حالة من الضعف في حاسة البصر بحيث يحد من قدرة الرد على استخدام حاسة بصره (العين) بفعالية وكفاية واقتدار الأمر الذي يؤثر سلبا في نموه وأداءه وتشمل هذه الإعاقة ضعفا أو عجزا في الوظائف البصرية وهي البصر المركزي والمحيطي قد يكون ناتجا عن تشوه تشريحي أو الإصابة بالأمراض أو جروح في العين، حيث يكون بحاجة إلى المساعدة لبرامج وخدمات تربوية في مجال هذه الإعاقة لا يحتاجها الناس صحيحي البصر. تعريف "إثروفت وزاحبون": الإعاقة البصرية حالة من العجز أو الضعف في الجهاز البصري تعيق الفرد كإنسان. تعريف "باراق Barrag (1976)": المعاق بصريا من يحتاج إلى تربية خاصة بسبب مشكلات لديه في مجال البصر الأمر الذي يجعله بحاجة إلى تدخل تربوي ونفسي وعلاجي. أما "عبد السلام عبد الغفار ويوسف الشيخ": فقد بينا أن المكفوفين ينقسمون إلى قسمين رئيسيين: - الأول: منهما الكف البصري التام. - الثاني: الكف البصري الجزئي. وقد أوضحا أن الكف البصري التام هو من لا يستطيع الإبصار إطلاقا، أو الذي لا تزيد حدة إبصاره عن 20/200 في أقوى العينين باستخدام نظارة طبيبة أو من تزيد حدة إبصار إحدى عينيه عن 20/200 بعد استخدام النظارة الطبية المساعدة على ذلك، حيث أن درجة الإبصار تختلف من فرد لآخر، وأن هذه الدرجة ترتبط أيضا بسن الكفيف وقت الإصابة بالعجز، حيث نجد أن بعض الأفراد يولدون فاقدي البصر، وبعضهم قد فقد بصره بعد فترة زمنية معينة، الأمر الذي يجعل الثاني يحتفظ ببعض الصور الذهنية التي اكتسبها قبل أن يكف بصره بما يساعده على إدراك بعض ما يحيط به من أشياء عن طريق استخدام حاسة اللمس... وقد انتهيا إلى تصنيف المكفوفين إلى أربعة أقسام على أساس درجة الإبصار: الكف الكلي: وهم الذين ولدوا أو أصيبوا بعجزهم قبل سن الخامسة. الكف الكلي: الذين أصيبوا بعجزهم بعد سن الخامسة. الكف الجزئي: وهم الذين ولدوا أو أصيبوا بهذا العجز قبل سن الخامسة. الكف الجزئي: الذين أصيبوا بهذا العجز بعد سن الخامسة. ويلاحظ أنهما قد اتخذا العصر الزمني أساس لهذا التقسيم، حيث اعتبروا العام الخامس هو السن الذي يمكن التقسيم على أساسه، انطلاقا من أن الطفل الذي يفقد بصره قبل هذه السن لا يستطيع الاحتفاظ بالصور البصرية في ذهنه حيث أكدت بحوث "زولتان Zoltan هذا الافتراض.
أسباب الإعاقة البصرية: يكاد يتفق من يعملون في مجال الإعاقة البصرية أن أسبابها ترجع إلى: أولا: أسباب تعود إلى ما قبل الولادة: وهي التي ترتبط بكل من العوامل الوراثية والبيئية، والتي تؤثر بدرجات متفاوتة على مدى نمو الجهاز العصبي المركزي للحواس، ومنها ما يرتبط بما تتعرض له الأم الحامل أثناء فترة الحمل من الأشعة الصينية، أو تناول الأم لبعض الأدوية دون استشارة الطبيب أو الإصابة ببعض الأمراض المعدية والتي تؤثر على المراكز المخية الخاصة بحاسة الإبصار، كالحصبة الألمانية وهي أسباب في مجملها تتسبب في كثير من أنواع الإعاقة المحتملة والمتعددة، والتي منها الإعاقة البصرية.
ثانيا: أسباب ترجع إلى ما بعد الولادة: وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بكثير من العوامل البيئية، كتعرض الفرد لبعض الحوادث التي تصيب الإنسان في جهاز الإبصار لديه "العين" أو إصابته ببعض الأمراض التي قد تؤدي -إذا أهمل علاجها- إلى العمى أو ضعف حدة الإبصار لدى الإنسان، كإصابة العين بالمياه البيضاء Cataract أو المياه الزرقاء Claucoma أو التهاب التراكوما trachoma أو التهاب القزحية أو التهاب القرنية، وغيرها من الأمراض التي تصيب جهاز العين بسبب العوامل البيئية التي يعيش فيها الإنسان أو التي تكون كامنة قبل الولادة وتسهم العوامل البيئية في ظهورها فيما بعد، ولكل من الأمراض السابقة الذكر أسبابها الوراثية أو البيئية التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بمثل هذه الأمراض.
هذا، ويشير المشتغلون في مجال طب العيون إلى كثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة البصرية (العمى) أو ضعف حدة البصر، منها نقص فيتامين (أ) وضعف الشبكية الناتج عن إصابة الإنسان بمرض السكر، وحدوث تليف خلف العدسة، إصابة العين ببعض الأورام، وكذلك اضطرابات الجهاز العصبي، إصابة الإنسان بطول النظر، أو انفصال الشبكية أو ظهور العصب البصري وغيرها من الأسباب التي أجملها الأطباء وحددوها بناء على البحوث التجريبية في هذا المجال. خصائص المعاقين بصريا: انخفاض مستوى الخبرات الحياتية بالقياس للخبرات الحياتية العاديين، والتي يستطيع أن يكتسبها قرينه المبصر. حيث أشارت نتائج دراسات العلماء وبحوثهم إلى قلة خبرة الكفيف عن قرينه المبصر، ذلك لأنه لا يستطيع أن يتحرك بسهولة ويسر، أو بالمهارة الحركية نفسها التي يتمتع بها قرينه المبصر. وهذا من شأنه أن يعوق عملية الرغبة في الاستكشاف والمعرفة لما يدور حوله من أحداث وأشياء. الأمر الذي جعله يشعر بالعجز المستمر باستثناء بعض الأفراد الذين يعرضون هذا الفقد باستخدام بقية الحواس وطلب المساعدة في الكثير من أمور حياتهم، وعدم الشعور بالاعتماد على الذات. إن المعاق بصريا يعيش عالمين، عالم خاص به والذي يستحضره باستخدام بقية حواسه لتصور وإدراك العالم الذي يعيش فيه والعالم المبصر الذي يحاول قدر الإمكان تصور الحياة التي يعيشها هذا العالم، لذلك نلاحظه مشتت المشاعر. إن المعاق بصريا يميل إلى ممارسة السلوك العدواني سواء كان بالقول أو الفعل. إن المعاق بصريا كثيرا ما تسيطر عليه مشاعر الدونية نتيجة لإحساسه بالنقص عن فقدان البصر وما ترتب عليه من قلة الخبرات وعدم دقة الإدراك لواقع الحياة. يسيطر عليه الإحساس بالقلق والاضطراب نتيجة لإحساسه بعدم الشعور بالأمن الذي نشأ نتيجة لفقدان حاسة البصر. شعوره بالإحباط نتيجة لما قد يصيبه من مواقف الفشل في محاولته لممارسة الحياة كغيره من الناس، وما يترتب على ذلك من الإحساس بعد الثقة بالنفس. الشعور بالاغتراب نتيجة لانخفاض مستوى احترام الذات لديه، ومن أجل ذلك فهو يميل إلى العزلة والانطواء. المعاق بصريا تقوى لديه الرغبة في الاتكالية وطلب العون والمساعدة من غيره في الكثير من أمور حياته. الشعور الزائد بالنفس وما يترتب عليه من رفض الذات، وقد يصل الأمر إلى كراهيتها، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى عدم القدرة على التوافق الاجتماعي. تعد الاضطرابات السيكوسوباتية من الخصائص التي تشير إلى أن صاحبها يعاني من إعاقته البصرية. عدم الاتزان الانفعالي، بالإضافة إلى عدم تناسب الانفعال الصادر منه اتجاه المواقف الحياتية. استخدام الأساليب الدفاعية بصفة دائمة ومستمرة كالإنكار والتعويض والإسقاط والتبرير...إلخ، كوسائل تعينه ولو وقتيا على الراحة النفسية. بشكل عام فإن المعاق بصريا يعتبر أقل تكيفا مع ذاته وتوافقا مع المجتمع، وبالتالي يكون أقل تقبلا لغيره من الناس، وأقل شعورا بالانتماء إلى مجتمع المبصرين.