سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الفتنة النائمة» على مكتب الرئيس..«الأزهر» يرسل ملف «التقريب بين الشيعة والسنة» خلال أيام إلى «الاتحادية».. و«كريمة» يفتح النار على «المشيخة» ويقول: «أطالب الطيب بتحكيم ضميره »
"إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه، اتباع مذهب معين، بل إن لكل مسلم الحق في أن يقلد أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلًا صحيحًا، ولمن قلد مذهبًا من هذه المذاهب أن ينقله إلى غيره - أي مذهب كان - ولا حرج عليه في شيء من ذلك" ماسبق فتوى أطلقها الراحل الدكتور محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، على خلفية الهجمة الشرسة التي تعرض لها بعد إعلانه عزمه التقريب بين المذاهب، والتأكيد على أن تفرق المسلمين وتشرذمهم، هو السبب الرئيسي في تأخرهم واغتصاب حقوقهم. معركة "التقريب" انتهت بتشكيل لجنة "التقريب بين المذاهب"، غير أن رحيل "شلتوت" والتغيير في التركيبة السياسية والدينية المصرية، ساهم في التراجع عن أفكار الإمام الراحل، وظهور أصوات ترفض، وبشكل قاطع، أية محاولات للتقريب بين السنة والشيعة. أمر الرفض استمر سنوات طويلة، ووسط هذا الاستمرار كانت تخرج كل فترة أصوات تطالب ب"إحياء دعوة شلتوت"، غير أنها كانت تضيع – معظم الأوقات- في زحام الأصوات الرافضة للأمر. وخلال الفترة الماضية، أعلن الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، عن تشكيل كيان للتقريب بين السنة والشيعة في جميع أنحاء العالم، وتوحيدهم على كلمة سواء، وإزالة أسباب الخلاف بين بعضهم البعض، وعقد اجتماعات ووضع رؤى للتعامل خلال الفترة المقبلة. في ذات السياق كشفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر الشريف، أن ملف التقريب بين السنة والشيعة سيوضع على مائدة الرئيس عبدالفتاح السيسي كاملا خلال أيام قليلة، حتى تكون الدولة على دراية بما يحدث، وتساهم في الأمر، وتبدى رأيها طبقا لما تراه في صالح الإسلام والمنطقة العربية بأسرها. ووفقا للمصادر ذاتها فإن الملف يحتوى على البنود التي أسس عليها الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق "لجنة التقريب بين المذاهب" خلال فترة توليه منصبه، والغرض من إنشاء هذا الكيان، والخطة التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة. وأوضحت المصادر، أنه سيتم إرسال نسخة من الملف إلى الأجهزة الرقابية والسيادية، حتى تكون على دراية تامة هي الأخرى بما يحدث وتعمل جنبا إلى جنب مع اللجنة، لإحياء المشروع القديم لشيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمود شلتوت. وأشارت المصادر، إلى أن اللجنة تضم في عضويتها أساتذة من جامعات الأزهر والقاهرة والإسكندرية مشهود لهم بالكفاءة والوسطية والاعتدال، وجميعهم محل ثقة، مشيرة إلى أن يمكن للراغبين الانضمام إليها في أي وقت. وتعقيبا على هذا الأمر كشف الدكتور أحمد كريمة أنه عثر على تاريخ ومسيرة أعلام التقريب ومقالات أكابرالشيوخ عبدالمجيد سليم ومحمد الظواهرى ومحمود شلتوت ومحمد محمد المدنى وحسانين مخلوف والغزالى، والخاصة بالتقريب بين المذاهب. "كريمة" أشار أيضا إلى أن المقالات التي عثر عليها تضحد حملات السلفية والأزهريين من التقريب بين السنة والشيعة، مشددا على أن كل من يعاند التقريب بين المسلمين عميل أو خائن. وشدد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على أن كل من يشكك في التقريب بين السنة والشيعة يجهل حقيقته ولا يعرفه، لافتا إلى أن السلفيين يعارضون ذلك المشروع لأنهم حربائيون ويتلونون حسب المصلحة على حد وصفه وفيما يتعلق باتهامه أن يتحرك وفقا لتعليمات من جهات معينة، علق "كريمة" على الأمر بقوله: أنا مجرد خادم يعمل بحسه الدينى والوطنى ابتغاء مرضات الله ودون تعليمات أو توجيهات من أحد، ولا أريد إلا التقريب بين المسلمين، والكيان يُعد مؤسسة مدنية داخل الدولة، كما أننى أسعى إلى توحيد السنة والشيعة الزيدية والإباضية في جميع أنحاء الوطن العربى، وسأفتح الباب أمام الجماعة الصوفية لحضور الاجتماعات وإبداء رأيهم في الأمر. أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، كشف - في سياق حديثه، أنه حصل على فتوى من أكبر المرجعيات الشيعية تحرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين، وهو ما اشترطته مشيخة الأزهر الشريف لعقد لقاء معهم، وبذلك زال سبب المقاطعة، لافتا إلى أن الإمام الأكبر لن يمانع مسألة التقريب على حد تعبيره . وأعلن أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه على أتم الاستعداد لإرسال ملف التقريب إلى الأزهر الشريف لإبداء الرأى فيه، ويكون تحت رعايتها حتى تطمئن له ويحظى بتأييد كل الجهات. وأشار كريمة، إلى أن تجمع علماء المسلمين في بيروت أرسل اإليه الكتب التي صدرت عنهم ووثائق التقريب في خطوة إيجابية منهم على ضرورة توحيد المسلمين، قائلا "كفانا اكتواء بنار الفتنة في العراق واليمن ولبنان". أستاذ الشريعة الإسلامية، وجه في سياق حديثه سؤلا، حيث قال: لماذا نخاف من المد الشيعى في الوقت الذي يعقد فيه شيخ الأزهر لقاءات مع بابا الفاتيكان، مطالبا الإمام الأكبر بأن يحكم ضميره في مسألة التقريب، خاصة وأن هناك إخفاقا في الثقافة الإسلامية. وعن اتهامه ب"التجنى على الأزهر الشريف" فيما يتعلق بإدارته لملف "التقريب"، قال "كريمة": لا أتغول على الأزهر، ومعى في ملف التقريب قامات علمية محترمة، لكن السلفية يردون إفشال الأمر كعادتهم، لأنه يواجه مشروع التغول السلفى الوهابى الذي بدأ في عصر مبارك". من جانبه، عقب الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية، أحد المتحدثين باسم مشيخة الأزهر، على حديث الدكتور أحمد كريمة بقوله: المؤسسة الدينية لن تسمح بإقامة أي حسينيات أو نشر أفكار شيعية على أرض مصر، وما يقول به "كريمة" مرفوض تماما. "نقلا عن العدد الورقي.."