سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاقتصاد المصرى يقترب من الخراب .. ذا إيكونوميست تنتقد تعامل مرسى مع الأزمة وتؤكد: الرئيس يخاف من تطبيق إجراءات تقشفية خوفًا من خسارة جماعته فى الانتخابات البرلمانية.. أموال الخليج لم تسد العجز
سلطت مجلة ذا إيكونوميست البريطانية الضوء على وضع الاقتصاد المصرى الذى يقترب من الخراب – على حد وصف المجلة- وأن الحكومات المتعاقبة تجاهلت بكل سرور الخطر الذى يلوح فى الأفق. وأشارت المجلة اليوم الخميس فى عددها الورقى الذى سيصدر 30 مارس إلى أن النظام الحالى فى مصر يهيمن عليه الإخوان المسلمين، منذ تولى الرئيس محمد مرسى منصبه من تسعة أشهر، ولم يضع الرئيس مرسى أى خطة اقتصادية معقولة بما يكفى لإقناع صندوق النقد الدولي، الذى عرض منح 4.8 مليار دولار كاتفاق أولى ويمكن أن يصل القرض إلى 15 مليار دولار من المساعدات المتعددة الأطراف. وأضافت المجلة أنه فى وقت سابق من هذا الشهر رفضت حكومة مرسى اقتراحات صندوق النقد بمنحها قرض طوارئ يوضع فى صندوق الودائع المصرية، موضحًا أن الرئيس المصرى خائف من فرض إجراءات التقشف قبل الانتخابات البرلمانية وأن تؤثر على جماعته، وناشد مرسى الحكومات الصديقة ومعظمها دول الخليج أن تدعم مصر بالنقد والوقود لتخطى الأزمة التى يعانى منها الاقتصاد المصري. وقالت المجلة إن احتياطات مصر الخارجية الرسمية كانت بنحو 36 مليار دولار قبل ثورة يناير 2011 ووصلت الآن إلى حد متدنٍ للغاية يصل ل 13 مليار دولار بما يكفى لتغطية ثلاثة أشهر فقط من الواردات. وأضافت: على الرغم من منح قطر 4 مليارات دولار لمصر، ومنح المملكة العربية السعودية مليار دولار، وأيضاً تركيا منحت مصر مليار دولار، إلا أن هذه المبالغ لم تنقذ عجز الاحتياطى المصرى واتجهت مصر الآن إلى العراق وليبيا لملء خزائن البنك المركزي. وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الاقتصادية تمتد فى جميع قطاعات المجتمع المصرى حيث تعانى الصيدليات من أزمة نقص الدواء، وملئت الأسواق المصرية بالبضائع المغشوشة، وغلق الكثير من المصانع فيما يقرب من 4500 مصنع وهذا يفسر زيادة نسبة العاطلين فى مصر التى تتراوح ما بين نسبة 9% إلى 13% وتراجعت العملة المصرية بنسبة 10% منذ ديسمبر الماضى وارتفع معدل التضخم إلى 8% فى فبراير الماضي، ووصل عجز الميزانية إلى ما يقرب من 12% . وأضافت المجلة أن الأسر المصرية تنفق أكثر من نصف دخلها على الغذاء، والمصريون تحت خط الفقر ارتفعت نسبتهم من21% إلى 25% من عام 2009 إلى العام الماضي. وقالت المجلة ": لكى نكون منصفين.. حكومة السيد مرسي، لم تكن غافلة تمامًا من الأزمة الوشيكة، وقامت بفرض رسوم جمركية وبعض الضرائب الطفيفة، ووضعت خططًا قيد البحث لبعض السلع التموينية المدعمة، وربما فى وقت قريب فى يونيو القادم تخفض الدعم، تلبية لطلب صندوق النقد ". وأكدت المجلة أن حكومة مرسى فشلت فى اقتراح خطة متماسكة للإصلاح أو لتجهيز الرأى العام لذلك، مشيرًا إلى أن مرسى حاول استخدام نفس الأساليب التى كان يستخدمها حسنى مبارك، ولكن ترويع المصريين لن يكون بسهولة مثلما كان فى عهد مبارك، على الرغم من أن الشلل السياسى تسبب فى أعمال عنف متزايدة بين مؤيدى ومعارضى الرئيس، وتسبب مرسى فى إحباط متزايد لشعبه لاستخدام سلطاته، حيث تتوقع المعارضة استخدام تكتيكات أشد قسوة ويعتقدون أن يوم القيامة قد يقترب.