القربانة.. خبزة مدورة.. يزينها الصليب، والأخرام التى تشير إلى جراحات المسيح .. هذه الخبزة جميلة المذاق،تصنع داخل الكنيسة فى فرن خاصة تسمى بيت لحم - فى اشارة الى اسم القرية التى ولد فيها السيد المسيح - والقربانة هى الخبزة الحاضرة فى كل المناسبات والاعياد القبطية، فلا يمكن إقامة القداس دون الصلاة على قربان، ولا يذهب الاطفال الى الكنيسة دون ان يعودوا بلقمة «البركة» اى القربانة،الامر الذى قادنا الى القرابينى شحاتة عبد المسيح صانع القربان فى كنيسة القديسة دميانة بالهرم . حضرنا معه ليلة خبز القربان،فقال فى البداية إن خبز القربان هى مهنة رجالى – ممنوع على النساء الاقتراب منها .لأمور تتعلق بتقاليد الكنيسة عن المرأة والطهارة والحيض، لذلك فالقرابينى فى كل الكنائس رجل يعجن ويخبز ويختم القربانة بختم يعطيه شكل صليب مميز،ويتابعها فى الفرن،حتى تنضج فى ابهى صورة واحلى طعم ومذاق. واضاف شحاتة : اصنع القربان منذ 15 عاما، وقد بدأت مساعد لقرابينى علمنى الصنعة,ومهم جدا ان تتم مراحل خبز القربان والقرابينى يرتل المزامير بالكامل ،واذا تعثر ذلك عليه فلابد ان يخبز والى جواره ،كاسيت يحتوى على المزامير،ليتم العمل واجواء الروحانية تغمر المكان, واذا كان هناك حضور فيتم توزيع المزامير والصلوات بينهم . واكد عم شحاتة أن القربان يخبز بالمقادير الآتية – وطبعا تغير – حسب الكمية سبعة أكواب دقيق، وأربعة كوب ماء دافئ، وملعقتا خميرة بحجم ملعقة الشاى وبعد العجن يترك ساعتين للتخمير،ويقطع، ويقرص ويختم ويعمل خمسة ثقوب، ثم يوضع بالفرن لمدة خمسة دقائق بدرجة حرارة ما بين 350 الى 400 درجة، ويفضل خبز القربان فجرا، او قبل صلوات القداس، بوقت قليل ليكون طازجا،وعن سر تعلق الاطفال بالقربان قال عم شحاتة: مذاقه المميز والذى يكتسبه من عدم وجود ملح به، وفكرة ارتباطه بالاعياد، والصلوات، يعطيه بعدا روحانيا كخبز سماوى.