عبد الله السعيد: توقعت رحيل مارتن يول.. ونفتقد «أهلي الثواني الأخيرة»

* الفوز بالسوبر المصري سلاحنا لمصالحة الجماهير
* الفوز بالبطولات أهم من الألقاب الشخصية
* «ويافرحتى أفضل لاعب في الدوري وفريقى يفقد الكأس ويودع أفريقيا»
* لا نستحق خسارة الكأس أمام الزمالك.. ونخوض مباريات الدوري في ظروف غريبة
* السوشيال ميديا أثرت على بعض اللاعبين.. وهناك من يفتقد الطموح وروح البطولات
* هذه أسباب تألقى مع الخواجات.. وأرفض التعليق على عودة مانويل جوزيه
* التقييم في مصر بالأهداف.. والإصابات قضاء وقدر
عبد الله السعيد نجم المنتخب الوطنى والنادي الأهلي حصد لقب أفضل لاعب في الكرة المصرية في الموسم المنقضى.. غيابه عن فريقه في نهاية الموسم بعد تعرضه للإصابة في عظمة الترقوة لعب دورًا محوريًا في غياب الفاعلية الهجومية للنادي الأهلي، حيث افتقد الأحمر لمحاته وبصماته الفنية ورؤيته داخل الملعب، لم ينل حظه في سنواته الأولى مع الأهلي رغم أنه أحد النجوم الذين وضعوا قدمهم بشكل أساسى في أغلب تشكيلات الأهلي مع تعاقب المديرين الفنيين سواء المصريين أو الأجانب ولكنه أصبح "بابا نويل" الكرة الأهلاوية في آخر موسمين وحصد لقب الأبرز بل ورجل المباراة في أغلب لقاءات أصحاب القميص الأحمر.
"السعيد" خلال الحوار معه سدد في كل الاتجاهات وتطرق لنقاط محورية مهمة جدًا، حيث تحدث عن أسباب تراجع نتائج النادي الأهلي، كما فند كواليس جلساته مع زملائه لإعادة الفريق إلى طريق الانتصارات والبطولات.
"السعيد" تطرق أيضًا إلى الحديث عن موجات الإعصار الجماهيرى التي عصفت باستقرار الأحمر مؤخرًا ووضع روشتة العودة من جديد عبر بوابة السوبر المصرى في الحوار التالي..
في البداية.. ما آخر أخبار الإصابة؟
الحمد لله أسير بشكل جيد في تنفيذ برنامجى العلاجى، ومن المقرر أن أكون جاهزًا للعودة للتدريبات الجماعية من جديد خلال أيام استعدادا لبدء فترة الإعداد للموسم الجديد.
هناك من يقول إنك "محسود" وتحديدا بعد تعرضك لإصابة جديدة مؤخرًا بعد إصابتك السابقة في عظمة الترقوة.. تعقيبك؟
الإصابات قضاء وقدر ولكن الإصابة هذه المرة خفيفة الحمد لله.
بعيدا عن هذا الأمر.. الأهلي يمر بحالة من عدم الاستقرار الفنى بعد خسارة كأس مصر والخروج من بطولة أفريقيا وهو ما صاحبه غضب جماهيرى كبير.. كيف ترى ذلك؟
بالطبع من حق الجماهير أن تغضب لخسارة الكأس للموسم الثانى على التوالى وكذلك الخروج من دوري أبطال أفريقيا لكنها كرة القدم في النهاية وهناك أسباب كثيرة من الممكن أن تفسر الأمر، كما أننا تعرضنا لأزمات كثيرة خلال هذا الموسم.
من وجهة نظرك.. ما الأسباب التي يمكن تبرير هذا التراجع بها؟
الإجهاد الشديد الذي يعانى منه اللاعبون مع تلاحم المواسم والسفر المتكرر من القاهرة إلى الإسكندرية أو السويس لخوض المباريات حيث كنا نسافر أكثر من مرة في الأسبوع وهناك مباريات تم تعديل ملعبها من مكان لمكان آخر خلال توجهنا لمعسكر المباراة وكلها أمور غريبة تؤثر سلبا على أداء الفريق بشكل عام.
لكن الأهلي كان يسير بشكل جيد في بداية ولاية الهولندى مارتن يول.. ماذا حدث بعد ذلك؟
نعم.. ولكن الأمور تبدلت بعد ذلك حيث تعرضت لإصابة تسببت في غيابى فترة طويلة عن الملاعب بجانب إصابة إيفونا ورمضان صبحى قبل رحيلهما عن الفريق، وأعتقد أن هذا الأمر كان له بالغ الأثر على الناحية الهجومية للفريق، بدليل أننا أصبحنا نعانى بشدة في مسألة التسجيل داخل شباك المنافسين، على عكس المواسم الماضية التي كانت تشهد حصد البطولات والألقاب.
وأريد أن أشير هنا إلى أنه هناك ظروف كثيرة تبدلت وتغيرت تماما، لكن أبرز شيء نسعى دائمًا نحن كبار الأهلي عند الاجتماع ببقية اللاعبين والبحث عن أمر غريب يحدث في الأهلي ويحرمنا من الانتصارات التي كانت تتحقق في الثوانى الأخيرة.
ماذا تقصد؟
أقصد أنه في سنوات سابقة وتحديدا في جيل البطولات والانتصارات كنا نصل إلى الدقيقة 90 ونعلم أن الفوز سيتحقق في الثوانى الأخيرة وأننا لن نخرج متعادلين أو بهزيمة وهو الأمر الذي لم يعد موجودًا في الوقت الحالى وبالطبع كما أكدت نبحث عنه بقوة لاستعادته من جديد.
البعض يردد أن هناك لاعبين في الفريق يفتقدون طموح الفوز والانتصارات؟
وجهة نظرى أن هناك قلة خبرة متواجدة في عدد من اللاعبين، لكن دور كبار الأهلي يتمثل دائمًا في محاولة نقل الخبرات لهؤلاء اللاعبين ولكن أرى أن هناك من يتأثرون بشدة مما يحدث حولهم ويظهر ذلك على مستواهم وطموحهم داخل الملعب.
هل ترى دورًا سلبيًا للسوشيال ميديا على لاعبى الأهلي؟
نعم.. هناك لاعبون يتأثرون ب"السوشيال ميديا" وهناك آخرون لا يتأثرون بها ودائمًا نتحدث عن ذلك الأمر في جلساتنا الخاصة مع اللاعبين وتحديدًا صغار السن وحديثى العهد بالنادي الأهلي.
ماذا يدور في كواليس تلك الجلسات؟
كانت هناك رسالة واضحة وصريحة لمن يتأثر بالسوشيال ميديا بشأن ضرورة عدم الاستسلام للتعليقات السلبية التي يتعرض لها وعدم المبالغة في الفرحة عند مشاهدة تعليقات رواد السوشيال الإيجابية نحوهم.
هل تتذكر موقفا معينا في هذا الأمر؟
بشكل عام كنت أؤكد لهؤلاء أن التعليقات تتوقف على النتائج في النهاية بمعنى أنه إذا تحقق الفوز لن يتحدث عنك الجميع بأى شيء والعكس صحيح.
هل تأثرت بفكرة أن الفوز أو الهزيمة تغطى على أي شيء بالنسبة لك على المستوى الشخصى؟
نعم.. كنت أحد أكثر اللاعبين الذين تعرضوا لحملات انتقادات واسعة لكن في المقابل الأهلي كان يفوز بالبطولات المحلية والأفريقية ومن ثم لم أكن أتأثر بهذه الأمور خاصة أن فريقى في النهاية كان يحقق الفوز وعند إعلان اعتزالى سأجد دولاب بطولاتى مليئا بإنجازاتى وألقابى مع النادي الأهلي وسأعلم وقتها أننى حققت إنجازات بالجملة مع نادي القرن ولن يتحدث أحد وقتها عن أدائى المتذبذب أو المتراجع وفقًا لبعض الآراء الشخصية.
البعض انتقد أداءك بعد عودتك من الإصابة.. كيف استقبلت هذا الأمر؟
للأسف.. التقييم في مصر يأتى بالأهداف وليس بالأداء والمجهود والأدوار المطلوبة منك.
بصراحة.. هل أنت راضٍ عن أداء الأهلي في المباريات الأخيرة؟
ما يحزننى أننا خسرنا كأس مصر وخرجنا من بطولة أفريقيا رغم أننا كنا نقدم أداء جيدًا جدًا وأعتقد أن الكل تابع نهائى كاس مصر أمام الزمالك وأكد أننا لم نكن نستحق الهزيمة وأننا قدمنا أداء رائعًا وأهدرنا العديد من الفرص وكنا نستحق اللقب في النهاية وهو ما يجعلنى أشعر بالرضا لكن للأسف في النهاية الأمر يقاس بالبطولات.
الموسم الحالى حصدت لقب أفضل لاعب في الكرة المصرية في أغلب الاستفتاءات.. كيف ترى هذا الأمر؟
بالطبع سعيد لكن ما الفائدة طالما خسرنا كأس مصر وبطولة الدوري كما أكدت التاريخ لا يتوقف سوى عند الإنجازات والبطولات والكؤوس نعم حصدت على لقب الأفضل ولكن فريقى خسر كأس مصر وخرج من دوري أبطال أفريقيا وبالطبع الأمر محزن جدًا.
كيف ترى الانتقادات التي تعرض لها الأهلي بشكل عام هذا الموسم؟
وضع طبيعى فجماهير الأهلي اعتادت على الفوز بالبطولات لكن هناك عملية إحلال وتجديد تجري في الوقت الحالى، ونعدهم بالعودة بقوة في الموسم الجديد.
هل تعتقد أن اعتياد الجماهير أن الأهلي لا يخسر بطولات جعل الأمور أكثر صعوبة بعد أن فقد الفريق العديد من البطولات في آخر موسمين؟
أتذكر أننى عندما حضرت إلى الأهلي في ولاية البرتغالى مانويل جوزيه ودعنا بطولة أفريقيا وخرجنا بعدها من كأس مصر وكانت هناك عملية إحلال وتجديد حيث تم التعاقد معى ووليد سليمان والسيد حمدى وعدد من اللاعبين وحققنا بعدها العديد من البطولات أبرزها دوري أبطال أفريقيا مرتين والكونفدرالية والسوبر الأفريقى مرتين والسوبر المصرى مرتين أيضا بجانب بطولة الدوري أيضا التي حققها مع الأهلي عدة مرات.
كيف تابعت رحيل الهولندى مارتن يول عن الأهلي؟
أمر متوقع بالنسبة لى.
لماذا؟
الأمور كانت تسير بشكل جيد في اتجاه الغضب الجماهيرى بعد خسارة كأس مصر ووداع دوري أبطال أفريقيا بجانب أحداث الشغب التي شهدها مران الفريق مؤخرًا ومن ثم بالنسبة لى كان استمراره بالنسبة لى غير مضمون وتوقعت استقالته وعدم استكمال رحلته مع الأهلي.
ما تقييمك لرحلة الهولندى مارتن يول؟
لا يمكن تقييم مدرب.. لكن بشكل عام هو اسم كبير في عالم التدريب استفدت منه الكثير وحظيت بثقته الشديدة داخل الملعب.
مارتن يول كان يتحدث دائمًا طوال فترة إصابتك عن تأثير غيابك وعدم وجود بديل لك في المركز رقم 10.. ما سر هذا الأمر؟
مارتن يول كان يمنحنى تعليمات هجومية ودفاعية وبالنسبة لى كنت ألتزم بتنفيذها بدقة خاصة أننى كنت أشارك في هذا المركز منذ سنوات وأعلم واجباته جيدًا وأقوم بتنفيذها بشدة وهو ما ساعد على الوصول إلى أعلى درجات الانسجام بينه كمدرب وبينى كلاعب.
لم يكن مارتن يول وحده من أكد أنك رقم 1 في الأهلي بل سبقه الإسبانى جاريدو والبرتغالى بيسيرو.. هل يؤكد ذلك انسجامك بشكل أكبر من الخواجات؟
أتعامل مع المدربين الأجانب منذ الصغر حيث تواجدت تحت قيادة فينجادا في المنتخب وبوكير وفوتا وباتريس نوفو في الإسماعيلي.
والبرتغالى مانويل جوزيه وجاريدو وبيسيرو ومارتن يول في الأهلي والمدرب الأجنبي دائمًا يمنحك التعليمات ويتمسك جدًا بتنفيذك لها ويراقب دائمًا درجة التزامك بتنفيذ أوامره الفنية وخططه التكتيكية والحمد لله كنت أجيد هذا الأمر ومن ثم كنت أشعر براحة كبيرة في التعامل مع المدربين الأجانب خاصة وأنهم كانوا يمنحونى حرية الحركة بالشكل الذي يساعدنى على التألق.
في الأهلي.. تعاملت مؤخرًا مع جاريدو وبيسيرو ومارتن يول.. من الأفضل بالنسبة لك؟
الجميع مدربون جيدون واستفدت منهم بشكل كبير حيث أتعمد دائمًا الاستفادة والحصول على ما ينقصنى من كل مدرب، جاريدو استفدت منه كثيرًا ونفس الأمر بالنسبة لبيسيرو وأيضا مارتن يول.
دعنا ننتقل للحديث عن البرتغالى مانويل جوزيه مدرب الأهلي الأسبق والدعوات الجماهيرية المطالبة بعودته من جديد لقيادة الشياطين الحمر؟
لا أستطيع أن أطالب بعودة لاعب فهذا ليس دوري كما أكدت ولكن على المستوى الشخصى أحترم البرتغالى مانويل جوزيه وأقدره تماما فهو مدرب رائع تعلمت منه الكثير وأفادنى كثيرًا ونجح في تطوير أدائى ومهاراتى.
ما أهم ما يميز مانويل جوزيه كمدرب من وجهة نظرك؟
بالطبع قوة الشخصية فجوزيه كان قويًا ومسيطرًا على زمام الأمور وكان يمتلك رؤية فنية رائعة فضلا عن أنه كان يدعم اللاعبين ويتحدث عنهم بشكل جيد وكان يمنحنا الثقة في أنفسنا وأعتقد أن هذا الأمر كان أحد أسباب تفوقه ونجاحه مع الأهلي ويكفى ما حققناه من إنجازات في ولاية مانويل جوزيه.
من وجهة نظرك.. ما الذي اختلف في الأهلي بولاية جوزيه ومع جيل أبوتريكة وبركات عن الموجود حاليًا؟
الطموح والرغبة في الانتصارات وتحقيق البطولات وضرب الأرقام القياسية أعتقد أننا أصبحنا نفتقد هذه الأمور بشدة في الوقت الحالى نظرًا لعدم توافر هذه المقومات في بعض اللاعبين قليلى الخبرة أو الطموح.
الأهلي أمامه مباراة كأس السوبر المصرى أمام الزمالك.. هل ترى أنها من الممكن أن تكون مفتاح العودة من جديد؟
نعم.. الفوز بالبطولة يغلق الباب أمام أي أزمات أو مشكلات، وأعتقد أننا تعرضنا لنفس الأمر الموسم الماضى حيث خسرنا أيضا نهائى كأس مصر وودعنا بعدها الكونفدرالية، لكننا حققنا فوزا غاليا ومهم جدًا على الزمالك في السوبر المصرى بالإمارات، وكانت نقطة تحول بالنسبة لنا قبل بداية الموسم، وأعتقد أنه حال نجاحنا في تكرار الأمر هذا العام سنعود بقوة من جديد خاصة أننا بحاجة ماسة لحصد السوبر المصرى لمصالحة الجماهير الغاضبة بعد خسارة كأس مصر والخروج من دوري أبطال أفريقيا خاصة وأن هذا الأمر حدث في وقت زمنى قصير جدًا حيث كانت أيام معدودة فصلت وداعنا لبطولة أفريقيا وخروجنا من كأس مصر.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"