865 مليون فرخة يأكلها المصريون سنويا.. والعجز 15 % خبير أممي: هياكل الدواجن فيها سم قاتل الرحمة شعار لا تعرفه وزارة التموين ومن خلفها سماسرة اللحوم، وهو ما سجلته الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم، حيث أصاب فيروس الارتفاع الجنونى المجمعات الاستهلاكية والمنافذ المتحركة التابعة للوزارة. مصادر بالمجمعات الاستهلاكية للتموين كشفت عن فضائح السمسرة في بيزنس الفراخ واللحوم بمعارض «أهلا رمضان»، والمنافذ التموينية التابعة للوزارة، فاللحوم السودانية التي تم طرحها للمواطنين ب40 جنيهًا للكيلوجرام الواحد قرر وزير التموين رفعها مرة واحدة إلى 50 جنيها بزيادة 10 جنيهات، دون أسباب تذكر. لم تمر أيام، وانتقلت عدوى التلاعب والسمسرة إلى اللحوم الإسبانية التي تم طرح الكيلوجرام منها ب55 جنيها لتعقبها زيادة أخرى مقدارها 5 جنيهات ليصبح سعر الكيلو 60 جنيهًا. في حين بدأت نار الغلاء تسرى في أسعار «وراك الدواجن» بالمجمعات من 22 جنيهًا للكيلوجرام ليصل إلى 27 جنيهًا، وبحلول شهر رمضان وصل الكيلو إلى 31 جنيهًا، في حين وصل سعر «فيليه الدواجن» إلى 55 جنيها بعد أن كان 41 جنيهًا، بحسب المصادر، والتي أشارت إلى أن «التموين» لم توضح السبب، بل ما زاد الطين بلة أن ما تم طرحه بالأسواق من لحوم المخزون الإستراتيجي، ولا علاقة له بسعر الدولار كمبرر لزيادة السعر. «أهلا رمضان» بمقر الصندوق الاجتماعى بمدينة نصر كان حاضنًا لعملية تلاعب في بيع لحوم برازيلية ب50 جنيهًا للكيلو على أنها «سودانية»، حيث يفترض أن سعر كيلو البرازيلية 37 جنيهًا أي بفارق 13 جنيهًا للكيلو الواحد دون رقابة، في ظل الزحف الجماهيرى من المواطنين الباحثين على تلك الأسعار. «هياكل الدواجن» وجد فيها بعض المواطنين ملاذا آمنًا لهم في الأسعار، حيث يصل سعر الكيلو منها إلى 7 جنيهات، وتقبل عليها شريحة تتجاوز 40% من المصريين، بحسب المصادر نفسها. من جانبه، حذر الدكتور «عصام رمضان - الخبير الصحى بالأمم المتحدة» من هياكل الدواجن لأن فيها سما قاتلا، سواء من تعرضها للملوثات أو عند تصنيعها في بير السلم أو مصانع دون ترخيص والحصول على منتجات أخرى بعد طحنها لإنتاج اللانشون والهامبورجر، وبها دهون تزيد من الترسيبات داخل الأوعية الدموية أو تصيب بالجلطات القلبية، أو التي تصل إلى المخ، خاصة أن القانون لا يجرم بيعها وتعد مخالفة. واعتبر الدكتور رمضان أن تجارة هياكل الدواجن «رابحة» ويحصل عليها المواطنون لكونها آخر الخطوط البروتينية التي لا تمكنهم قدرتهم الشرائية من تجاوز سعرها من أجل تناولها، حتى الأرجل والأجنحة زادت أسعارها لكن لكل منها مشتر يبحث عنها بعد جنون أسعار الدواجن واللحوم بالأسواق. «الدكتور عبد العزيز السيد - رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة» أكد أن مصر تستهلك 865 مليون دجاجة سنويا، ويتراوح الاستهلاك اليومى بين 1.7 و1.75 مليون طائر يوميا، في ظل تراجع الإنتاجية، بينما معدل الاستهلاك الطبيعى يصل إلى 2.2 مليون طن. وتعوض مصر هذه الفجوة من خلال الاستيراد الذي يصل إلى 80 ألف طن سنويا، بما يعادل 15% من الاستهلاك، سواء كانت وزارة التموين أو غيرها من الوزارات المستوردة أو القطاع الخاص من مناشئ متعددة الجنسيات منها البرازيل وأوكرانيا وروسيا مؤخرا لتعويض الفجوة في الاستهلاك المحلي. وتتجاوز الاستثمارات في صناعة الدواجن 45 مليار جنيه، ويعمل بها أكثر من 2 مليون عامل، بما يتطلب وضع إستراتيجية لإنقاذ الثروة الداجنة من خطر التراجع والتنسيق مع وزارة الزراعة في إنتاج اللحوم وتوفير التموين استيراد الأعلاف، بدلا من مسكنات الحلول التي تكمن في المعارض الموسمية.