جمال عبدالجواد: الحراك السياسى أضعفها وعودتها ممكنة فؤاد علام: القوى السياسية مسئولة عن مناخ التطرف رغم نجاح الأجهزة الأمنية فى القضاء على بؤر التطرف والسيطرة على جماعات العنف المسلح بفضل القبضة الأمنية المحكمة التى تعاملت بها الشرطة مع الخارجين على القانون إلا أن بعض الجماعات نجحت فى الإفلات من قبضة الأمن من خلال مجموعة من الخلايا النائمة التى كانت تقوم بأنشطتها بعيدا عن أعين الداخلية ورجالها. عقب نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير فى الإطاحة بالنظام السابق وتوجيه ضربة قاسية للأجهزة الأمنية وما نتج عن ذلك من انفلات أمنى عادت بعض الخلايا إلى المشهد من جديد وبدا ذلك واضحا فى العمليات المسلحة التى تم تنفيذها فى سيناء على رأسها تفجير خطوط الغاز.. الأمر الذى أثار العديد من التساؤلات حول مدى إمكانية زيادة أنشطة تلك الخلايا فى الفترة المقبلة. الدكتور جمال عبدالجواد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية السابق أكد أن الأفكار المتطرفة التى تدعو لحمل السلاح موجودة في كثير من دول المنطقة سواء فى اليمن أو أفغانستان أو السودان وغير مستبعد وجودها وعودتها لمصر مضيفا إن حالة الحراك السياسى التى تشهدها مصر هذه الأيام قد أضعفت الأفكار المتطرفة خاصة أن أغلبهم اختار العمل السياسى على الساحة ووجدوا لهم مكانا فيه وهذا يعد خطوة للأمام أما فى حالة تغير الظروف وهذا وارد خاصة مع غياب الأمن فإن تلك الأفكار والتنظيمات على استعداد لأن تنشط وتعود مرة أخرى وأوضح «عبدالجواد» أن التنظيمات السرية التى تهدد مصر تتمثل فى القاعدة التى أصبحت متسعة وتشبه الكونفدرالية وأكد أنها ومن يحمل أفكارها ستظل خطرا موجودا طوال وجودها مضيفا إن التنظيمات والصراع السنى الشيعى بدأ يزداد فى المنطقة مشيرا إلى أن الأجواء التى نحياها قد تدفع تلك الأطراف فى اتجاهها وتستعيد هذه التنظيمات نشاطها وتعود مرة أخرى.وأكد الخبير السياسى أن حالة عدم الاستقرار السياسى والأمنى الموجود بالدول المحيطة بنا تؤدى لنمو التطرف فى المنطقة كلها، موضحا أن ما يحدث فى ليبيا من حالة الانقسام ووجود للقاعدة، بالاضافة للضعف الموجود فى السودان والذى يمكن أن تستفيد منه جماعات متطرفة، مضيفا أن ذلك حدث من قبل واستخدمت بعض الجماعات السودان للوصول إلى مصر. وحذر «عبدالجواد» من الوضع الداخلى فى سيناء، موضحا أنها مصدر قلق، وذلك للضعف الأمنى بها، ولوجود التنظيمات السرية بها، والتى حينما أتت لها الفرصة أعلنت عن نفسها ومارست عمليات ارهابية من قبل، وطالب بضرورة الانتباه للوضع فهيا متمنيا ألا يخرج منها إلى باقى الدولة. «حالة الاحتقان السياسى لا تطمئن» هكذا علق اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى على الأوضاع الأمنية المتدهورة موضحا أن مصطلح الخلايا النائمة هو مصطلح اعلامى فقط أما فى الواقع فهى تسمى التنظيمات السرية التى تعمل وتجهز فى الخفاء وتستخدم العمليات المسلحة لفرض ما تريد. وأوضح أن حالة الاحتقان التى نعيشها هذه الأيام حولت الخوف من التنظيمات والكيانات إلى المواطن العادى الذى يهدد انفجاره أو عدم وعيه بكوارث مثلما حدث فى أحداث مجلس الوزراء وبورسعيد، وحمل «علام» القوى السياسية مسئولية أى أحداث تطرف قد تحدث فى الفترة المقبلة، مؤكدا على أنه يجب على الجميع فهم المصلحة الوطنية وعدم شحن الجماهير خوفا على مستقبل البلاد. أما الدكتور اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجى فتوقع أن تنتهى مرحلة التنظيمات السرية بعدما قضى على تكميم الأفواه الذى عاصرناه، مضيفا إن الجهاد الآن أصبح بالطرق السلمية، وليس بالعنف الذى مثل مرحلة وانتهت، وأعتبر «فؤاد» أن ما صدر عن بعض التيارات من تصريحات تهدد بعودة العنف والدماء مرة أخرى، كانت تعبراً عن حالة غضب وفقدان للأمل مررنا بها وناتج عن الاحساس بالظلم ولكن سرعان ما هدأت الدنيا وأسرعت التيارات وحتى الاشخاص أنفسهم للتبرأ من ذلك الكلام، ورحب الخبير الاستراتيجى بمن يهدد بقيام ثورة أخرى معتبرا ذلك طريقة سلمية للتعبير عن الحقوق والآراء.وأوضح المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفى لحزب الوفد أنه لم يعد هناك خطرمن تيارات الإسلام السياسى التى مارست أعمال العنف سابقا داخل مصر، موضحاً أن «طاقة القدر فتحت لهم مع الثورة» - على حد قوله، ومبرراً ذلك بأنه بعد قيام الثورة خرجوا من السجون وامتطوا جواد الثورة ومسكوا بلجامه فى أيديهم بسيطرتهم على البرلمان وبتعاونهم مع المجلس العسكرى وسعيهم للسيطرة على اللجنة التأسيسية للدستور وحتى منصب الرئيس يسعون حاليا للسيطرة عليه. واستبعد «الطويل» عودة التيارات لاستخدام السلاح، موضحا أن استخدامهم له فى الماضى كانت له أسبابه سواء فى عهد عبدالناصر أو السادات واللذان حاولا احتواء التيارات الإسلامية ثم انقلبوا عليها، فأنقلبت عليهم وحاولت اغتيال «عبدالناصر» وقتلوا «السادات».واعتبر الرئيس الشرفى لحزب الوفد أن عهد «مبارك» كان أقل عنفا، مرجعا ذلك لما قام به جهاز أمن الدولة ووزير داخلية مبارك «العادلى» من تحجيم لهم سواء فى الداخل بوضعهم داخل السجون أو طردهم لخارج البلاد.