حذرت روسيا حلف شمال الأطلسي "الناتو" من مغبة نشر أي قوات في منطقة البحر الأسود كما فعل في منطقة البلطيق، بحسب ما ذكرته مجلة "Newsweek". وذكرت نقلا عن وسائل إعلام روسية، أنه من المعروف أن بولندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا رحبت بقرار نشر 4 كتائب تابعة لدول الحلف، على أساس المبادلة في هذه الدول لأنها تخشى أن تستغل روسيا صغر حجم هذه الدول وماضيةا السوفيتي وقربها الجغرافي، لكي تهاجمها. وهذه المخاوف تعززت بعد دخول القرم في عداد الدولة الروسية في 2014. وخلال ذلك أعلنت بعض دول الحلف في الشهر الماضي، أنها "تبحث عما يمكن عمله في منطقة البحر الأسود أيضا"، وهو ما دفع روسيا للرد بأنها ستقوم بتحييد كل المخاطر والتهديدات حال ظهورها. من جانبه وقال مندوب روسيا لدى الناتو ألكسندر غروشكو في حديث لصحيفة "كوميرسانت": "سنبذل كل الجهود لكي لا يتم الإخلال بتوازن القوى في البحر الأسود، وهذا يتعلق بالمعدات الجوية والبحرية وكل الوسائط الأخرى التي ستكون ضرورية". وذكر أن روسيا ترغب ببقاء البحر الأسود منطقة للتعاون الدولي مع البلدان المجاورة، ولكن تواجد الولاياتالمتحدة العسكري هناك يخل بالتوازن. وقال: "أكثر ما يثير قلقنا حاليا هو تواجد دول من خارج المنطقة هناك وخاصة سفن القوات البحرية الأمريكية التي تدخل بشكل دوري إلى البحر المذكور". وأضاف غروشكو أن السفينة الحربية الأمريكية "دونالد كوك"، التي شاركت مؤخرا في مناورات في البحر الأسود وتعتبر كجزء من المنظومة الأوروبية للدرع الصاروخي الأمريكي، وغيرها من مكونات هذه المنظومة المنتشرة بالقرب من الساحل الروماني، تعد واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد روسيا و"الاستقرار الدولي" بالكامل. وأضاف غروشكو، قائلا: "إن الخطوات التي يتخذها الحلف على الاتجاه الشرقي، تسبب حتما بتفاقم الوضع. والحديث يدور عن محاولة استخدام الوسائل العسكرية (على سبيل المثال تناوب القوات والتدريبات على نطاق واسع)، من أجل خلق في القارة، خطوط عزل وفصل جديدة ومنع تنفيذ مشروع أوروبا الكبرى، وبالتالي تعزيز ارتباط الدول الأوروبية بالولاياتالمتحدة". ويرى غروشكو أن هذه التصرفات تهدف إلى إضعاف موقف روسيا ولكن النتيجة ستكون معاكسة، وقال: "من جانبنا ستكون هناك حتما ردود عسكرية - تقنية، وسنتخذ كل ما يلزم لضمان قدرتنا الدفاعية".