"اتولدت لقيت نفسي زملكاوي"، هكذا أجاب الفنان الراحل سامي العدل عندما سئل عن سر تشجيعه لنادي الزمالك، وفى مثل هذا اليوم عام 2015 رحل سامي العدل أو "الجدع" مثلما كان يناديه زملاء الدراسة، و"حمامة السلام" مثلما أطلق عليه زملاء العمل، وبجانب كل ذلك "عاشق الزمالك"، الذي ولد على حب الزمالك ونشأ على حبه وأصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته، كان يسانده وقت الهزيمة قبل وقت النصر، ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، ولو كان حيًا اليوم لتابع باهتمام شديد ومهما كانت همومه أو متاعبه مباراة القمة بين الزمالك والأهلي التي أقيمت بين الفريقين مساء أمس في ختام بطولة الدوري العام والتي انتهت بالتعادل السلبي، وفى الذكرى الأولى لرحيله نتعرف على سر عشقه للزمالك. الراحل سامى العدل لم يكن غائبًا عن المشهد الرياضى فكانت آراؤه دائمًا تغضب الكثيرين من عشاق النادي الأهلي، والعدل كان معروف بزملكاويته الشديدة ولم يقبل يومًا الانتقاص من قدر الزمالك، وظل مدافعًا عنه وحالمًا بعودته لمنصة التتويج، لكنه رحل دون أن يحقق أمنية انتظرها طويلا وهى تتويج الزمالك ببطولة الدوري الذي غاب عن القلعة البيضاء ما يقرب من 11 عاما، وكان وقتها عام 2015 يتبقى للزمالك مباراتين فقط على التتويج رسميا بالبطولة. من التصريحات الصادمة والجريئة له أنه اتهم النادي الأهلي بالحصول على البطولات المحلية بالسرقة ومجاملة الحكام، في حوار مع الكابتن مجدي عبد الغني، مما أثار حالة من الجدل وقتها وأغضب جمهور النادي الأهلي. حبه للزمالك وتشجيعه المستمر له لم يتوقف رغم ظروف مرضه، وأعلن في برنامج ريهام سعيد، على شاشة المحور، أنه يحب الزمالك لأنه من أرقى و"أنضف" الأندية في مصر. سامى العدل كان على علاقة قوية بجميع لاعبي ونجوم ومسئولي القلعة البيضاء على مدى تاريخه، وترددت أنباء كثيرة عن مساهمته ماليا في تدعيم صفوف النادي بصفقات عديدة والتدخل المباشر لإقناع بعض النجوم بالانتقال للزمالك وساهم في حل مشكلات العديد من نجوم الزمالك أمثال شيكابالا ومحمد إبراهيم وقتها، ونجح في استقطاب عدد كبير من نجوم الفن عمرو دياب ووجدي العربي والراحل نجاح الموجي ومدحت صالح لدعم النادي وحضور مبارياته. اعتبر سامى العدل أن حب الزمالك لا يمكن أن يتوقف عنده حتى بتكرار خسارة النادي للمباريات، وتابع في لقاء ببرنامج مصارحة حرة "الزمالك ده حبي ليه من وأنا عيل صغير أبويا كان ياخدني أتفرج على الماتشات وبشجعه حتى لو خسر ولو الزمن رجع بيه هشجعه برضه". ظل حب الزمالك يلازمه حتى الأيام واللحظات الأخيرة قبل وفاته، وقال أحد العاملين بمسلسل "بين السرايات" الذي عرض في رمضان 2015 وكان آخر أعماله، إنه في أثناء بناء ديكور الحارة طلب سامي العدل من العاملين بديكور المسلسل، أن يرسم علم الزمالك على إحدى حوائط الحارة وبالفعل تم تلبية طلبه وأثناء تصوير المسلسل كان حديثه في معظم الكواليس عن الزمالك، وكان يشاهد إحدى المباريات للفريق أثناء كواليس تصوير المسلسل وحضر العدل احتفالية نادي الزمالك بمنشآته الجديدة التي أقيمت في 17 أبريل عام 2015، ورغم ظروفه الصحية الصعبة وقتها. كان الراحل يحرص دائمًا على زيارة نادي الزمالك، وعقد جلسات مع أعضائه، والحديث عن آخر المستجدات بالنادي، ولم يتأخر أبدًا عن خدمة النادي الذي عشقه سواء بآرائه أو مواقفه وتشجيعه المستمر ودعمه الذي لم ينقطع حتى وفاته. حبه للزمالك لم يمنعه من تقديم واجب العزاء في شهداء النادي الأهلي عقب مذبحة بورسعيد الشهيرة عام 2012 والتي حدثت بعد مباراة الأهلي والمصري، وقال في لقاء تلفزيوني " البقاء لله والله مافيش ماتش في الدنيا يستاهل أنه يحصل فيه كده".