانة.
وتتكرر الواقعة ذاتها في مدرسة أبو صالحة الابتدائية بعزبة البرج، والصادر لها قرار إزالة، مما يتسبب في تعطل الدراسة بمدينة عزبة البرج، إلا أن المحافظ تواصل مع مدير المنطقة الأزهرية لاستضافة الطلاب لحين الانتهاء من ترميم المدرسة أو إزالتها وبنائها مرة أخرى.
بدوره، لفت النائب عبد الرحمن البكرى عن حزب النور السلفى إلى أنه حصل على الموافقات اللازمة لإنشاء مدرستين بمركز الزرقا بدمياط، إحداهما لغات والأخرى تجريبية، مشيرًا إلى إضافة هذه المشروعات لخطط محافظة دمياط، وسيتم بدء العمل فيهما خلال المرحلة المقبلة.
فيما ذكر «أحمد عوض - عضو مجلس أمناء مديرية التربية والتعليم بدمياط» أن هناك أزمة تضرب العملية التعليمية في مدارس دمياط، وهى تعيين قيادات تابعة لجماعة الإخوان مديرى مدارس وقيادات في إدارات تعليمية خلال مسابقات التعيينات الأخيرة، مطالبًا بالتصدى لهؤلاء، خاصة أنهم يحرضون ضد مؤسسات الدولة.
«الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه - محافظ دمياط» رد على ما سبق بتأكيده رصد 350 ألف جنيه قيمة تقديرية لتنفيذ صيانة عاجلة ل7 مدارس بدمياط، منها 3 مدارس تم البدء في أعمال الصيانة بها، بعد عقده سلسلة من اللقاءات والاجتماعات المتتالية والمكثفة، لمتابعة الموقف التنفيذى للخطة الاستثمارية بكافة القطاعات الخدمية.
وتتكرر المشاهد نفسها في محافظة الوادى الجديد، فكثير من مدارسها تم بناؤه ب«الطوب اللبن والجريد وأفلاق شجر النخيل» منذ عشرات السنين، كما أن استراحات المعلمين الذين يعملون بالقرى النائية غير مجهزة، وتواجه إهمالا جسيمًا، ويوجد عدد من تلك المدارس بالفرافرة والخارجة وباريس كمدرسة جناح الابتدائية التابعة لمركز الخارجة وعمرها 80 سنة، ومشيدة من الحجر، ولا يوجد لها أسوار أو ملاعب.
«ميسرة حريف - مدير التخطيط بمديرية التربية والتعليم بالوادى الجديد» شددت على أن هناك مدارس يجرى إنشاؤها بعدد من القرى وستدخل الخدمة قريبًا، مؤكدة أنه سيتم افتتاح 10 مدارس أكتوبر المقبل، إضافة إلى الانتهاء من إقامة 29 سورا مدرسيا، وصيانة 14 مدرسة أخرى، فضلا عن مدارس «الكفاح الثانوية، وأبو الهول الإعدادية، والرواد للتعليم الأساسى بالفرافرة» يتم تجديدها بالجهود الذاتية بعد أن اشتكى منها الأهالي.
مطروح والبحر الأحمر بدون معلمين
مشكلات التعليم في محافظتى مطروح والبحر الأحمر «قصة» معاناة يدركها أبناء المحافظتين جيدًا، ففى المحافظة الأولى تحاصر أزمة عجز المعلمين إدارات المدارس المختلفة، ثم تأتى غياب الصيانة لتزيد الطين بلة.
ولا ينسى أهالي مطروح حادث سقوط بوابة مدرسة الزغيرات الابتدائية في مدينة النجيلة غرب مطروح، منذ عامين، على طالب المدرسة ووفاته فورًا، الأمر الذي يدفعهم دائمًا للمطالبة بإعادة بناء المدارس المتواجدة في المحافظة.
وأمام قلة المعلمين يضطر المعلم الواحد لجمع طلاب أكثر من فصل في حصة واحدة، الأمر الذي دفع محافظ مطروح اللواء علاء أبو زيد إلى رفض نقل مُعلمى مسابقة 30 ألف معلم من المحافظة إلى محافظاتهم، لحين وجود مُسابقة أخرى لأبناء المحافظة لسد العجز.
أزمة المعلمين ليست وحدها الموجودة في مطروح فهناك ابتعاد المسافة بين مواقع إقامة الطلاب ومدارسهم، حيث يضطر أبناء مدينة مطروح إلى التوجه لعدد من المدارس في نجوع النجيلة، وبرانى والسلوم وسيوة، ما يمثل عبئًا على المعلمين للانتقال إلى المدارس يوميًا.
«الدكتور محمد عبد الفتاح الشركسى - وكيل وزارة التربية والتعليم في مطروح» اعترف بوجود عجز في أعداد المعلمين بمدارس مدن المحافظة الثمانية، ويصل عدد المعلمين بتلك المدارس إلى ألفين و885 معلمًا لمواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية، والرياضيات والعلوم ومواد الأنشطة المُختلفة.
ونبه «الشركسي» إلى أنه شدد على مديرى المدارس بضرورة التأكد من جاهزيتها من أثاث وفصول وفناء وطرقات وأسوار ودورات المياه وغرف الأنشطة ومعامل العلوم والتكنولوجيا، والتخلص من التشوينات المتواجدة بالمدارس؛ لاستقبال الطلاب في العام الدراسى الجديد.
وفى البحر الأحمر يبدو التكدس الطلابى والعجز في أعداد المعلمين أزمة متزايدة للطلاب، فهناك أكثر من 10 مدارس على مستوى مدن المحافظة، يقارب عدد طلاب الفصل الواحد 50 طالبا وطالبة، وعجز أعداد المعلمين يبدو واضحًا في مدارس حلايب وشلاتين والغردقة والقصير، ثم يأتى بُعد المدارس عن الطلاب، ببعض مناطق مدن الغردقة والقصير وسفاجا وحلايب وشلاتين.
من جانبه، أكد اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر أنه ناقش مع الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، عملية تقليل كثافة الفصول بعدد من المدارس ذات الكثافة بالمحافظة، لتصل إلى 36 طالبا بالفصل الواحد، طبقا للمعدلات الدولية بالمرحلة الابتدائية بمدارس (الغردقة -الوفاء - عثمان بن عفان - حسين سعيد - النهضة - مصطفى كامل)، محمد فريد الإعدادية بمدينة الغردقة، على بن أبى طالب بسفاجا والشهيد أحمد على بالقصير.
كوكتيل أزمات بالقليوبية وسيناء
لا يختلف الوضع كثيرًا في محافظتى القليوبية وشمال سيناء عن باقى المحافظات، فالنظافة تكاد تكون شبه غائبة عن مدارس القليوبية، والمواصلات أزمة تحاصر طلاب المحافظة، إضافة إلى تكدس الطلاب بالمدارس ليصل عدد تلاميذ الفصل الواحد ل80 تلميذًا بقرى قليوب.
«النائب عاطف ناصر - عضو مجلس النواب عن دائرة قليوب» حذر من عدم تنفيذ قرارات الإزالة لبعض المدارس، خصوصًا مدرستى ابن خلدون وابن سينا ففصولهما غير صالحة للعملية التعليمية، ودورات المياه متهالكة، وبعض الطلاب يفترشون الأرض لعدم وجود مقاعد، أما «سولاف درويش – عضو مجلس النواب عن قليوب» فأكدت أن مديرية التعليم بالقليوبية أعادت 31 مليون جنيه كانت مخصصة لصيانة المدارس إلى ميزانية الدولة مرة أخرى، وتركت المدارس بدون صيانة.
وتقع بعض مدارس المحافظة على المصارف مباشرة، ومعظمها مدارس ابتدائية كما في سندنهور ببنها، والديرى بطوخ، والتي تنبعث منها روائح كريهة، وتنتشر الحشرات بها ما يسبب أمراضا صدرية للأطفال أو خطورة السقوط بتلك المصارف.
فالقليوبية بها 180 مبنى مدرسيا تعمل بنظام الفترتين، وهى تمثل 18% من إجمالى المبانى التعليمية بالمحافظة، والواقع يؤكد حاجة المحافظة إلى 152 قطعة أرض لإنشاء 3231 فصلا جديدا في 92 منطقة، وهناك مخطط لإنشاء عدد من المدارس الجديدة خلال الفترة المقبلة.
أما محافظة شمال سيناء فيظل الوضع الأمني هو الشغل الشاغل لأسر طلاب مثلث «رفح والشيخ زويد والعريش»، بحسب ما أكده «أحمد أبو زايد - نقيب المعلمين بمدينة رفح شمال سيناء».
وأوضح «أبو زايد» أن المعلم يواجه صعوبة بالغة في التوجه إلى مدرسته بصفة يومية، وفى بعض الأحيان يعود المعلمون إلى مقار إقامتهم بسبب الطرق المغلقة نتيجة الاشتباكات العنيفة أو الانفجارات التي لا تهدأ.
نقيب المعلمين برفح لفت إلى أن المحافظة لم توفر عددًا كافيًا من الأتوبيسات المتجهة يوميًا من رفح والشيخ زويد إلى العريش، ومع تزايد أعداد الأكمنة الأمنية تضاعف وقت وصول المعلم، لافتًا إلى وجود أزمة كبيرة في نقص عدد معلمى الرياضيات واللغة العربية في مناطق «خط النار» والتي تشهد عمليات مسلحة.
وذكر محمود السيد عبد النبى - نقيب معلمى الشيخ زويد أن عدد المدارس بالمدينة يبلغ 75 مدرسة موزعة على جميع مناطق المدينة، بها 8 آلاف و822 طالبًا وطالبة، بينهم ألفان و722 للمرحلة الإعدادية و600 للثانوية، و5 آلاف و500 تلميذ للابتدائية، وعدد المدارس التي تعمل 3 مدارس ثانوية، و17 إعدادية، 22 ابتدائية، و3 مدارس تعليم فني.
عبدالنبى أكد أن هناك 15 مدرسة ما بين مدارس لمختلف المراحل الدراسية تضررت في مناطق الظهير والجورة والكيلو 17 وشبانة واللفيتات والزواعة والمقاطعة جنوب الشيخ زويد ورفح، جراء الأحداث الجارية بين قوات الأمن والجماعات المسلحة، وأصبحت خارج الخدمة تمامًا، وتم نقل الطلاب الباقين إلى مدارس أقرب لقراهم.
الدكتور عادل عبد المنعم وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء تحدث بدوره عن جاهزية جميع مدارس مدن العريش وبئر العبد ومناطق وسط سيناء، علاوة على بعض مدارس مدن الشيخ زويد ورفح، ونقل الطلاب الذين تضررت مدارسهم إلى مدارس أخرى قريبة منهم، مؤكدًا أنه تم تجهيز المخازن واستقبال كافة الكتب الدراسية وتوزيعها بداية الفصل الدراسى الأول، وعدم وجود أي عجز في الكتب الدراسية وجميع المواد متوفرة.
الصرف والقطارات أزمة الإسكندرية والمنوفية
انتشار للقمامة، وصرف صحى متهالك، وعجز بالمعلمين، ومبان تحتاج لتدخل عاجل لانتشالها من خطر السقوط، كلها أمور فرضت نفسها على مدن محافظتى الإسكندرية والمنوفية، ففى عروس البحر المتوسط تعانى مدارس العجمى من أزمات الصرف الصحي، وتهالك الطرق وجود بعضها داخل الأسواق، ورفض المدارس تدريس الإيطالى والألمانى بحجة عدم وجود معلمين.
بدوره، قال المهندس حسن خير الله، عضو مجلس النواب عن دائرة العجمي: إن مدارس الدخيلة منسوب أرضها منخفض عن الشارع وتعانى من طفح الصرف ومياه الأمطار تظل قائمة كالمستنقعات لأيام، وجميعها أزمة تواجه العملية التعليمية وتهدد بتوقفها كل عام.
ويتكرر المشهد مع مدارس شرق الإسكندرية، فالقمامة تستقبل يوميًا الطلاب أمام المدارس، والباعة المتجولون يحاصرونها وسط استغاثات الأهالي، وتتزايد معاناة مدارس وسط المحافظة مع النوافذ المهشمة، والأثاثات التي تحتاج إلى صيانة أو تغيير فوري، وتمتد مشاهد الإهمال لتصل إلى مدارس إدارة الجمرك التعليمية.
ومن بين المشكلات المختلفة تظل صيانة وترميم المدارس بالعامرية وبرج العرب والمنتزه وغرب الأزمة الكبرى لمدارس تلك الإدارات، وهو ما رد عليه مسئول ب«تعليم الإسكندرية» مؤكدًا أن صيانة المدارس وترميمها والانتهاء منها مسئولية هيئة الأبنية التعليمية، وهناك مذكرات مقدمة بهذا، نافيًا أن يكون هناك نقص في المقاعد.
ومن الإسكندرية إلى المنوفية، حيث تتزايد المعاناة مع عقبات الفصول المزدحمة بالطلاب والمدارس المتهالكة وحوادث القطارات للطلاب والتي لا تتوقف.
في قرية أبو النرش بأشمون في المنوفية يحتاج الأهالي لمدرسة ابتدائية لأبنائهم، خصوصًا أنهم يضطرون إلى ركوب سيارة تحمل 20 طالبًا لتقلهم إلى أقرب مدرسة منهم، وجميع تلك السيارات تشكل خطورة على سلامتهم، وكذلك التروسيكل الذي يحمل نفس العدد.
أما قرية زاوية البقلى التابعة لمركز الشهداء بالمنوفية فتقع مدرسة الشهيد مصطفى حافظ الابتدائية على بعد أمتار قليلة من شريط قضبان قطار «الشهداء - شبين الكوم»، وتضم 12 فصلا لمراحل التعليم الابتدائي، ويصل عدد الطلاب إلى 750 طالبا وطالبة، وتتزايد مخاوف الأسر مع عبور الطلاب لقضبان السكة الحديد في وقت مبكر صباح كل يوم.
مدرسة الشهيد خيرى زكى بقرية شطانوف التابعة لمركز أشمون بالمنوفية بها 220 طالبا وطالبة بالمرحلة الابتدائية، ومشكلة تلك المدرسة أنها مؤجرة من مديرية الأوقاف، منذ أكثر من 50 عاما، ومتهالكة بشكل كبير، وحاول الأهالي حل تلك الأزمة للوصول إلى اتفاق لشراء تلك المدرسة، أو نقل الطلاب إلى مدارس أخرى لكن دون جدوى.
ويصل عدد المدارس المؤجرة بالمحافظة إلى 123 مدرسة، موزعة على الإدارات المختلفة بالمحافظة، وتم إدراجها للخريطة التعليمية طبقا لعقود إيجارية منذ خمسينيات القرن الماضي، وكثيرًا ما تصدر مديرية التعليم بالمنوفية تعهدات بتطويرها وصيانتها، والعمل على نزع ملكيتها خلال الفترة المقبلة.
«الدكتور عبد الله عمارة - وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية» أكد أن المديرية تسعى إلى تعليم الطلاب بكل ما أوتيت من قوة، مؤكدًا أنه لو أتيح لها أن تعلم الطالب الواحد في حجرة واحدة ستفعل من أجل النهوض بالطلاب، ولفت إلى أنهم اتخذوا الإجراءات الاحترازية الكاملة للحفاظ على الطلاب، مؤكدًا أن المدارس المؤجرة ليست بالأزمة التي يصفها البعض، وإنما هي مدارس عادية لا تختلف عن أية مدرسة بالمحافظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.