وصلتنا رسالة من إحدى القارئات تدعى " م. أسامة" 35 عامًا تقول، "إن ابنها الصغير تغيرت أحواله بصورة مفاجئة من النشاط والضحك والمذاكرة، إلى السكوت طوال الوقت وعدم القدرة على تذكر الدروس والكسل المستمر والاكتئاب الكثير وضعف الصحة الملحوظ دون سبب طبي أو نفسي واضح، وقد أشار عليها البعض باحتمالية أن يكون الطفل محسودًا". يجيب على الاستفسار الدكتور علاء الدين العساسي استشاري الصحة النفسية والباحث في علوم الروحانيات، مؤكدًا على وجود علامات يمكن من خلالها التعرف على كون الشخص مصابًا بالحسد من عدمه سواء كان صغيرًا أو كبيرًا مثل ما تشير إليه السائلة من تحول الحالة إلى النقيض سواء من الناحية النفسية أو الصحية دون سبب علمي واضح وينصح في كل الأحوال الأخذ بالأسباب الطبية والنفسية قبل الخوض في إشكالية الإصابة بالحسد. ويوضح العساسى خطورة إصابة الإنسان بالحسد كونها من الممكن أن تكون سببًا في الوفاة، فكما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين" وفى حديث آخر "العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر" ويمكن ملاحظة صور الحسد في مواضع عديدة كالصحة والمال والحالة النفسية وكل ما يتعلق بالإنسان عمومًا مع تحول حياته للاسوأ دون مبرر مفهوم. ويضيف، فيما يتعلق بحالة طفل السائلة أن النبي كان يعوذ أحفاده من الحسد كما ورد في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ، «إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ»، وهو ما يؤكد ضرورة الوقاية من شر العين بالتحصين والرقية وقراءة وسماع القرآن واتباع اذكار الصباح والمساء كما ورد في السنة، بالإضافة إلى تجنب خروج الأطفال للهو خارج المنزل وقت غروب الشمس كما ورد عن المصطفى، «إذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ». وينصح العساسي باتباع وصفة بسيطة تساعد على علاج الشخص المحسود سواء كان طفلًا أو شخصًا كبيرًا، وذلك بعدم إغفال أداء الصلاة في وقتها والإكثار من قراءة القران واتباع السنة وقراءة الفاتحة للشخص نفسه أو على الطفل المحسود مع آية الكرسي وأخر 3 آيات من سورة البقرة، وآخر آيتين من سورة التوبة مع تكرر قول «حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، 7 مرات، بالإضافة إلى سور:" الكافرون والاخلاص والمعوذتين" وتفضل قراءة سورة الطارق والزلزلة في حالة وجود تشنجات مصاحبة للحالة.