لا تزال صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الملقبة ب«السيدة العجوز» تمارس هوايتها المفضلة المتمثلة فى الحرب على الحقيقة والتى تنتهك فيها الأخلاق الصحفية الأساسية، وتقوم بالكذب المنهجى على القراء، خصوصًا فيما يتعلق بالشأن المصرى والأحداث الجارية فى الشرق الأوسط، فتارة تهاجم السياسة الداخلية للبلاد وتارة تسىء للإعلام القومى، ووفقا للمحلل السياسى ستيفن ليندمان فإن ما تقوم به الجريدة يعمل على ضرب الاستقرار فى المنطقة من خلال التزوير المتعمد والمغالطة والدعوة إلى مزيد من التدخل الأمريكى وخدمة المصالح الذاتية، فلم تكفها فضيحتها الكبرى فى 2003 حينما أكدت على وجود أسلحة دمار شامل بالعراق لتسهيل الغزو عليها وتصفية رئيسها الراحل صدام حسين، ورغم اعتذارها لعدم تحريها الدقة قامت منذ أيام بتأكيد ما نشرته منذ 11 عاما رغم أن منظمات البحث عن أسلحة الدمار الشامل أقرت بعدم وجود أىِّ منها عند تفتيشها العراق. وتتعمد صحيفة نيويورك تايمز أن تعزو ما يحدث فى المنطقة لعدم انخراط واشنطن بشكل كافٍ، بل وترجع كل الصراعات إلى خروج بعض الدول العربية من تحت العباءة الأمريكية، ورأى ليندمان أن الصحيفة تبرر الهيمنة التاريخية للولايات المتحدة على المنطقة واستنزاف ثرواتها والقضاء على كل من يخالفها من أنظمة من خلال سياسة بناء جبهات قوى إقليمية جديدة كقطر وتركيا وغيرها ليشكلوا قوات بالوكالة لصياغة منطقة الشرق الأوسط حسب رغبة العم سام، وتقوم وسائل الإعلام الأمريكية وأبرزها نيويورك تايمز لإضفاء الشرعية أو إخفاء الخطط المدمرة للولايات المتحدة، فهى تعكس بحق ما قاله الناقد جورج سيلديس فى مقاله الشهير «مومسات الصحافة» حيث باتت تتميز بالتضليل ويحركها فى ذلك الثروة والسلطة والامتياز والمصالح، وأشار ليندمان إلى أنه لا يتوقع من السياسة التحريرية للصحيفة أن تتغير أو أن تدعم الحق على الباطل لأنه دائما ما كانت بمثابة مكبر الصوت للتعبير عن مواقف قطاعات رئيسية من النخب السياسية والشركات الأمريكية وأصبحت الافتتاحيات التى تفردها الصحيفة العتيقة تمثل أنصاف الحقائق، وجزء كبير من التغطية الإخبارية للصحيفة يتغذى على اللغة المخادعة التى تنبع من السلطة التنفيذية والكونجرس. ومن جانبه رأى نورمان سولمان المدير المؤسس لمعهد الدقة العامة أن التباين بين افتتاحيات نيويورك تايمز وبعض الصحف الأخرى يؤكد نفاقها واتباعها لسياسات أوباما المتناقضة والغامضة والصادمة فى نفس الوقت، ويؤكد الخبير أريك زواسى أن صحيفة نيويورك تايمز هى جهاز من أجهزة أمن الدولة بالولاياتالمتحدة والتى ثبت علاقتها بالمخابرات الأمريكية « CIA» وتساعدها فى ترويج الأكاذيب بدءا من حرب العراق إلى الصراعات فى الشرق الأوسط وأوكرانيا وترويجها لثورات الربيع العربى والثورات البرتقالية، بدلا من تقديم معلومات موضوعية إلى قرائها، فهى أداة أمريكا للدعاية السياسية الخاطئة ووزارة التضليل بحسب ما يقوله زواسى والتى تقوم على دفن الحقائق الحيوية منذ فترة طويلة بل وأصبحت سياستها الأساسية التى يتبعها مراسلوها والمساهمون والمحررون. وفى ضربة قاسية اتهمت منظمة IMediaEthicsالأمريكية المعنية بمراقبة مدى التزام وسائل الإعلام بأخلاقيات المهنة صحيفة نيويورك تايمز بالتحيز وعدم الموضوعية والابتعاد عن قواعد المهنية وافتقار الدقة خصوصًا فى افتتاحيتها يوم 18 أكتوبر 2014والتى تناولت فيها قرار مركز كارتر بوقف أنشطته فى مصر. وأكدت أن الصحيفة أوردت مغالطات مقصودة وذلك لاعتبارات سياسية حيث ادعت أن المركز أغلق مكتبه بالقاهرة بسبب نقص الحريات فى مصر، فى حين أن الخطاب الذى وجهه مركز كارتر للحكومة المصرية يؤكد أن قرار إغلاق المكتب قد جاء لاعتبارات لوجيستية بحتة تتعلق بإعادة توجيه موارد المركز بل وقدم المركز الشكر فى خطابه للحكومة على تعاونها على مدار السنوات الماضية. وفى تقرير لمركز جلوبال سيرش الكندى فإن الصحيفة تحرف الواقع لتتناسب مع سياسة الولاياتالمتحدة بشكل يومى من خلال المقالات والتعليقات والافتتاحيات المشينة، مشيرا إلى أن هذا النوع من الصحافة فى الواقع هو مجرد اختزال للنظام القائم بالولاياتالمتحدة منذ بوش ثم أوباما، وتعجب التقرير من قراء الجريدة الذين ما يزالون يشترون نسخها كما لو كانت موثوقًا بها، واتهمها التقرير بأنها جريدة سيئة السمعة والتى تتميز افتتاحياتها عادة بالباطل السافر والصارخ وبدون وثائق أو إثباتات، وتساءل التقرير لماذا لا تركز الصحيفة على المشاكل الداخلية للولايات المتحدة والمتمثلة فى نسب الفقر المتزايدة والبطالة والجوع والتشرد وارتفاع معدل الجرائم والرذيلة بدلا من التدخل فى الشأن الداخلى للشعوب وإعطائها الشرعية لعملية التلاعب، فهى تشن حربا على السلام والاستقرار والأمن ويقوم المحررون بذلك فى براعة، ووصفها التقرير بالفعل المخزى وخيانة القراء بلا خجل. ويقول الناقد إدوارد هيرمان إن الصحيفة لها سمعة واسعة بالأخطاء المطبعية أيضا بخلاف الفنية والمهنية وعدم تحريها الدقة للترويج للسياسة الخارجية لأمريكا ومسائل الأمن القومى ويبدو التحيز واضحا فيما تنشره وفى أبرز عناوينها، مضيفا أنه رغم كون نيويورك تايمز صحيفة كبيرة وقديمة لكنها كانت وما زالت أداة عظيمة لهندسة السياسات السيئة جدا والبعد عن الواقع. وأكدت صحيفة هافنجتون بوست أن عام 2014 أكثر كارثية بالنسبة لنيويورك تايمز من عام 2003 الذى أبلغت فيه عن أسلحة دمار شامل غير موجودة فى العراق لتبرير الغزو الأمريكى الذى أسفر عن تدمير المنطقة وتحويلها لمنطقة صراعات ساخنة.∎