نجحت الفنانة يسرا في تجسيد دور الشخصية الشريرة المضطربة نفسيًا في مسلسلها الرمضاني "فوق مستوى الشبهات"، وأشاد بها النقاد والجمهور أيضًا، وعلى مدى الحلقات الماضية من المسلسل قدمت يسرا الشخصية بطريقة مميزة، وتمكنت من تجسيد كل ماتشعر به الدكتورة رحمة "دكتورة التنمية البشرية"، وتحدت نفسها وقدمت دورا مختلفا تمامًا غير معتاد عليه، واستطاعت الشخصية التي جسدتها في المسلسل أن تعيد يسرا للقمة وأصبح الدور علامة مميزة في مشوارها الفني الطويل، وساعد يسرا على النجاح في التعبير عن الشخصية وتقديم دور مختلف عدة عوامل نتعرف عليها في التقرير التالى. النص والحبكة الدرامية «يسرا» نجحت في اختيار نص جيد وحبكة درامية مختلفة، وظهرت أمام جمهورها وكأنها أول مرة تمثل وتحدت نفسها وأثبتت بالفعل أنها نجمة صاحبة قدرات تمثيلية جبارة وأنها يمكن أن تؤدى كل الأدوار حتى الأدوار المركبة المعقدة، وساعدها في ذلك النص الجيد من تأليف عبدالله حسن، وأمين جمال، وسيناريو محمد رجاء ورسم النص ملامح الشخصية وغاص في تفاصيلها لتخرج في النهاية بصورة جذابة، فضلاَ عن تعاونها مع مخرج متميز وهو هاني خليفة، والذي استطاع توظيف قدراتها وقدرات الممثلين بشكل جيد. الخبرة واستفادت يسرا بالطبع من خبرتها الطويلة في مجال التمثيل، وسخرت قدراتها التمثيلية وخاصةً تعبيرات الوجه لتجسيد شخصية المرأة المريضة نفسيًا التي تعاني من انفصام في الشخصية وترتكب جرائما كثيرة وتخطط لإيذاء من حولها حتى المقربين لها، ولعل أهم المشاهد التي برعت في أدائها خلال المسلسل مشهد وفاة والدتها، فقد عبرت بوجهها وعينيها وكلماتها القوية عن الانفصام في الشخصية وتنقلت من حالة الغضب من والدتها إلى حالة الحزن على فقدانها وحالة الندم على مافعلته معها، ثم حالتها الطبيعية وهي القوة والجبروت واستكمال سيناريو الشر الذي خططته منذ البداية. المكياج المكياج كان عاملا مهما وأساسيا في التعبير عن ملامح شخصية يسرا في المسلسل، فهى امرأة قوية ولاتستسلم أبدًا وتدبر الشر لكل من حولها رغم أنها تظهر بصورة الشخصية الطيبة التي تساعد الجميع من خلال عملها كدكتورة تنمية بشرية، ونجح المكياج في التعبير عن شخصيتها القوية، حيث كانت أغلب الألوان داكنة مع عدم المبالغة في المكياج. الموسيقى التصويرية الموسيقى التصويرية التي أبدعها عمرو مصطفى أيضًا كانت عاملا مهما للتعبير عن شخصية رحمة في المسلسل، وخاصةً حالة الانفصام التي تعاني منها، بجانب التعبير عن التشويق والإثارة في أحداث المسلسل. تقمص الشخصية يسرا استطاعت أن تتقمص الشخصية وتقدم تفاصيلها بدقة بداية من نظرات عينيها وحركة وجهها وجسدها، وبرعت في التعبير عن التحول المفاجئ من الشخصية الطيبة البريئة إلى الشخصية الشريرة بدون افتعال أو مبالغة وبسلاسة شديدة، وظهر هذا في أكثر من مشهد وكان أهمها مشهدها مع إنجي "شيرين رضا"، أثناء وضع السم لها في القهوة للتخلص منها.