تستعد الحكومة الأفغانية لتوقيع اتفاق سلام مع زعيم الحزب الإسلامي وأشهر أمراء الحرب السابقين "قلب الدين حكمتيار"، في خطوة تسعى أفغانستان من ورائها إلى إعادته إلى الواجهة السياسية واستخدامه كورقة ضغط شعبية في مواجهة حركة طالبان لإجبارها على توقيع اتفاق سلام نهائي في البلاد، خاصة أن "حكمتيار" يحظى بشعبية واسعة بين زعماء القبائل في البلاد. وقال مسئولون أسنويا: حكومة كابول تعكف على وضع اللمسات النهائية، للاتفاق المزمع توقيعه مع "حكمتيار" ويتضمن تقديم تنازلات ضخمة، من بينها منحه وكبار مساعديه حصانة سياسية وقانونية، والتعهد بعدم محاكمتهم عن أي جرائم سابقة للاتفاق، والإفراج عن قائمة كبيرة من عناصر الحزب الموجودة في السجون، والعفو على معظم مقاتلي الحزب الإسلامي المتهمين في قضايا إرهابية، ومنح قيادات الحزب مساكن مناسبة وحراسة وسيارات ومرتبات بقيمة 2.8 مليون دولار سنويا. وأشارت مصادر أفغانية إلى وجود بعض النقاط الخلافية العالقة، التي ما زالت في مرحلة التفاوض، خاصة بعد طلب "حكمتيار" الحصول على مهلة إضافية للمزيد من التشاور مع كبار مساعديه. وبموجب الاتفاق السري الذي يسعى إليه رئيس الحكومة الأفغانية "أشرف غالي" يتعهد الحزب الإسلامي بقيادة "حكمتيار" وأنصاره بقطع علاقتهم مع جميع التنظيمات والحركات والفصائل المسلحة والإرهابية، والالتزام بالدستور الأفغاني والتخلي عن مطلب رحيل القوات الدولية ومغادرتها البلاد قبل التوقيع على اتفاق سلام. ويسمح اتفاق السلام للحكومة الأفغانية بإعادة توطين 20 ألف لاجئي أفغاني، من أنصار "حكمتيار" والحزب الإسلامي ومقاتليه، ما زالوا هاربين في المناطق الجبلية والقبلية الحدودية مع باكستان. وكان حكمتيار زعيم الحزب والإسلامي، أحد أبرز القادة البشتون خلال الحرب ضد الاتحاد السوفيتي السابق، ولعب الدور الأبرز في الحرب الأهلية التي أعقبت رحيل القوات السوفيتية، وقام بعمليات قصف عشوائي مكثف للعاصمة كابول أثناء حربه مع حركة طالبان قبل أن يختفي في عام 1977، بعد أن حقق رقما قياسيا في انتهاكات حقوق الإنسان. في حال نجاح المفاوضات توقيع اتفاق السلام سيكون "حكمتيار"، أول زعيم أفغاني متهم في جرائم حرب يتم إدماجه في الحياة السياسية منذ عام 2001، وثاني أمراء الحرب الأفغان الذين يتخلون عن العنف مقابل دور سياسي، بعد الزعيم الأوزبكي "عبد الرشيد دوستم" الذي يشغل الآن منصب النائب الأول للرئيس. وكان الزعيمان القبليان وأميرا الحرب السابقين "عبد الرسول سياف"، و"خالد شيخ محمد" المتهمان بارتكاب جرائم ومجازر تطهير عرقي، من بين مرشحي الرئاسة الماضية في 2014.