رصد كرم سعيد، الباحث بالشئون التركية في المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، خمسة أسباب أدت إلى إفشال محاولة الانقلاب في تركيا موضحا أن المحاولة نجحت في معالجة الانقسامات المجتمعية التركية حيث توحد الأتراك على موقف واحد لمعاداة الانقلاب الذين عانوا منه الأمرين سابقا أكثر من مرة وهو ما كان سببا ضمن أسباب إفشال محاولة الانقلاب. أما السبب الثاني حسب سعيد فكان الانقسام داخل المؤسسة العسكرية بين مؤيد ومعارض وثالثا فشل الانقلابيين في الوصول لمكان تواجد الرئيس أردوغان أو رئيس الوزراء بن علي يلدريم إلى جانب قدرة حزب العدالة والتنمية على الحشد والتعبئة في الشارع كسبب رابع وخامس وأخيرا اتفاق جميع أحزاب المعارضة على رفض الانقلاب. في الإطار ذاته توقع الخبير بالشأن التركي في تصريحاته ل«فيتو» أن يتم تأجيل طرح تمرير التعديل الدستوري لتحويل النظام السياسي من النظام البرلماني للرئاسي، مؤكدا أن أردوغان سيكون حريصا على معالجة احتقانات الداخل خاصة أن الأكراد رغم الحرب المستعرة بينهم وبينه وقفوا على الحياد ولم ينضموا لهذا الانقلاب أو يباركوه كما رفضته المعارضة أيضا وهو ما يدفع أردوغان باعتباره سياسي ذكي لقراءة المشهد بشكل مختلف ليكون أكثر اعتدالا. وعلى مستوى السياسة الخارجية قد تشهد العلاقات التركية تطورات سياسية في ملفات عدة فيما يخص الملف السوري والعلاقة مع العراق والحديث عن تقارب في العلاقات بين القاهرة وأنقرة. وأضاف أنه ليس من المتوقع مستقبلا أن تشهد تركيا محاولة انقلاب أو تحرك عسكري آخر فما حدث هو تمرد أو حركة عشوائية لم تحظ بتأييد سياسي أو شعبي أو تحظى بتأييد كبير داخل المؤسسة العسكرية ذاتها ولكن المفارقة أن قادة تلك المحاولة لم يمض على تعيينهم أكثر من عام وكان للرئيس يد في تعيينهم وهو ما يثير تساؤلا حول امتلاكهم ولاءات خفية لحركة فتح الله كولن أو كونهم كانوا يطمعون في تولي السلطة الأمر الذي دفعهم لذلك ولكن تلك الأسباب ما زالت قيد البحث.
