أصداء الترنيم تدوي بشوارعها بأصوات المسلمين والأقباط، رافعين صورة أمير الشهداء مارجرجس الروماني الملقب بسريع الندهة لحل المشكلات وشفاء الأمراض.. إذن أنت بشبرا مصر. وسط حضور غفير التفوا حول رفات "عظام" مارجرجس الشهير بأمير الشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتطييب "تعطير" رفاته تزامنًا مع تذكار أول معجرة تشهدها كنيسة الجيوشي بأرض شبرا عام 1938. مارجرجس ممسكا بالحربة على باب الكنيسة المئات يتوافدون للتبارك من عظام الشهيد صاحب الشأن العالي بالكنيسة، والمناداة والدعاء بما يرغبون من شفاء أمراض وحل مشكلات وفك قيود الشيطان من أعمال وأسحار وغيرها. رافعين عيونهم للسماء يصلون لله بذور عطرية وماء طيب الحنوط، تركيبة فريدة من العطور تدمجها الكنيسة القبطية بعد صلوات وتقديس ليطلي بها "الأنبوبة الخشبية" التي تحوى داخلها جزءا من رفات الشهيد. مسنة تطلب الشفاعة وتصلي بحرارة رفعوا الصلوات في الكنيسة بحضور الأنبا أنجيلوس أسقف عام كنائس شمال شبرا، والقمص صليب متى ساويرس، راعي كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا مصر، ولفيف من الكهنة والشمامسة على ألحان قبطية. الصلوات والتضرع أمام الله القدوس دمجوا العطر معًا وغيروا الغطاء القماشي الخارجي لرفات الشهيد، وبعدها طافوا رافعين صورته وحاملين جزءا من عظامه ليتبارك منها الأقباط والمسلمون. حاملين صورة الشهيد خارجين للشوارع مرنمين في مشهد يبدو غريبًا على بعض البلدان خرج موكب بقيادة القمص صليب رافعين الصلبان وحاملين الجثمان وصورة شهيد اليوم وغدا، بطل الرومان ليطوفوا به خارج أسوار الكنيسة. حشود المسلمين قبل الأقباط شاركوا "زفة الفرح" بتطييب رفات الشهيد مارجرجس الرومانى، رجال يصفقون ونساء يعلو من بين شفاههن الزغاريد وسكان المنطقة يقذفون الموكب بالورود.. ملحمة روحية وطنية تعكس الصورة المصرية. رفات الشهيد بين ابتسامة الشماس وكفوف المتباركين يبدو أن شبرا أرسلت للعالم خطابا مسجل بالصوت والصورة خلال الاحتفال ب"البطل الشهيد" مفاده وحدة مصر ستظل إلى يوم الدين. وعلى جنبات الكنيسة يفترش رسام الصلبان وصورة الشهيد، الذي يرسم الصور والوشوم، اعتاد افتراش المكان تزامنًا مع أعياد واحتفالات القديس ليرتاده مريد "دق الصور والصلبان". رسام الصلبان وطفلة تصرخ من الآلام يقف أمامه طفلة ووالداها تئن الطفلة وتصرخ بالبكاء مناجية أبويها الذين تغلبهم الابتسامات ليس فرحا في آلام ابنتهم وإنما فرحا برسم صليب على يديها أو صورة لقديس. وصحن الكنيسة شاهد على أطفال صغار وفتيات يترنمن إكرامًا للشهيد وتكريمًا لأعياده، ونساء يكسوا شعورهم احتشامًا وإجلالا لقداسة بيت الله. السيدات يركزن في الصلوات
الأطفال والكورال يصافحون الأسقف وراعي الكنيسة الجميع يتضرعون إلى الله مصلين لسلامة البلاد، رافعين أصواتهم بالرحمة للفقراء، والسلامة للرؤساء، وحفظ وصون مصر ومحيطها بيد الله وحمايتها من الحروب وأعمال الخراب. يسجدون طالبين سلامة البلاد