أكد د. ياسر الهضيبى، حفيد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأسبق، أن حالة الفشل السياسى التى تجتاح مصر ترجع إلى فشل الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان فى إدارة شئون البلاد، مما أدى إلى فشل المعارضة، رغم أن المعارضة جزء من النظام السياسى، توجه إلى الرئيس النقاط الخطرة لمعالجتها فى الحكم، لأن هناك أزمة ثقة وتباعد بين الطرفين، أثمرت عن قرارات مرتبكة من مؤسسة الرئاسة، بعد أن أصبح القرار من جانب الرئيس قبل الحوار.. وقال الهضيبى فى حواره ل "فيتو" إذا نجح الرئيس، نجحت المعارضة، ولأننى كنت أتمنى نجاح الإخوان بعد أن وصلوا إلى سدة الحكم، فإننى أحمل ما تعانيه البلاد الآن إلى نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، الذى قام بتجريف الحياة السياسية فى مصر، وكانت النتيجة أنه لا يوجد على الساحة المصرية الشخصية التى تستحق أن تحكم مصر، مشددًا على أن البديل لابد أن يكون بطريقة ديمقراطية عبر الصندوق، فالرئيس مرسى أول رئيس منتخب مدنى جاء بالصندوق، من خلال عملية ديمقراطية، وتركه للحكم لابد أن يتم بنفس الطريقة "الصندوق"، فمصر مليئة بالبدائل، منهم د. أحمد زويل أو د. محمد البرادعى لتولى رئاسة مصر، معبرًا عن تفاؤله بأن أحفاد سعد زغلول والنحاس باشا سيصلون إلى سدة الحكم فى مصر خلال مدة تتراوح بين 4 - 8 سنوات.. فإلى نص الحوار: - نبدأ مع حفيد الهضيبى باسترجاع ذكرياتك ونسألك: لماذا اختارت جماعة الإخوان المستشار حسن الهضيبى ليكون المرشد الأول للجماعة بعد اغتيال مؤسسها حسن البنا؟ * بعد اغتيال الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها الأول، رأت الجماعة الاستعانة بشخص حكيم ومتزن، بعد خوفهم من الملك، فأتوا بحسن الهضيبى، لأنه قاض كبير وحليم، وأنه صاحب كتاب "دعاة لا قضاة"، ليخفف من حدة التوتر مع الملك، وهو يميل إلى الوسطية، ويدفع الجماعة إلى هذا المنحى من الاعتدال، ومعروف أن المستشار حسن الهضيبى كان من أشد المعارضين للنظام الخاص "قطاع التسليح بالجماعة"، بل وصل الأمر إلى اختلافه مع قائد النظام الخاص للجماعة، كما أن ابنه المرشد العام السادس للجماعة المستشار محمد المأمون الهضيبى تزوج ابنة رئيس ديوان الملك فاروق. - هل قدمت الجماعة نموذج الحكم الرشيد فى الإسلام؟ * للأسف الشديد، الجماعة التى لم تقدم نموذجًا لمعايير الحكم الرشيد فى الإسلام، مما جعل الجماعة عبئًا على الدين، بعد فشلها فى تقديم هذا النموذج الذى طبقه الخلفاء الأربعة الراشدون، ومن بعدهم الخليفة عمر بن عبدالعزيز، وكأنهم ظلموا الإسلام من خلال النموذج الذى يقدمه الإخوان الآن. - ما علاقة الإخوان بالحكم.. وهل تختلف هذه العلاقة عما كان يقود به الحزب الوطنى فى عهد مبارك؟ * علاقة الإخوان بالحكم لا يمكن أن يخفيها أى إنسان عاقل، وهذه العلاقة لا تختلف عن علاقة الحزب الوطنى المنحل فى نظام مبارك، فإذا كانوا يقولون إن هذا الحزب فلول، فالإخوان هم "أم الفلول"، فالمرشد العام السابق مهدى عاكف كان يتمنى أن يجلس مع الرئيس مبارك، وحصل الإخوان على 88 مقعدًا فى انتخابات 2005، بالاتفاق مع جهاز مباحث أمن الدولة، وكان الإخوان جزءًا من النظام السابق. - وهل جماعة الإخوان المسلمين تمثل عبئًا على الرئيس مرسى؟ * الجماعة ليست عبئًا على الرئيس، فهى والرئيس شخص واحد، فهو يدور فى فلك المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع. - رجال أعمال الجماعة.. هل ينتهجون نفس السيناريو الذى كان متبعًا فى عهد المخلوع؟ * نعم.. رجال أعمال جماعة الإخوان ينتهجون نفس السيناريو، لكن بدايات الرئيس مرسى تشبه نهاية الرئيس مبارك، من حيث التفاف رجال الأعمال حول مبارك، حتى بعد مرور أكثر من 30 عامًا من حكمه. - وبم تبرر وجود بعض أعضاء الجماعة الإسلامية، الذين قتلوا الرئيس السابق السادات بجوار الرئيس مرسى فى الاحتفال بذكرى 6 أكتوبر باستاد القاهرة العام الماضى؟ * إنها فاتورة انتخابية كان لابد للرئيس مرسى أن يسددها للجماعة الإسلامية فى المنياوسوهاج، التى حصل منها على 800 ألف صوت، كانت هى الفارق لفوزه على منافسه الفريق أحمد شفيق، وتواصلت المصالح حتى فى توزيع الدوائر الانتخابية طبقًا للقانون الجديد الذى تم الطعن عليه، فرغم أن عدد الناخبين فى سوهاج 2 مليون و200ألف، تم منحها 30 مقعدًا، فى حين أن محافظة القليوبية التى تفوقها فى أعداد الناخبين ب 2 مليون و600 ألف لم تحصل على هذه المقاعد، رغم أنها محافظة لمرشدين سابقين للإخوان، وهما: حسن ومأمون الهضيبى، فالإخوان قاموا بتوزيع الدوائر بهذا الشكل لإحداث توازن مع الأحزاب الأخرى، سواء كانت إسلامية أو مدنية، حسب مصالحهم ، كما كان يفعل الحزب الوطنى. - وهل ترى أن حكومة د. هشام قنديل قادرة على قيادة مصر خلال هذه المرحلة؟ * بالعكس هى حكومة فاشلة ومرتبكة وعاجزة، عجزت عن إدارة أحوال البلاد، وتلبية طلبات المواطنين حتى الآن، باعتراف المعارضة وأهل الحكم. - وهل يمكن أن يتولى خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة رئاسة الحكومة؟ * أنا شخصيًا أستبعد قبول الشاطر رئاسة الحكومة، لأنه لا يريد ذلك. - وهل تلجأ جماعة الإخوان إلى الاغتيالات السياسية مع خصومها؟ * لا يمكن أن تقدم على هذه الخطوة، لأنها أعقل من فعل هذا الأمر، الذى إذا أقدمت عليه، فإنه يعجل بنهايتها وزوالها. - أخيرًا؛ بم تبرر صمت الولاياتالمتحدة عن التحرك تجاه الأحداث التى شهدتها مصر، وبها تجاوزات عديدة؟ * صمت أمريكا عن ذلك يرجع إلى أن جماعة الإخوان لا تمثل خطرًا على إسرائيل، طالما أن وصولها للحكم يضمن لها السلام والأمن، وهى عنه راضية بعد أن ذهب شعار "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، كما أن الاتفاق والتفاهم الشديد بين حماس والإخوان لن تظهر نتائجه فى المستقبل القريب، وسط مخاوف فيما يتردد حول سيناء، بل يستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات، كى تظهر نتائجه الحقيقية.