قد تستطيع خداع جمهورك، إيهامهم أن حياتك الشخصية ليس لها علاقة حقيقية بالأغاني التي تقدمها، وقد يصدقك الجمهور كثيرًا، لكن تلك القاعدة لم تكن تنطبق على جمهور كاظم الساهر، فمحبوه الذين تابعوه بداية من «أين أنت» حتى «عيد العشاق» يدركون جيدًا أن موسيقى القيصر هي الوجه الحقيقي الكاشف لحياته. بالأمس طرح كاظم الساهر فيديو كليب جديد بعنوان «عيد العشاق» من كلمات الشاعر الكبير الراحل نزار قباني ومن ألحان «الساهر» نفسه. أغنية جديدة تضاف إلى عشر أغانٍ طرحها كاظم الساهر «سنجل» منذ آخر ألبوماته التي حملت عنوان «لا تزيديه لوعة» في عام 2011، أما اللافت في معظم تلك الأغاني هي جرعة الرومانسية الكبيرة في معظمهم «فاكهة الحب – أكون أو لا أكون – استفزيني – مدرسة الحب- لجسدك عطر»، بالإضافة إلى موسيقى «مبهجة» صنعها كاظم الساهر بحرفية تتناسب مع الأغاني التي كتبها الراحل نزار قباني. تلك الجرعة لم تكن وليدة اللحظة لدى القيصر، فقصيدة حب بلا حدود والتي ترجمت فيما بعد إلى أغنية «فاكهة الحب» تم تلحينها منذ أكثر من ثلاثة أعوام «أعلن بذلك كاظم نفسه» بالإضافة إلى أغانٍ أخرى كتبها هو ولحنها منذ فترة قبل أن ترى النور «أكون أو لا أكون». «الكليبات» أوضحت الصورة أكثر، فتارة في طراز إسباني يمسك كتابا يحمل عنوان «كتاب الحب» كما هو الحال في أغنية «مدرسة الحب»، وتارة أخرى بين الزهور يتمشى مع حبيبته التي يقول لها «وهي تدري أني أعشقها من رأسها حتى الأصابع» كما الحال في «عيد العشاق». حالة الرومانسية التي ظهرت في أغاني القيصر لم تكن إلا حقيقة ما يعيشه الآن من استقرار في مزرعته بمدينة الرباط بالمغرب، ودبي حيث تسكن «سنا» حفيدته التي غيرت حياة القيصر كما يؤكد هو في أكثر من لقاء، فيما يرى جمهور الساهر أنها سر اختفاء حزنه الذي لازمه من أعوام 2003 حتى 2007 وانعكست على أغانيه ولقاءاته التي كان يظهر بها القيصر دومًا بوجه شاحب حتى كان ذلك مثار سؤال لأكثر من معد «نيشان مثالا» وكان الهروب دومًا هو الحل. ورغم ما ردده البعض عن أن كاظم الساهر ينتج المسلك الرومانسي منذ بدايته: «زيديني عشقًا – علمني حبك – الحب المستحيل» إلا أن البعض الآخر أشار إلى أن تلك الأغاني وإن كانت رومانسية لكنها ارتبطت دومًا بالمعاناة عكس ما يحدث الآن من ربط الحب بالتفاؤل. وبالتزامن مع ذلك يحن الفنان العراقي إلى تقديم أغانٍ للتراث مثل «غرناطة» التي لحنها منذ سنوات ولم ترَ النور إلا مؤخرًا. ثمة ظواهر أخرى تشير إلى القيصر الذي تخطى الخمسين من عمره «56 عامًا» يعيش مرحلة هدوء، وهي انتهاؤه أخيرًا من ملحمة جلجامش التي يحلم الساهر أن ترى النور قريبًا، بالإضافة إلى مشاركته في برامج مواهب الغناء «ذا فويس» والتي أكد القيصر أنها نقلة في حياته فلم يعتد أن يواجه الجمهور كثيرًا.