لمن لا يصدقون أن مصر تتعرض لمؤامرة ضخمة دعائية، ويتصورن أنها مؤامرة وهمية من نسج خيالنا، أو أكذوبة ممنهجة ومخططة بهدف التراجع عن المضى قدما في طريق الديمقراطية، أهدى لهم هذه الإحصائية البسيطة لعلهم يتفقهون هذه الإحصائية ترصد عدد الافتتاحيات لكل من صحيفتى واشنطن بوست ونيويورك تايمز الأمريكيتين التي تتعلق بمصر، أو بالأصح تتضمن هجوما ساخرا وحادا على الحكم في مصر، وتستهدف الرئيس السيسي شخصيا.. وللعلم الصحيفتان الأمريكتان هما من أهم وأشهر الصحف الأمريكية، ولهما علاقات نافذة بدوائر صنع القرار وهيئات الأمن القومى في أمريكا.. أما افتتاحية الصحيفة فهى التي تتناول رأى هذه الصحيفة أو قيادتها التحريرية وتعبر عن سياستها. لقد بلغ عدد الافتتاحيات التي خصصتها كل من صحفيتى الواشنطن بوست والنيويورك تايمز في أقل من عامين ل 24 شهرا، للهجوم على الرئيس المصرى والسياسات المصرية نحو 106 افتتاحيان.. أي بمعدل خمس افتتاحيات كل شهر، أو أكثر من افتتاحية كل أسبوع، وذلك عدا سيل آخر من المقالات والتحليلات والتقارير الإخبارية والأخبار التي تسير في ذات الاتجاه. وحتى لا يتسرع أحد من الزملاء دعاة المؤامرة الوهمية، ويقول نحن الذين منحناهم بما فعلناه في الداخل هذه الفرصة ليقوموا بالهجوم المركز علينا وعلى الرئيس السيسي، أرجو أن يراجع هؤلاء ما يحدث في العديد من بلاد العالم من أحداث ووقائع وتحديدا ما يندرج تحت عناوين الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير.. وحتى لا يتعبوا أو يبذلوا مجهودا عليهم فقط استرجاع ما يحدث في دولة مثل تركيا لم تهتم بها صحيفتا نيورك تايمز والواشنطن بوست مثلما اهتمت بمصر على هذا النحو، أو بالأصح اهتمت بالهجوم على رئيسها. وبعد هذه المراجعة الصحفية أرجو أن يقرأ هؤلاء الزملاء آخر افتتاحية للهجوم على مصر ورئيسها، جاءت في صحيفة الواشنطن بوست.. إنها افتتاحية خصصتها الصحيفة لأمر أو موضوع لا يتعلق بحدث أو واقعة حدثت في مصر، وإنما افتعلت فيها حدثا أو واقعة حتى تستمر في هذا الهجوم المنظم والممنهج على مصر ورئيسها، بدعوى أن هناك في مصر ملاحقة للشواذ والمثليين، واعتبرت ذلك بالطبع خرقا لحقوق الإنسان، واستندت في هذه الواقعة المختلفة إلى أرقام رصدتها إحدى منظمات المجتمع المدنى العاملة في مصر!