سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستقبل غامض لدواوين الشعر في مصر.. دور النشر تقرر وقف طباعتها.. عماد قطري: الانشغال بالربح وراء الأزمة.. مصطفى الفرماوي: تراجع مستوى الكتابة أثر في المنتج.. وعبد المعطي حجازي: نملك مواهب ممتازة
كغيرها من الأشكال الثقافية المهمة تعاني طباعة دواوين الشعر في الفترة الحالية العديد من الأزمات، فابتعاد الجمهور عن قراءة الشعر فضلًا عن الحالية الاقتصادية المتأزمة، بالإضافة إلى حالة الكساد والركود في عمليات بيع وشراء المنتجات الثقافية كانت دافعًا لإعلان بعض دور النشر توقف طباعة دواوين الشعر. واقع الشعر في مصر في هذا الشأن قال الناشر عماد قطري، مدير مركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية، إن الشعر يواجه حالة انخفاض شديدة في نسب الإقبال عليه خلال الفترات الأخيرة، مقارنة بالسرد "القصة والرواية"، وذلك لأسباب عدة يتحمل الشعراء أنفسهم جانبًا كبيرًا منها. فيما أكد ذلك مصطفى الفرماوي، مدير تزويد مكتبات «الشروق»، حيث قال إن دواوين الشعر تعاني من حالة كساد عامة منذ فترة بعيدة، ولجأت دور النشر لطباعة ما يُعرف ب"ديوان الشعر المجمع" كسبيل للاستمرار في هذه الصناعة، إلا أن ذالك لم يجدِ نفعًا. بينما يرى الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي أن امتناع بعض دور النشر عن نشر دواوين الشعر لا يُعد ظواهر ثابتة، مشيرًا إلى أن هناك تراجعًا في النشاط الثقافي المصري بشكل عام، فعدد الأفلام والمسرحيات الذي كان يُنتج قبل ذلك لا يقارن بما يُنتج الآن. خسارة دور النشر وأكد عماد قطري أن دور النشر أصبح يتسم معظمها بالصبغة التجارية، وتضع في المقام الأول المضمون الربحي وما سيعود عليها من طباعة ونشر عمل دون آخر، فكان له مردوده السلبي على طباعة دواوين الشعر التي أصبحت تمثل عبئًا على هذه الدور نظرًا لهذه الحالة من الركود. ومن ناحيته قال فتحي المزين، مدير «دار ليان» للنشر "إن الدار اتخذت قرار التوقف عن نشر الدواوين الشعرية بناءً على الحالة العامة في سوق القراءة المصرية، فلم تعد المكتبات تشتري تلك الأعمال لأنها لشعراء مغمورين"، كما أكد أن الدار سترفض نشر أي ديوان شعر حتى إن كان جيدًا، فالأمر لم يصبح متعلقًا بجودة العمل من عدمها، ولكن لأن منافذ البيع ترفض المنتج بشكل عام، وفي هذه الحالة قرار توقف نشاط طباعة الدواوين يعد الأفضل لتجنب خسارة الدار. ومن جانبه أشار "الفرماوي" لإلى تعامل بعض دور النشر مع الشعراء الراغبين في طباعة إعمالهم، وما تطلبه هذه الدور من مبالغ مالية في سبيل نشر هذه الأعمال دون الاكتراث للمادة التي تحويها، ما يدل على أهمية الأمور المالية في عمليات النشر والتي طغت بدورها على أهمية المضمون. وعن اختفاء دواوين الشعر قال "حجازي" إن ما تشهده الحركة الشعرية من نشاط كالأمسيات والندوات والحفلات لن يكون بديلًا عن نشر الدواوين، لكنه مكمل لذلك من خلال نشاط ثقافي واضح كالنقد البناء والمتابعة الجيدة للأعمال التي تُنشر، بالإضافة للصدى الإعلامي الذي لابد أن تلقاه هذه الأعمال. دور الجمهور وفيما يخص دور القارئ، أشار "قطري" إلى الحالة المزاجية للشخص، وما يطرأ من حداثة على حياته الخاصية، مثل النشر الإلكتروني والأوضاع المالية والاقتصادية والتي كان لها أثر في الابتعاد الواضح عن القراءة بشكل عام ودوواين الشعر بشكل خاص، حتى أضحت القراءة بمنزلة الرفاهية للبعض. فيما أكد "المزين" أن المصريين أصبحوا يسمعون الشعر ولا يقرءونه، ما أضر بعملية نشر الدواوين، فكثير من الشعراء يطبعون أعمالهم ولا يبيعون منها أي نسخ، وتصبح في أدراج المخازن بعد ذلك، مشيرًا إلى أن عدد الشعراء المعروفين في مصر حاليًا لا يتعدى 30 شاعرًا، هم فقط القادرون على جلب قراء لأعمالهم. المواهب الشعرية الشابة وأكد "حجازي" أن مصر تمتلك جيلًا جديدًا من الشعراء المميزين، فقد أثبت هذا الجيل جدارة بما ينشره، مثل المعصراني وايهاب البشبيشي، حسب كلامه، مؤكدًا أن الحديث عن مستقبل الشعر يجب أن يكون مبنيًا على الإحصاءات كي نستطيع تتبع التطورات، وعمل دراسات جدية نقف من خلالها على مستقبل الشعر. بينما يرى "الفرماوي" أن هناك تراجعًا عامًا تشهده الحالة الشعرية على مستوى الكتابة، وشاب ذلك اختفاء واضح للمواهب الشعرية الحقيقية، فضلًا عن انتشار الشعر العامي وخفوت شعر الفصحي، ما يدل على حالة الفقر لدى بعض الشعراء الموجودين، بالإضافة إلى الاستسهال في كثير من الأحيان. وأشار إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في شهرة الشعراء الموجودين على الساحة حاليًا، وهناك من المحسوبين على الشعراء لا يستحقون نشر أعمالهم، وذلك لضعف ما يكتبونه بحسب رأيه.