«الدين لله والوطن للجميع».. هذا هو الهتاف الذي رددته الأمة مسيحيين ومسلمين في ثورة 1919، واستطاع أن يجمع قلوب المصريين على قلب رجل واحد. وفى مثل هذا اليوم 5 سبتمبر 1964، رحل القمص مرقص سرجيوس وبكته الجماهير التي حملته على الأعناق مسلمين ومسيحيين، سرجيوسا الذي أشعلت كلماته حماس المصريين في ثورة 1919 حتى إن سعد زغلول أطلق عليه اسم خطيب الثورة. توجه «سرجيوس» إلى الأزهر الشريف ووقف على منبره مع الشيخ محمود أبو العيون وكبار العلماء واستمر في الأزهر ثلاثة أشهر كاملة يخطب بالليل والنهار في المواطنين، كما كان يخطب في الشوارع والميادين وفوق منبر جامع أحمد ابن طولون متناوبا الخطبة مع الشيخ القاياتى. ضاق الإنجليز بسرجيوس والشيخ القاياتى وأمروا بنفيهما إلى مدينة رفح بعيدا عن القاهرة ومعهم محمود فهمى النقراشى قبل توليه الوزارة. أفرج عن سرجيوس وخرج ليترأس المظاهرات التي تندد بالاستعمار البريطانى لمصر، والدعوة إلى التضامن بين مسلمى مصر وأقباطها في نضالهم الأمر الذي أغضب الإنجليز ثانية فقاموا بنفيه إلى الخرطوم بالسودان. ولد سرجيوس في جرجا بالصعيد عام 1883 وتوارثت أسرته الكهنوت، وتمت رسامته كاهنا عام 1904 ثم وكيلا للمطرانية بالخرطوم حتى وفاته.