تحولت قضية خطف السائحين الأجانب فى سيناء إلى كابوس يطاردهم، حسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وأشارت إلى أن قيام مجموعة من البدو فى صحراء سيناء بخطف سائحين أحدهما إسرائيلى والأخرى امرأة نرويجية على طول الطريق الرئيسى فى جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية فى منطقة جبل المغارة، لن يكون الحلقة الأخيرة فى مسلسل خطف السائحين فى تلك المنطقة الجبلية والممتدة بطول شبه جزيرة سيناء. وقالت الصحيفة: "إن المخابرات المصرية تتفاوض مع الخاطفين المسلحين من البدو، موضحة أن الخاطفين لجأوا إلى ذلك للضغط على الشرطة لإطلاق سراح محتجز لتورطه فى قتل رجال الشرطة فى مدينة الإسماعيلية على قناة السويس". وأضافت الصحيفة: "إن حوادث الخطف السابقة لم تمتد لفتر طويلة، حيث اعتاد الخاطفون إطلاق سراح السائحين سالمين، مشيرة إلى أن هذه الحوادث نتيجة حالة التوتر التى تشهدها مصر وانعدام الأمن بها، الأمر الذى من شأنه أن يضر بالسياحة التى تشهد تراجعًا شديدًا منذ ثورة 25 يناير 2011". وقال مصدر مسئول بقيادة الجيش الثالث الميدانى: "إن مختطفى السائحين اتجهوا بهم إلى منطقة المغارة بشمال سيناء، وأن التحريات العسكرية أكدت أن وراء اختطاف السائحين عملية مقايضة للإفراج عن تجار مخدرات مقبوض عليهم فى عملية تهريب مخدرات فى شمال سيناء". وأضاف المصدر: "إن اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميدانى دفع بتعزيزات أمنية لتأمين البنوك ومركز البريد بمدينة رأس سدر بعد أن تلقى إشارة بترك أفراد التأمين الخاصة بهذه المواقع أماكنهم، ما يهدد حياة المواطنين والسطو على البنوك برأس سدر". وبحسب الخبراء، فإن مصر تتكبد خسائر مادية فوق خسائرها بسبب تلك الحوادث التى ازدادت بشكل ملحوظ ومتكرر فى الآونة الأخيرة لعدم وجود رادع أو حلول جذرية فى ظل احتياج مصر لإعادة تنشيط السياحة وإنعاشها. وحذروا من تفاقم الخسائر بسبب هروب السائحين إلى بلاد أخرى ك"تركيا" - التى شهدت انتعاشًا ملحوظًا - واعتبار أن مصر ليست مستعدة لاستقبالهم، مؤكدين ضرورة تأمين الأفواج السياحية بشكل مكثف وتطبيق نظام الغردقةبجنوبسيناء. وتشير التقارير الصادرة عن جمعية المستثمرين السياحيين بجنوبسيناء إلى أن حالات الاختطاف تلك تؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد السياحى فى سيناء. وتشير التقارير إلى أن متوسط الإشغالات السياحية فى نويبع متذبذبة وتختلف من فندق لآخر، فهناك بعض الفنادق تصل إشغالاتها إلى 20% والآخر لا يتجاوز ال 4%، إلا أن فنادق طابا تعد أفضل حالاً من نويبع، حيث يتراوح متوسط الإشغال فيها بين 40 و45% وفى شرم الشيخ 65%، فضلاً عن أن هذه العمليات ستقضى على رحلات السفارى، والتى أصبحت مهددة بالانقراض فى سيناء بسبب سوء الأوضاع الأمنية.