استقبل الفريق عبد العزيز سيف الدين، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، اليوم الثلاثاء، وفدا كبيرا من سفراء الدول الأفريقية بالقاهرة. واستعرض اللقاء نبذة عن تاريخ الهيئة منذ نشأتها عام 1975 وأهم المنتجات العسكرية والمدنية والمشروعات القومية التي تشارك فيها مثل عربات السكك الحديدية ومحطات الصرف الصحي والصناعي وتنقية المياه والعربات المدرعة الفهد والجيب والطائرة K-8E والشاشات العملاقة، وكذا بحث سبل الاستفادة من الإمكانيات المتطورة بالهيئة العربية للتصنيع لصالح أشقائنا بالقارة الأفريقية. وتأتي تلك الزيارة في إطار احتفالات مصر بيوم أفريقيا، ويقوم وفد يضم سفراء عدد كبير من الدول الأفريقية وهي: "تشاد ورواندا وتونس وموزمبيق ومالاوي وجزر القمر وغينيا وبوروندي والكونغو برازفيل وكينيا وأنجولا ونيجيريا وليبريا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وتنزانيا والكاميرون وسفير الاتحاد الأفريقي بالقاهرة، برفقة وفد من السفراء بوزارة الخارجية، بزيارة للهيئة العربية للتصنيع وعدد من وحداتها الإنتاجية المتميزة". وأشار رئيس الهيئة العربية للتصنيع إلى اعتزازه بزيارة السفراء الأفارقة، والتي تأتي في إطار احتفالات مصر بيوم أفريقيا وتهدف إلى تعزيز التعاون وفتح مجالات جديدة للعمل وتبادل الخبرات فضلا عن التعرف على أحدث الإمكانيات والمنتجات المتطورة للهيئة العربية للتصنيع. وأكد سيف الدين أن الهيئة العربية للتصنيع لاتهدف للربح من تلك الزيارة، وإنما تعزيز التعاون بين الجانبين في كافة المجالات العسكرية والمدنية وتمتلك دول القارة الأفريقية الموارد الطبيعة وتمتلك مصر الإمكانيات البشرية، ولابد من استثمار تلك المزايا لدعم التعاون بين الأشقاء وقال:"إننا مستعدون للتبادل التجاري بين الهيئة والدول الأفريقية بيعا وشراء ولن نختلف على السعر، فالمهم هو زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون". وأشار الفريق عبد العزيز إلى أن تلك الزيارة بهذا الزخم تعكس عمق الروابط بين مصر وكافة دول أفريقيا الغنية بثراوتها الطبيعية والبشرية، والتي لابد من استثمارها، وتحرص مصر على الارتباط بها بأوثق علاقات الصداقة والعمل المشترك لدعم ركائز الأمن والاستقرار لكافة شعوب ودول أفريقيا. وأكد سيف الدين حرص مصر على مد جسور التقارب والتعاون مع دول أفريقيا في العديد من المجالات على نحو يلبي التطلعات، "فالنيل قاسم مشترك بيننا كما أن العلاقات بأوجهها المتعددة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ضاربة في جذور التاريخ". وذكر سيف الدين أن تلك الزيارة تأكيدا للتكامل بين مصر وعمقها الأفريقي مما يعكس الدول التاريخي لمصر داخل القارة الأفريقية ودعمها لحركات التحرر الوطني منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي أيام الرئيس جمال عبد الناصر، "كما أن الأشقاء الأفارقة شاركوا مصر أثناء حروبها المتعددة لتحرير الأرض، فالهموم والتطلعات والآمال مشتركة بيننا". وأشار رئيس الهيئة إلى أهمية تجمع وتعاون الدول الأفريقية مع توافر الإرادة السياسية لمواجهة كافة التحديات فهذا هو الاتجاه الصحيح. وأكد أنه يتمنى أن تثمر تلك الزيارة عن تعاون بناء وتكامل بين التكنولوجيا بين الأشقاء الأفارقة والعقول والخبرات المصرية بالهيئة سواء في الإنتاج العسكري أو المدني. وقال السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية: إن الوزارة أعدت برنامجا للاحتفال بيوم أفريقيا، الذي يوافق يوم 25 مايو من كل عام، ودشنت الوزارة لأول مرة برنامجا وطنيا متكاملا لإبراز الانتماء الأفريقي لمصر، مصحوبا بحملة إعلامية في وسائل الإعلام وعلي صفحات وحسابات الوزارة على شبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بدور مصر في دعم القضايا الأفريقية. وأكد اعتزاز مصر والأمة العربية والأفريقية بالهيئة العربية للتصنيع ذلك الصرح الصناعي العملاق وأشار إلى أن الاحتفال بيوم أفريقيا هذا العام ذو أهمية خاصة، ويوافق شهر مايو 2016 رئاسة مصر لمجلس الأمن من خلال عضويتها في المجلس مُمثلة للقارة الأفريقية عامي 2016 و2017، ويتقاطع أيضا مع تمثيل مصر لدول الشمال الأفريقي في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي خلال الفترة من 2016 إلى 2018. وحول تفاصيل الحملة الإعلامية التي تطلقها وزارة الخارجية، أوضح إدريس أنها تحت عنوان «أفريقيا قارة النضال والآمال»، وتستمر حتى يوم 25 مايو الموافق «يوم أفريقيا». وأشار رفائيل مالونجا سفير دولة الكونغو برازفيل بالقاهرة، عميد السفراء الأفارقة بمصر إلى أهمية تعزيز التعاون التجاري بين دول القارة الأفريقية وهذا ما أكد عليه مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عقد في شهر فبراير الماضي. كما ذكر أن مشكلة الإرهاب التي تعاني منها العديد من شعوب أفريقيا أدت إلى زيادة حجم الإنفاق العسكري لدول القارة الأفريقية على حساب الإنفاق على التعليم والصحة والجوانب الاجتماعية وهذا يصب في مصلحة الدول الغنية ويعمق المشكلات التي تعاني منها الدول الفقيرة بأفريقيا. وأضاف أن الحل لابد أن يكون من خلال زيادة الإنفاق على الجوانب الاجتماعية والتعليمية والصحية ودعم التجارة البينية بين دول القارة الأفريقية.