نظم فرع ثقافة الأقصر التابع لإقليم جنوب الصعيد الثقافى أمسية أدبية وشعرية بعنوان "الأدب العربي ما بعد الحداثة"، انطلاقًا من دور الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور سيد خطاب بأهمية نشر الوعى الثقافى الذي يساهم في تنمية وعي الإنسان في جميع جوانب حياته. شارك فيها سعد فاروق رئيس الإقليم، والدكتور قرشي عباس الدندراوى أستاذ النقد الأدبي بجامعة جنوب الوادي والدكتور سعيد عبيد أستاذ الفلسفة بجامعة جنوب الوادى والدكتور محمد مختار أستاذ الأدب الجاهلي ومحمود بكرى الباحث في الأدب الأندلسي وإدارة أحمد جمال أمين نادي الأدب بقنا وذلك بقصر ثقافة أسنا. وأشار قرشى إلى أن مصطلح الحداثة من أكثر المصطلحات جدلًا منذ أواخر القرن العشرين في الأدب العربى، مشيرًا إلى أن ثمة انفصال كامل في الترث العربى كله بين الفلسفة والأدب، فالشعر العربى ظل جاهليا حتى عهد بدوى الجبل ومحمد مهدى الجواهرى، وحتى عند المتنبى والمعرى وإن طرحت بعض القضايا الفلسفية فوجدها لا يدخل الفلسفة على الشعر، فالفلسفة شكلت لذاتها لغة غريبة عن الأدب أوجدتها قريبا من العدم وبدأت تتكون. وأوضح أن المحاولات الفلسفية الحديثة ما هي إلا اقتباس وتلخيص لما جاء في الموشحات والأزجال، وتناول مختار الأدب الجاهلى، وأشار إلى أن كلمة أدب من الكلمات التي تطور معناها بتطور حياة الأمة العربية وانتقالها من دور البداوة إلى أدوار المدنية والحضارة، واختلفت عليها معان متقاربة حتى أخذت معناها الذي يتبادر إلى أذهاننا اليوم، وهو الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به إلى التأثير في عواطف القراء والسامعين، سواء أكان شعرًا أم نثرًا. وأوضح بكرى أن نظم الأندلسيون الشعر في الأغراض التقليدية كالغزل والمجون والزهد والتصوف والمدح والهجاء والرثاء، وطوروا موضوع الرثاء فأوجدوا رثاء المدن والممالك الزائلة وتأثروا بأحداث العصر السياسية فنظموا شعر الاستغاثة، وتوسعوا في وصف البيئة الأندلسية، واستحدثوا فن مصر منذ أواخر الستينات على يد شعراء مثل حسن طلب وحملة سالم. وأكد سعد فاروق رئيس الإقليم أن الأمسية إضافة ثقافية كبيرة إلى رواد القصر، فالثقل العلمى والأدبى للمحاضرين أعطى زخمًا شديدا.