لسنوات طويلة ظل الحديث عن خلافة البابا من المحرمات داخل الكنيسة القبطية، ولم يكن أحد من المقربين من البطريرك الراحل يفتح ملف خلافته، ورغم أن وسائل الإعلام ومنذ وقت ليس بالقصير اقتحمت أسوار الكنيسة، وألقت الضوء على أبرز المرشحين لخلافة شنودة، إلا أن كهنة وقساوسة الأقباط ألتزموا الصمت، ورفضوا الدلو بدلوهم فى تلك القضية، التى شغلت الرأى العام القبطى والمسلم طيلة الفترة الماضية. وجاء رحيل البابا ليفتح الباب علي مصراعيه أمام الحالمين بالكرسى البابوى والراغبين فى خلافة شنودة والجلوس على كرسى مارى مرقس الرسول. «فيتو» تلقى نظرة سريعة على أبرز الأسماء المرشحة لخلافة شنودة فى السطور التالية: أول الحالمين بالكرسى الأنبا بيشوى الذى يشغل منصب سكرتيرالمجمع المقدس، ويعد الرجل الأقوى فى الكنيسة المصرية فهو يشغل العديد من المناصب التى تمكنه من ترشيح نفسه خليفة للبابا ومنها أسقف دمياط وكفر الشيخ فضلا عن كونه رئيسا لأحد الأديرة وهو ما يعتبره البعض مؤشرا على امتلاكه سلطات لا تخول لأحد تجعل منه الرجل الأول، غير أن منصبه كرئيس لمحاكمات الكهنة خلق بينه وبين بعض رجال الكنيسة بعض العداوات، وهى العداوات التى جعلت البعض يصفه بالجزار الذى لا يرحم من يقع تحت يده فى المحاكمة الكنسية، وقد درس الأنبا بيشوى الهندسة فى جامعة الإسكندرية وترهبن بدير السيدة العذراء المعروف باسم «السريان» وقبل أن يكمل الثلاثين من عمره رشحه البابا شنودة أسقفا على مدينتى دمياط وكفر الشيخ وعقب غضب البابا على الأنبا يؤانس الراحل الذى أنضم إلى اللجنة الخماسية التى شكلها الرئيس السادات لإدارة شئون الكنيسة ولاه منصب سكرتير المجمع المقدس، واشتهر بيشوى بأحكامه الكنسية القاسية على كل من يرتكب فعلا مخالفا للقوانين الكنسية وكانت أشهر محاكمته بشأن القمص الراحل إبراهيم عبدالسيد الذى ترك الكنيسة إثر المحاكمة، وكان موقفه من «الأنبا أمونيوس» أسقف الأقصر المستبعد فى دير الأنبا بيشوى مثار استياء البعض داخل الكنيسة لا سيما أن الأخير يتمتع بسمعة روحانية كبيرة،وكذلك موقفه من الأنبا مينا مطران جرجا وتعيين راهب نائبا له وهوعلى قيد الحياة، ويدخل فى الإطار ذاته موقفه من محاولة تقسيم إبراشية منفلوط رغم النشاط الواضح لأسقفها الأنبا أنطونيوس، والسعى لحشد المؤيدين له لخلافة البابا. وكذلك لا يخفى على أحد حالة الغضب التى تشهدها الأوساط القبطية فى الفترة الأخيرة من الأنبا بيشوى لأن الرجل يحاول إحالة اثنين من كبارالمطارنة إلى محاكمة كنسية، الأول هو الأنبا كيرلس أسقف نجح حمادى وتوابعها، أما الثانى فهو الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط وتوابعها. أسقف الشباب الأنبا موسي الأنبا موسى أسقف الشباب يعد هو الآخر واحدا من أبرز الأسماء المرشحة لخلافة شنودة ويحظى بتأييد الجميع ويتمتع بشعبية كبيرة داخل الكنيسة وخارجها خاصة بين الجيل الجديد من الشباب غير أن حديث موسى المتكرر عن ضرورة تحديث الكنيسة أدى إلى تكوين جبهة معارضة قوية ضده داخل المجمع المقدس.. حتى أن كوادر الحرس القديم داخل المجمع ترى أن موسى لا يراعى الكلاسيكات الموجودة فى الكنيسة القبطية والتى تمتلك تاريخا وهوية لو ضاعت لاقتربت من الكنيسة الإنجيلية.. وهم بذلك يلمحون لأصول الأنبا موسى البروتستانتية قبل أن يعتنق المذهب الأرثوذوكسى على يد الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف حيث كان الأنبا موسى يعمل طبيب أطفال بمحافظة بنى سويف قبل رهبنته الأرثوذكسية .. وكادت جبهة المعارضة المناوئة للأنبا موسى البالغ من العمر نحو 76 عاما تذهب به للعمل بالمهجر.. وهى خطوة لو تمت لأبعدته عن تولى منصب البابوية حيث إن لائحة الانتخابات الحالية تمنع ترشح أساقفة الإبراشيات - وهم الذين يتولون رعاية كنائس مناطق محددة مثل المحافظات والكنائس - من الترشح لمنصب البابوية فى حين أنها تمنح هذا الحق للأساقفة العامين المسئولين عن فكرة مجردة مثل التعليم أو الخدمات أو البحث العلمى أو الشباب.. حتى أن البابا شنودة نفسه كان أسقفا للتعليم قبل انتخابه بطريركا.. لكن يبقى أن تكتل مدارس الأحد يدعم الأنبا موسى بقوة وهو تكتل لا يستهان به فى اختيار البابا القادم.. الأنبا يؤانس ثالث الشخصيات الحالمة بالكرسى البابوى هى شخصية الأنبا يؤانس سكرتير البابا الذى يحظى بقبول في الخارج كما تدعمه بعض قيادات الكنيسة، وعلى رأسها الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وبعض أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملى، مما يجعله أحد المرشحين بقوة لتولى منصب البابا. فضلا عما يتمتع به من وجود قوى داخل المجمع المقدس فقد شغل منصب سكرتير البابا وكان من أكثر الأساقفة المقربين إليه، يتمتع بروحانية عالية، خاصة أن البعض يشير إلى أن العذراء ظهرت له وقال له :«أنت البابا القادم»، وأن البابا لن يموت قبل مرور 51 عاما على رهبنته، وهى المدة التى يجب أن تمر قبل الترشح لمنصب البابا. الأنبا بطرس أما الأنبا بطرس الأسقف العام سكرتير أول البابا الراحل لسنوات طويلة فيأتى ضمن المرشحين وهو من الأساقفة الكبار الذين كان يلقى البابا على عاتقهم الكثير من المهام لإيمانه بأنه على قدر المسئولية التى أوكلها إليه فهو يعمل سكرتيرا منذ 02 عاما حيث انضم لسكرتارية البابا سنة8891 بالإضافة إلي عمله أسقفا عاما وإدارته لدير «بطمس» ورئاسة مجلس إدارة قناة أغابى التابعة للكنيسة القبطية فهو يتمتع بحب جميع الأساقفة له.، وقد ترهبن في دير القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر سنة 5791 وخدم فى الإسماعيلية منذ سنة 9791 وأنشأ دير بطمس بطريق القاهرةالسويس في سنة 2991 لا يشغله شاغل عن خدمة الكنيسة وشعبها وتنفيذ المهام المكلف بها على أكمل وجه لدرجة أنه لا يترك البابا فهو ذراعه اليمنى. الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى الانبا كيرلس أحد الحالمين أيضا بالكرسى البابوى قضى ثلاثين عاما يعمل من أجل أبنائه وتمت رسامته أسقفا دون رغبته، ولكن من أجل الخدمة ولم يستطع الرفض حتى أصبح واحدا من شعب نجع حمادى وجعل شعب إبراشيته كيانا وسط مصر كلها كما أنه يحترم الصغير قبل الكبير ولذلك أحبه كل من حوله واحترمه الآخرون وقدروه، اسمه قبل الرهبنة القمص «أنطونيوس بولا» ترهبن فى 7 أكتوبر5791 وسمى أسقفا على نجع حمادى فى 92مايو7791 ويعتبر الأنبا كيرلس شخصية فريدة تجمع بين القوة والبساطة تجده فى شدة الحزم إذا جار أحد على حقوق الكنيسة وكذلك الجامع وفى نفس الوقت تجده جالسا ليستمع إلى أبناء إبراشيته ولأبناء بلدته من المسلمين في بساطة متناهية. ويرى دائما أن الأسقف خدام للشعب حيث يقول إن الشعب أولاد سيدى فلابد من خدمتهم وسيدى هو ربنا يسوع المسيح فلابد من فتح بابى للجميع» ولأنه يتمتع بشعبية كبيرة ليس فقط وسط أبناء إبراشيته بل على مستوى الصعيد أجمع لذا يحاول البعض من الذين يهدفون لتحقيق أغراض شخصية إحاطة الشبهات حوله إلا أنه فى كل أزمة يتعرض لها يخرج منها باكتساب شعبية وحب أكثر. القمص صليب متي هناك أيضا القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة السيدة العذراء بالجيوشى «شبرا» وعضو المجلس الملى العام وهو واحد من رجال الأكليروس الذين حظوا بثقة شنودة فيهم لقيامه بالمهام الروحية والدينية التى دخل حياة الرهبنة من أجلها ومن أجل الخدمة في كنيسة المسيح دون أن تكون لديه أى تطلعات لأى منصب كنسى وبالإضافة لذلك كله تجده محبوبا بين المسلمين قبل المسيحيين لإيمانه التام بأنه لا تفرقة بين مسلم ومسيحى فى وطن يعيش فيه الجميع فى سلام تحت سماء واحدة فهو دائما ما ينفى بكل صدق وجد أى اضطهاد دينى فى مصر ويصف من يصدرون هذه الأقاويل بأنهم لا يريدون خيرا لوطنهم ويصف الحوادث التى تحدث بين الحين والآخر بين قطبى الأمة مسلمين وأقباط بأنها حوادث فردية عادية قد تحدث داخل الأسرة الواحدة لا علاقة لها بالدين ويؤمن دائما بأن التعليم رسالة ومسئولية أوكلها الله للبشر ولابد من تعليم أولاد المصريين جميعا أيا كانت ديانتهم فهو الممثل القانونى لمدارس «السلام والراقية» بشبرا وهى مدارس خاضعة لوزارة التربية والتعليم تهتم بمادة التربية الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، وأوائل مسابقة تحفيظ القرآن التى تقوم بتنظيمها الإدارة التعليمية بشبرا يكونون من هذه المدرسة.