نيجيريا وماليوالسنغال تستغيث بالإمام الأكبر لمواجهة شطحات الحركات المتشددة منذ أن تولى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مهام منصبه في مارس عام 2010، كانت جميع جولاته الخارجية منصبة على دول الخليج وبعض دول شرق آسيا، ولم يكن لقارة أفريقيا أي حظوظ من الجولات التي يقوم بها الإمام الأكبر، لتصحيح صورة الإسلام، التي ازدادت سوءا بسبب الجماعات الإرهابية، التي تدعى زورا وبهتانا انتماءها إلى الدين السمح. ومنذ عدة أيام، أعلن الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الدكتور على النعيمى عن قيام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بزيارة إلى قارة أفريقيا خلال مايو الجارى، تشمل نيجيريا ومالى والسنغال، في أول زيارة للإمام الأكبر للقارة السمراء، ليساهم في تصحيح صورة الإسلام، وفى السطور التالية، نكشف سبب توجه الطيب إلى أدغال أفريقيا في هذا التوقيت بالذات. والبداية من نيجيريا التي يبلغ عدد المسلمين بها 85 مليون نسمة من أصل 154، يواجهون إرهابا شديدا من جماعة بوكو حرام، التي تدعى زورا وبهتانا أنها تنتمى إلى الدين الإسلامى. وقالت مصادر مطلعة بالأزهر الشريف، إن الإمام الأكبر سيلتقى خلال زيارته عددا من كبار رجال الدولة في نيجيريا، وكذلك المعنيين بالشئون الدينية، أبرزهم المفتى الشيخ إبراهيم صالح، الذي تربطه علاقة قوية بالشيخ الطيب، ومن المقرر أن يضع الطيب مع مفتى نيجيريا خطة مواجهة وحصار "بوكو حرام" المصنفة بأنها تابعة للجماعات الإرهابية، بعد أن فشلت المواجهات الأمنية حتى الآن، في القضاء عليها تماما. وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن شيخ الأزهر والمفتى العام لنيجيريا سيبحثان معا أفضل الطرق والحلول للتصدى لاستقطاب حركة بوكو حرام للشباب النيجيرى وإيهامهم أنها طريقهم الوحيد للفوز بالجنة، مشددة على أن المشيخة ستكثف القوافل الدعوية إلى المدن النيجيرية عقب زيارة الإمام الأكبر. وأشارت المصادر، إلى أن قافلة السلام التي أرسلها مجلس حكماء المسلمين إلى نيجيريا مؤخرا،، مهدت لزيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى هناك، كاشفة أن الزيارة من الممكن أن تتم منتصف مايو الجارى. وفي السنغال يشكل المسلمون نسبة 92% من إجمالى عدد السكان، ولم تتعرض المدن هناك إلى أي عمليات إرهابية من قبل، إلا أنه في الفترة الأخيرة، قامت جماعة بوكو حرام وجماعات أخرى متطرفة بالتسلل إلى عدد من المدن، وأثرت على الكثير من الشباب وتمكنت من استقطاب العديد منهم، وأقنعتهم بالانضمام إلى الحركة. المصادر نفسها، أكدت أن مواجهة بوكو حرام فكريا، ستشمل مباحثات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مع شخصيات عامة من السنغال. وأشارت المصادر إلى أن السنغالونيجيريا ومالى وجهوا استغاثات كثيرة للأزهر الشريف، لإنقاذهم من انضمام الشباب للجماعات المتطرفة، وتمكن تلك الجماعات من السيطرة على الكثير منهم، بعد خداعهم وإيهامهم أنهم يطبقون شريعة الله تعالى على الأرض، وأن حكومات تلك الدول كافرة. ولفتت المصادر، إلى أن تلك الدول طالبت الأزهر الشريف بمحاولة إنقاذها قبل أن تتحول إلى دول مثل ليبيا واليمن، بسبب القتال الذي يدور هناك بين الجماعات المتطرفة والحكومات، خاصة وأن الشباب لا يجد من يحذرهم من الانضمام للجماعات الإرهابية. أما دولة مالى فتعد أكبر دولة في غرب أفريقيا، ويبلغ عدد المسلمين بها 90 % من نسبة السكان، ويتمتعون هناك بعلاقات جيدة مع الأقباط، ولم تشهد الدولة أي اضطرابات منذ فترة. وقالت مصادر بالأزهر الشريف، إن مالى من أكثر الدول التي طالبت المشيخة بتحصين الشباب عندهم ضد الأفكار المتطرفة وخاصة أفكار تنظيم داعش الإهاربى التي بدأت تظهر لدى الكثير منهم هناك.