متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى اليوم الخميس 23-5-2024    الجيش الإيراني: لا آثار لطلقات رصاص أو ما يشبهها على الأجزاء المتبقية من مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر مشرف وواضح وشجاع    سقوط مصري.. خسارة محمد شريف وطارق حامد في الدوري السعودي    «الأولمبى» يحصد 27 ميدالية ذهبية ببطولة الجمهورية للجمباز فنى وأيروبيك (صور)    ضبط 2490 كرتونة سلع غذائية مجهولة المصدر ب شمال سيناء    نهى عابدين تكشف سر نجاح دورها في «العتاولة» وسبب مقارنتها ب روقة في «العار»    هشام ماجد عن أمينة خليل: «هدفها التغيير وتقديم الدور المختلف»    وزير الاتصالات: توقيع اتفاقية تعاون لتطوير حلول رقمية في مجال الرعاية الصحية باستخدام AI    ماذا قال الحلفاوي عن مصطفى شوبير قبل مباراة الأهلي والترجي؟    أيمن الجميل: مشروع الدلتا الجديدة إنجاز تاريخي    الاتحاد الأوروبي ينتقد مناورات الصين واسعة النطاق قبالة تايوان    ورشة عمل حول تطبيقات الصحة والسلامة المهنية بالمنشآت الحكومية بالمنوفية    إيرادات الأربعاء.. "السرب" الأول و"بنقدر ظروفك" في المركز الرابع    أكثرهم «برج الحوت».. 5 أبراج سيحالفها الحظ خلال الفترة المقبلة (تعرف عليها)    إعلام إسرائيلي: من المتوقع صدور أوامر للوزراء بعدم التطرق لقرارات محكمة العدل    انطلاق المؤتمر السنوي ل «طب القناة» في دورته ال 15    وزارة الصحة: نصائح هامة للمواطنين تفاديا لمخاطر ارتفاع درجات الحرارة    العثور على جثة متحللة لمسن في بورسعيد    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    قرار قضائي جديد بشأن التحقيقات مع سائق «ميكروباص» معدية أبو غالب (القصة كاملة)    محمد نور: خطة مجابهة التضليل تعتمد على 3 محاور    «بوتين» يوقّع مرسوما يسمح بمصادرة أصول تابعة للولايات المتحدة في روسيا    البورصات الأوروبية تغلق على ارتفاع.. وأسهم التكنولوجيا تصعد 1%    الفريق أول محمد زكى: قادرون على مجابهة أى تحديات تفرض علينا    انفجار مسيرتين مفخختين قرب كريات شمونة فى الجليل الأعلى شمال إسرائيل    مسلسل إسرائيلي يثير الجدل والتساؤلات حول مقتل الرئيس الإيراني    20 لاعبًا في قائمة سموحة لمواجهة فاركو بالدوري المصري    محافظ بورسعيد يشيد بجهد كنترول امتحانات الشهادة الإعدادية    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    ترامب: علاقتى ببوتين ستساعد فى تأمين إطلاق سراح الصحفى جيرشكوفيتش    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    في ذكرى رحيله...ومضات في حياة إبسن أبو المسرح الحديث    الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخاصة ولن تحول دون تحقيق أهدافها    بالفيديو.. خالد الجندي: عقد مؤتمر عن السنة يُفوت الفرصة على المزايدين    خاص.. الأهلي يدعو أسرة علي معلول لحضور نهائي دوري أبطال إفريقيا    متى وكم؟ فضول المصريين يتصاعد لمعرفة موعد إجازة عيد الأضحى 2024 وعدد الأيام    وزير الري: نبذل جهودا كبيرة لخدمة ودعم الدول الإفريقية    من الجمعة للثلاثاء | برنامج جديد للإعلامي إبراهيم فايق    قبل قصد بيت الله الحرام| قاعود: الإقلاع عن الذنوب ورد المظالم من أهم المستحبات    افتتاح كأس العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالمكسيك بمشاركة منتخب مصر    أجمل عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024 قصيرة وأروع الرسائل للاصدقاء    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    عفو السيسي عن عقوبة "البحيري" .. هل عطّل الأزهر عن فتوى جديدة عن "مركز تكوين"    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ أسيوط يناشد المواطنين بالمشاركة في مبادرة المشروعات الخضراء الذكية    تعاون بين الجايكا اليابانية وجهاز تنمية المشروعات في مجال الصناعة    ننشر حيثيات تغريم شيرين عبد الوهاب 5 آلاف جنيه بتهمة سب المنتج محمد الشاعر    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    المراكز التكنولوجية بالشرقية تستقبل 9215 طلب تصالح على مخالفات البناء    الهلال السعودي يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة في الانتقالات الصيفية    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    حماس: معبر رفح كان وسيبقى معبرا فلسطينيا مصريا.. والاحتلال يتحمل مسئولية إغلاقه    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«تلامذة» الأقاليم على جبهات الموت.. مدارس متهالكة ووسائل نقل غير آدمية.. فصول دراسية من الطوب اللبن في الوادي الجديد.. وجدران «صفيح» وأسقف خشبية وصوت الرصاص «مأساة» تلاميذ قنا

منظومة الفشل ضربت بجذورها في مديريات التعليم المختلفة بالمحافظات، لم تكتف بإطلاق رصاصة تسريب الامتحانات مع نهاية العام الدراسي، بل وضعت مطبات صناعية تربك العملية التعليمية ما بين مبانٍ متهالكة، وفصول مزدحمة، ومدارس يحاصرها الصرف الصحى والأسواق الشعبية من كل جانب.
في قلب الصعيد وشمال سيناء ربما لا توجد مشكلة غائبة عن المدارس، أخطرها أصوات الرصاص التي تحملها أسلحة الثأر أو الإرهاب، وإن لم يكن الموت برصاصة طائشة ربما يكون بانهيار فصول من الصفيح أو الطوب اللبن، أو طرق غير ممهدة.
تحت خط النار في قنا
جدران من الصفيح وأسقف خشبية ليست مواقع لاجئين في أية بؤرة اقتتال، لكنها أمر واقع في قنا يمثل مدارس تلك المحافظة في سلسلة مشاهد، يتبعها عدم وجود دورات مياه للتلاميذ ومعلميهم أو أسوار للتأمين، بل إن مدارس أخرى تقع تحت خط النار في ظل انتشار الخصومات الثأرية.
في مدرسة القصر الابتدائية بمدينة نجع حمادى لا مبان ولا أعمدة خرسانية، فقط قطع صفيح متهالكة، وسبورات قديمة لا تعرف تطويرا أو صيانة ومعرضة جميعها للسقوط في أي لحظة، بل وتعانى الفصول من كثافة طلابية، وجميعها مشاهد تنطبق أيضَا على مدرسة البارود الإعدادية التابعة لمركز قفط أيضًا.
أما مدارس أبو تشت ونقادة والوقف فيواجه طلابها صعوبات في مواقعها المتطرفة بالمناطق الجبلية، ويصعب على الطالبات الذهاب في فترة المساء أو حتى الصباح، بحسب عدد من الأهالي، ولا يختلف الأمر كثيرًا في نقادة، حيث توجد مدرسة الشيخ حسن موسى عوض الابتدائية بنجع القرية، وهى مبنية بالطوب اللبن، وتتكون من طابق واحد يضم 5 فصول دراسية، في الوقت الذي تعانى المدرسة من كثافة كبيرة أدت إلى الاتجاه للعمل بنظام الفترتين.
الأخطر من كل ذلك مدارس قرية الحجيرات التابعة لمدينة قنا، تلك القرية التي تعد من قرى خط النار بسبب تجدد الخصومات الثأرية وإطلاق النار على المدارس، ما يهدد حياة الطلاب، إذ تتواجد بالقرية مدرستان للتعليم الابتدائى ومدرسة ثالثة للتعليم الإعدادى تضم 6 فصول فقط، وتعمل على فترتين صباحية ومسائية، لاستيعاب الكثافة العالية جدا من أعداد التلاميذ، ولا تزال المطالب مستمرة لتوفير تأمين وتوسعة للمدرسة الإعدادية.
«اللواء عبدالحميد الهجان - محافظ قنا» قال إنه تم افتتاح 39 مدرسة جديدة بتكلفة 161 مليونًا و703 آلاف جنيه، بواقع 6 مدارس بمدينة أبو تشت، و4 بفرشوط و7 بنجع حمادى و5 في الوقف و5 بدشنا و8 بقنا و4 بقوص، لمواجهة العجز الموجود في مدن المحافظة.
«الهجان» أكد أنه تم إحلال وتجديد 101 مدرسة بتكلفة نحو 227 مليون و44 ألف جنيه، منها 22 مدرسة بأبو تشت و3 مدارس بفرشوط و13 مدرسة بنجع حمادى ومدرستان بالوقف و20 مدرسة بدشنا، و13 مدرسة بقنا، و4 مدارس بقفط، و22 مدرسة بقوص ومدرستان بنقادة.
وأشار إلى أنه تم إجراء أعمال الصيانة الشاملة ل137 مدرسة بتكلفة 110 ملايين، منها 19 مدرسة بأبو تشت، و7 مدارس بفرشوط، و22 مدرسة بنجع حمادى، و34 مدرسة بقنا، و17 مدرسة بقفط، و19 مدرسة بقوص، و11 مدرسة بنقادة.
مبانٍ متهالكة بدمياط
في مثل هذه الأيام من كل عام، تتزايد شكاوى أهالي قرى ومدن محافظة دمياط من سوء حالة المدارس تارة، وبُعد مواقعها عن المنازل تارة أخرى، وكل ما سبق تضاعفه حالة التكدس الطلابى بالفصول.
«محمد شهبو – أحد أهالي قرية عزب النهضة بدمياط» أكد أن مدرسة على بن أبى طالب الابتدائية هي المدرسة الوحيدة بالقرية، وتم هدمها بعد صدور قرار إزالة لها، وترددت أنباء عن أنها دخلت خطة الصيانة لعام 2016/ 2017، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات في بنائها حتى الآن، وعندما تم نقل الطلاب لمدرسة أخرى، وهى مدرسة الشهيد فادى منتصر تبين أنها آيلة للسقوط، ولا تصلح للدراسة بها العام الجارى دون إصلاح وصيانة.
وتتكرر الواقعة ذاتها في مدرسة أبو صالحة الابتدائية بعزبة البرج، والصادر لها قرار إزالة، مما يتسبب في تعطل الدراسة بمدينة عزبة البرج، إلا أن المحافظ تواصل مع مدير المنطقة الأزهرية لاستضافة الطلاب لحين الانتهاء من ترميم المدرسة أو إزالتها وبنائها مرة أخرى.
بدوره، لفت النائب عبد الرحمن البكرى عن حزب النور السلفى إلى أنه حصل على الموافقات اللازمة لإنشاء مدرستين بمركز الزرقا بدمياط، إحداهما لغات والأخرى تجريبية، مشيرًا إلى إضافة هذه المشروعات لخطط محافظة دمياط، وسيتم بدء العمل فيهما خلال المرحلة المقبلة.
فيما ذكر «أحمد عوض - عضو مجلس أمناء مديرية التربية والتعليم بدمياط» أن هناك أزمة تضرب العملية التعليمية في مدارس دمياط، وهى تعيين قيادات تابعة لجماعة الإخوان مديرى مدارس وقيادات في إدارات تعليمية خلال مسابقات التعيينات الأخيرة، مطالبًا بالتصدى لهؤلاء، خاصة أنهم يحرضون ضد مؤسسات الدولة.
«الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه - محافظ دمياط» رد على ما سبق بتأكيده رصد 350 ألف جنيه قيمة تقديرية لتنفيذ صيانة عاجلة ل7 مدارس بدمياط، منها 3 مدارس تم البدء في أعمال الصيانة بها، بعد عقده سلسلة من اللقاءات والاجتماعات المتتالية والمكثفة، لمتابعة الموقف التنفيذى للخطة الاستثمارية بكافة القطاعات الخدمية.
وتتكرر المشاهد نفسها في محافظة الوادى الجديد، فكثير من مدارسها تم بناؤه ب«الطوب اللبن والجريد وأفلاق شجر النخيل» منذ عشرات السنين، كما أن استراحات المعلمين الذين يعملون بالقرى النائية غير مجهزة، وتواجه إهمالا جسيمًا، ويوجد عدد من تلك المدارس بالفرافرة والخارجة وباريس كمدرسة جناح الابتدائية التابعة لمركز الخارجة وعمرها 80 سنة، ومشيدة من الحجر، ولا يوجد لها أسوار أو ملاعب.
«ميسرة حريف - مدير التخطيط بمديرية التربية والتعليم بالوادى الجديد» شددت على أن هناك مدارس يجرى إنشاؤها بعدد من القرى وستدخل الخدمة قريبًا، مؤكدة أنه سيتم افتتاح 10 مدارس أكتوبر المقبل، إضافة إلى الانتهاء من إقامة 29 سورا مدرسيا، وصيانة 14 مدرسة أخرى، فضلا عن مدارس «الكفاح الثانوية، وأبو الهول الإعدادية، والرواد للتعليم الأساسى بالفرافرة» يتم تجديدها بالجهود الذاتية بعد أن اشتكى منها الأهالي.
مطروح والبحر الأحمر بدون معلمين
مشكلات التعليم في محافظتى مطروح والبحر الأحمر «قصة» معاناة يدركها أبناء المحافظتين جيدًا، ففى المحافظة الأولى تحاصر أزمة عجز المعلمين إدارات المدارس المختلفة، ثم تأتى غياب الصيانة لتزيد الطين بلة.
ولا ينسى أهالي مطروح حادث سقوط بوابة مدرسة الزغيرات الابتدائية في مدينة النجيلة غرب مطروح، منذ عامين، على طالب المدرسة ووفاته فورًا، الأمر الذي يدفعهم دائمًا للمطالبة بإعادة بناء المدارس المتواجدة في المحافظة.
وأمام قلة المعلمين يضطر المعلم الواحد لجمع طلاب أكثر من فصل في حصة واحدة، الأمر الذي دفع محافظ مطروح اللواء علاء أبو زيد إلى رفض نقل مُعلمى مسابقة 30 ألف معلم من المحافظة إلى محافظاتهم، لحين وجود مُسابقة أخرى لأبناء المحافظة لسد العجز.
أزمة المعلمين ليست وحدها الموجودة في مطروح فهناك ابتعاد المسافة بين مواقع إقامة الطلاب ومدارسهم، حيث يضطر أبناء مدينة مطروح إلى التوجه لعدد من المدارس في نجوع النجيلة، وبرانى والسلوم وسيوة، ما يمثل عبئًا على المعلمين للانتقال إلى المدارس يوميًا.
«الدكتور محمد عبد الفتاح الشركسى - وكيل وزارة التربية والتعليم في مطروح» اعترف بوجود عجز في أعداد المعلمين بمدارس مدن المحافظة الثمانية، ويصل عدد المعلمين بتلك المدارس إلى ألفين و885 معلمًا لمواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية، والرياضيات والعلوم ومواد الأنشطة المُختلفة.
ونبه «الشركسي» إلى أنه شدد على مديرى المدارس بضرورة التأكد من جاهزيتها من أثاث وفصول وفناء وطرقات وأسوار ودورات المياه وغرف الأنشطة ومعامل العلوم والتكنولوجيا، والتخلص من التشوينات المتواجدة بالمدارس؛ لاستقبال الطلاب في العام الدراسى الجديد.
وفى البحر الأحمر يبدو التكدس الطلابى والعجز في أعداد المعلمين أزمة متزايدة للطلاب، فهناك أكثر من 10 مدارس على مستوى مدن المحافظة، يقارب عدد طلاب الفصل الواحد 50 طالبا وطالبة، وعجز أعداد المعلمين يبدو واضحًا في مدارس حلايب وشلاتين والغردقة والقصير، ثم يأتى بُعد المدارس عن الطلاب، ببعض مناطق مدن الغردقة والقصير وسفاجا وحلايب وشلاتين.
من جانبه، أكد اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر أنه ناقش مع الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، عملية تقليل كثافة الفصول بعدد من المدارس ذات الكثافة بالمحافظة، لتصل إلى 36 طالبا بالفصل الواحد، طبقا للمعدلات الدولية بالمرحلة الابتدائية بمدارس (الغردقة -الوفاء - عثمان بن عفان - حسين سعيد - النهضة - مصطفى كامل)، محمد فريد الإعدادية بمدينة الغردقة، على بن أبى طالب بسفاجا والشهيد أحمد على بالقصير.
كوكتيل أزمات بالقليوبية وسيناء
لا يختلف الوضع كثيرًا في محافظتى القليوبية وشمال سيناء عن باقى المحافظات، فالنظافة تكاد تكون شبه غائبة عن مدارس القليوبية، والمواصلات أزمة تحاصر طلاب المحافظة، إضافة إلى تكدس الطلاب بالمدارس ليصل عدد تلاميذ الفصل الواحد ل80 تلميذًا بقرى قليوب.
«النائب عاطف ناصر - عضو مجلس النواب عن دائرة قليوب» حذر من عدم تنفيذ قرارات الإزالة لبعض المدارس، خصوصًا مدرستى ابن خلدون وابن سينا ففصولهما غير صالحة للعملية التعليمية، ودورات المياه متهالكة، وبعض الطلاب يفترشون الأرض لعدم وجود مقاعد، أما «سولاف درويش – عضو مجلس النواب عن قليوب» فأكدت أن مديرية التعليم بالقليوبية أعادت 31 مليون جنيه كانت مخصصة لصيانة المدارس إلى ميزانية الدولة مرة أخرى، وتركت المدارس بدون صيانة.
وتقع بعض مدارس المحافظة على المصارف مباشرة، ومعظمها مدارس ابتدائية كما في سندنهور ببنها، والديرى بطوخ، والتي تنبعث منها روائح كريهة، وتنتشر الحشرات بها ما يسبب أمراضا صدرية للأطفال أو خطورة السقوط بتلك المصارف.
فالقليوبية بها 180 مبنى مدرسيا تعمل بنظام الفترتين، وهى تمثل 18% من إجمالى المبانى التعليمية بالمحافظة، والواقع يؤكد حاجة المحافظة إلى 152 قطعة أرض لإنشاء 3231 فصلا جديدا في 92 منطقة، وهناك مخطط لإنشاء عدد من المدارس الجديدة خلال الفترة المقبلة.
أما محافظة شمال سيناء فيظل الوضع الأمني هو الشغل الشاغل لأسر طلاب مثلث «رفح والشيخ زويد والعريش»، بحسب ما أكده «أحمد أبو زايد - نقيب المعلمين بمدينة رفح شمال سيناء».
وأوضح «أبو زايد» أن المعلم يواجه صعوبة بالغة في التوجه إلى مدرسته بصفة يومية، وفى بعض الأحيان يعود المعلمون إلى مقار إقامتهم بسبب الطرق المغلقة نتيجة الاشتباكات العنيفة أو الانفجارات التي لا تهدأ.
نقيب المعلمين برفح لفت إلى أن المحافظة لم توفر عددًا كافيًا من الأتوبيسات المتجهة يوميًا من رفح والشيخ زويد إلى العريش، ومع تزايد أعداد الأكمنة الأمنية تضاعف وقت وصول المعلم، لافتًا إلى وجود أزمة كبيرة في نقص عدد معلمى الرياضيات واللغة العربية في مناطق «خط النار» والتي تشهد عمليات مسلحة.
وذكر محمود السيد عبد النبى - نقيب معلمى الشيخ زويد أن عدد المدارس بالمدينة يبلغ 75 مدرسة موزعة على جميع مناطق المدينة، بها 8 آلاف و822 طالبًا وطالبة، بينهم ألفان و722 للمرحلة الإعدادية و600 للثانوية، و5 آلاف و500 تلميذ للابتدائية، وعدد المدارس التي تعمل 3 مدارس ثانوية، و17 إعدادية، 22 ابتدائية، و3 مدارس تعليم فني.
عبدالنبى أكد أن هناك 15 مدرسة ما بين مدارس لمختلف المراحل الدراسية تضررت في مناطق الظهير والجورة والكيلو 17 وشبانة واللفيتات والزواعة والمقاطعة جنوب الشيخ زويد ورفح، جراء الأحداث الجارية بين قوات الأمن والجماعات المسلحة، وأصبحت خارج الخدمة تمامًا، وتم نقل الطلاب الباقين إلى مدارس أقرب لقراهم.
الدكتور عادل عبد المنعم وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء تحدث بدوره عن جاهزية جميع مدارس مدن العريش وبئر العبد ومناطق وسط سيناء، علاوة على بعض مدارس مدن الشيخ زويد ورفح، ونقل الطلاب الذين تضررت مدارسهم إلى مدارس أخرى قريبة منهم، مؤكدًا أنه تم تجهيز المخازن واستقبال كافة الكتب الدراسية وتوزيعها بداية الفصل الدراسى الأول، وعدم وجود أي عجز في الكتب الدراسية وجميع المواد متوفرة.
الصرف والقطارات أزمة الإسكندرية والمنوفية
انتشار للقمامة، وصرف صحى متهالك، وعجز بالمعلمين، ومبان تحتاج لتدخل عاجل لانتشالها من خطر السقوط، كلها أمور فرضت نفسها على مدن محافظتى الإسكندرية والمنوفية، ففى عروس البحر المتوسط تعانى مدارس العجمى من أزمات الصرف الصحي، وتهالك الطرق وجود بعضها داخل الأسواق، ورفض المدارس تدريس الإيطالى والألمانى بحجة عدم وجود معلمين.
بدوره، قال المهندس حسن خير الله، عضو مجلس النواب عن دائرة العجمي: إن مدارس الدخيلة منسوب أرضها منخفض عن الشارع وتعانى من طفح الصرف ومياه الأمطار تظل قائمة كالمستنقعات لأيام، وجميعها أزمة تواجه العملية التعليمية وتهدد بتوقفها كل عام.
ويتكرر المشهد مع مدارس شرق الإسكندرية، فالقمامة تستقبل يوميًا الطلاب أمام المدارس، والباعة المتجولون يحاصرونها وسط استغاثات الأهالي، وتتزايد معاناة مدارس وسط المحافظة مع النوافذ المهشمة، والأثاثات التي تحتاج إلى صيانة أو تغيير فوري، وتمتد مشاهد الإهمال لتصل إلى مدارس إدارة الجمرك التعليمية.
ومن بين المشكلات المختلفة تظل صيانة وترميم المدارس بالعامرية وبرج العرب والمنتزه وغرب الأزمة الكبرى لمدارس تلك الإدارات، وهو ما رد عليه مسئول ب«تعليم الإسكندرية» مؤكدًا أن صيانة المدارس وترميمها والانتهاء منها مسئولية هيئة الأبنية التعليمية، وهناك مذكرات مقدمة بهذا، نافيًا أن يكون هناك نقص في المقاعد.
ومن الإسكندرية إلى المنوفية، حيث تتزايد المعاناة مع عقبات الفصول المزدحمة بالطلاب والمدارس المتهالكة وحوادث القطارات للطلاب والتي لا تتوقف.
في قرية أبو النرش بأشمون في المنوفية يحتاج الأهالي لمدرسة ابتدائية لأبنائهم، خصوصًا أنهم يضطرون إلى ركوب سيارة تحمل 20 طالبًا لتقلهم إلى أقرب مدرسة منهم، وجميع تلك السيارات تشكل خطورة على سلامتهم، وكذلك التروسيكل الذي يحمل نفس العدد.
أما قرية زاوية البقلى التابعة لمركز الشهداء بالمنوفية فتقع مدرسة الشهيد مصطفى حافظ الابتدائية على بعد أمتار قليلة من شريط قضبان قطار «الشهداء - شبين الكوم»، وتضم 12 فصلا لمراحل التعليم الابتدائي، ويصل عدد الطلاب إلى 750 طالبا وطالبة، وتتزايد مخاوف الأسر مع عبور الطلاب لقضبان السكة الحديد في وقت مبكر صباح كل يوم.
مدرسة الشهيد خيرى زكى بقرية شطانوف التابعة لمركز أشمون بالمنوفية بها 220 طالبا وطالبة بالمرحلة الابتدائية، ومشكلة تلك المدرسة أنها مؤجرة من مديرية الأوقاف، منذ أكثر من 50 عاما، ومتهالكة بشكل كبير، وحاول الأهالي حل تلك الأزمة للوصول إلى اتفاق لشراء تلك المدرسة، أو نقل الطلاب إلى مدارس أخرى لكن دون جدوى.
ويصل عدد المدارس المؤجرة بالمحافظة إلى 123 مدرسة، موزعة على الإدارات المختلفة بالمحافظة، وتم إدراجها للخريطة التعليمية طبقا لعقود إيجارية منذ خمسينيات القرن الماضي، وكثيرًا ما تصدر مديرية التعليم بالمنوفية تعهدات بتطويرها وصيانتها، والعمل على نزع ملكيتها خلال الفترة المقبلة.
«الدكتور عبد الله عمارة - وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية» أكد أن المديرية تسعى إلى تعليم الطلاب بكل ما أوتيت من قوة، مؤكدًا أنه لو أتيح لها أن تعلم الطالب الواحد في حجرة واحدة ستفعل من أجل النهوض بالطلاب، ولفت إلى أنهم اتخذوا الإجراءات الاحترازية الكاملة للحفاظ على الطلاب، مؤكدًا أن المدارس المؤجرة ليست بالأزمة التي يصفها البعض، وإنما هي مدارس عادية لا تختلف عن أية مدرسة بالمحافظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.