سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أباطرة النقل» في مصر.. صديق مبارك «رفعت الجميل» يحتكر الأسواق ب«أسطول السيارات والسفن».. «أحمد العقاد» يقتحم مجال الاستثمار بالوكالة البحرية..«عادل لمعي» ملك بورسعيد.. و«حسام لهيطة» ينافس على الكعكة
تمثل أسعار النقل ما يقرب من 5% من سعر البضائع، وتصل في بعض الأحيان إلى 10%، الأمر الذي يجعل تحريك أسعار النقل والنوالين أو الأجرة يسهم بشكل مباشر في ارتفاع أسعار البضائع. أباطرة النقل بعض أباطرة النقل والمتحكمون في سوق نقل البضائع، يستغلون هذه الميزة للضغط على الأسواق الداخلية، بالاتفاق مع التجار أو لحسابهم الشخصي، من خلال تعطيل العمل ببعض الموانئ، وهو ما تنتج عنه في النهاية أزمات في السوق الداخلي للبلاد. أزمات المواد البترولية شهدت البلاد خلال السنوات الأخيرة عددًا من الوقائع، أبرزها أزمات المواد البترولية بالسوق المحلي، بسبب عدم استقبال السفن، أو أزمات التكدس بالموانئ، وما يتبعها من أزمات في السلع الاستراتيجية الداخلية، وكانت آخر أزمة بالأسواق المحلية أزمة السائقين بميناء دمياط، والتي أدت لتوقف الميناء عن العمل لعدة أيام، انتهت باجتماعات متتالية بين المسئولين بالميناء وبين السائقين، لإقناعهم بالعمل مرة أخرى وعدم تعطيل حركة النقل. رفعت الجميل رفعت الجميل الصديق المقرب من الرئيس الأسبق حسني مبارك، يعد واحدًا من حيتان النقل في مصر، بدأ "الجميل" حياته العملية، بعد خروجه من الخدمة برتبة لواء طيار، وقام بإنشاء شركة للنقل والشحن تحمل اسم "كايرو إيه ثري"، كانت الشركة تعمل في مجالي النقل الداخلي من خلال أسطول مكون من أكثر من 1000 سيارة نقل، والنقل الدولي من خلال تشغيل عدد من السفن والناقلات في نقل البضائع والسلع وخاصة الحبوب. علاقات سابقة وما إن تحكم الجميل في سوق النقل الداخلي، حتى قرر الاستفادة من العلاقة الوثيقة بينه وبين الرئيس الأسبق مبارك، وقام بالعمل على استيراد القمح والذرة من الخارج، ليتحكم بعد ذلك في 40% من الحبوب القادمة من الخارج. لم يكن حلم الحبوب بعيدًا عن الجميل، خاصة أن والده كان يمتلك محلاً لتجارة الحبوب بدمياط، بعد أن جاء إليها قادمًا من بورسعيد أثناء الحروب مع الاحتلال. مهمة خاصة الصدفة كانت نقطة تحول كبيرة في حياة رفعت الجميل، وخاصة أنه تحول من عمله كطيار إلى قائد طائرة خاصة لأحد رجال الأعمال، وكان رجل الأعمال الذي التحق الجميل بالعمل معه بعد خروجه على المعاش يعمل في استيراد القمح الأمريكي، وكان أكبر مستورد للقمح، وبعد سنوات توفي رجل الأعمال الذي كان الجميل يعمل لديه، واقتحم الجميل عالم النقل والاستيراد من أوسع أبوابه ليتحكم في النقل البري. النقل البحري في السياق ذاته، يعد النقل البحري بوابة المليارات، وحلم أي رجل أعمال اقتحام مجال الاستثمار في الوكالة البحرية أو النقل البحري، لما يحققه المجال من إيرادات ومكاسب كبيرة جدًا، وأرباح شبه مضمونة، ومن أبرز المتحكمين في النقل البحري في مصر حاليًا المهندس أحمد العقاد، رئيس غرفة ملاحة الإسكندرية، وعادل لمعي رئيس غرفة ملاحة بورسعيد. ويتحكم "العقاد ولمعي" في 50% من أعمال النقل البحري في مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساهم في تحقيق كل منهما مكاسب تخطت العديد من المليارات. وترأس عادل لمعي مجلس الأعمال المصري التركي، ولجنة النقل بجمعية الأعمال، وهو من أبرز رجال الأعمال العاملين بالنقل بميناء بورسعيد ومنطقة بورسعيد ككل. لمعي بدأ لمعي عمله بالنقل البحري من خلال شركة ميتشيل جونيورز للنقل والوكالة الملاحية، ليتحول خلال سنوات بسيطة لأحد كبار رجال الأعمال في هذا المجال، بعد قيام الحكومة بتفكيك شركة التوكيلات الملاحية، وتم بيع التوكيلات لرجال الأعمال، وحصل كل رجل أعمال على نصيبه من الوكالات الملاحية، ليصبح اسم لمعي من أشهر الأسماء في بورسعيد. لعبت السياسة دورًا كبيرًا في صعود أسهم لمعي في عالم "البيزنس"، بعد أن عرض خدماته على الحزب الحاكم وقتها (الحزب الوطني)، وقام برعاية حملاته في الانتخابات البرلمانية، ليصبح لمعي في سنوات قليلة، واحدًا من أبرز رجال الحزب في بورسعيد وقامت الدولة بدعمه حتى إنه أول من أسس شركة بشرق بورسعيد برأس مال 100 مليون، ثم تولى رئاسة مجلس الأعمال المصري التركي، كما تولى رئاسة لجنة النقل بجمعية رجال الأعمال. إمبراطورية النقل النهري تمتلك مصر نهرًا من أطول أنهار العالم، ومع ذلك غير قادرة على استغلال النهر تجاريًا حتى الآن، بسبب الصراع المستمر بين الشركات المشغلة للملاحة بنهر النيل، والتي تتنافس على احتكار الملاحة بالنهر، الأمر الذي أدى لتعطيل استغلال النهر على مدى عدة سنوات. ومن أبرز المتنافسين بنهر النيل شركة إيجترانس المملوكة لرجل الأعمال الراحل حسام لهيطة، والتي كانت تتحكم في 50% من الملاحة في نهر النيل بالمنافسة مع إحدى الشركات الأخرى.