يستقبل أبناء الواحات بمحافظة الوادى الجديد هذا العام ضيفين عزيزين «الصيف ورمضان» الامر الذى جعلهم يهربون من المعتقلات الخرسانية أو الشقق و يعودون الى الماضى وعبق التاريخ لاستقبال الشهر الكريم فى «درب السندادية بالخارجة وبلاط الاسلامية بالداخلة» تهب علي الزائر نسمات رقيقة في صيف حار تأسر القلوب بالعبادة و ترتيل القرآن و فعل الخير، نسمات عطرة ينشرح لها الصدر، محملة بالرحمة و المغفرة . يقول أحمد عبدالله أحد سكان المنطقة: فى درب السندادية أو «الخارجة القديمة» وبلاط الاسلامية البيوت و مساجدها القديمة مبنية على طرز إسلامية جميلة بالطوب اللبن و المنازل نجدها مقامة على ربوة مرتفعة، بشوارع ضيقة مسقوفة من خشب الدوم والنخيل ومقسمة إلى شوارع للعائلات تحمل علي بواباتها نقوشا علي الخشب تحدد اسم العائلة وتاريخ البناء والبيوت أيضا عليها نفس اللوحات الخشبية المنقوشة بآيات من القران الكريم واسم صاحب البيت وتاريخ البناء . ويشير شعبان الدسوقى الي أن شهر رمضان فى بلاط الاسلامية والسندادية بالخارجة يتميز بمعايشة العادات والتقاليد المتوارثة فى شهر رمضان والتى لها مكانة متميزة في قلوب أهالي الواحات بمختلف شرائحهم الاجتماعية لما تحمله من أبعاد دينية وروحية سامية يأتي في مقدمتها إقامة حلقات قراءة القران الكريم والموالد و الذكر للطرق الصوفية وحضور المريدين، و خروج أفراد الأسرة الواحاتية لصلاة التروايح وإقامة سهرات رمضانية وسط أجواء منعشة ونسمات باردة فى الخلاء على غرود الرمال بواحة الخارجة و بلاط الاسلامية . واوضح مجدى محمد ان ابناء الواحات لايزالون يحافظون على سمات وعادات الشهر الكريم من المشروبات والتى أهمها «المريسة» وهى خليط من المشمش الجاف والتمر الجاف ويتم نقعهما فى الماء قبل الشرب بليل ونهار وتجهز بالخلط للشرب قبل الفطار ، حيث تجد الاوانى الفخارية من «القلل» الموضوعة على محمل من خشب السنط مرتفع امام واجهة المنزل وأيضا «قلل وجرروزير» داخل المنازل على محمل لتبريد المياه طبيعيا على نسمات الهواء البارد. وبحسب مجدي فإن أبناء هذه الدروب يحرصون على إقامة العزومات الرمضانية بين الاهل والجيران وقبل الفطار تجد كبار السن يجلسون على المصاطب بشوارع الحوارى والازقة لقراءة القرآن الكريم والذكر وعلى السباح التى حباتها من الخشب للتسبيح والصلاة على النبى فى انتظار اذان المغرب ويحرص الاهالى على تقديم اطباق التمر على صوانى امام اى زائر للافطار قبل الصلاة فى المساجد القديمة التى لاتزال بالطوب اللبن ، وبعد صلاة التراويح وعلى مشارف الدرب نجد افران لصناعة الكنافة البلدى ،وهى التى يفضلها ابناء الواحات عن الآليةالتى توجد فى سوق الشعلة بالقرب من السندادية ويصنعونها على الفرن البلدى فى النهار وتجهز لتقدم فى وجبة «العتوم» بعد صلاة التراويح لاهل المنزل والضيوف والزائرين.