في 8 أبريل 2016، تم إعلان ترشيح خديجة إسماعيلوفا لجائزة اليونسكو«جيليرمو كانو» العالمية لحرية الصحافة 2016، التي ستمنح خلال احتفال اليوم العالمي لحرية الصحافة في فنلندا، والذي أقيم الثلاثاء الماضي، 3 مايو. وتعتمد الجائزة في اختيارها على أولئك الذين قدموا مساهمة بارزة في الدفاع أو تعزيز حرية الصحافة في أي مكان في العالم، وخصوصًا عندما يتم تحقيقه في مواجهة الخطر، وإسماعيلوفا أصبحت واحدة من تلك التي خاضت العديد من المعارك في سبيل ما آمنت به من معتقدات وآراء دفعتها للبحث والتنقيب في ملفات دفعت ثمنها سنين عدة من عمرها، بسبب تهم يعتبرها كثيرون ذات دوافع سياسية، حتى أصبحت الصحفية الاستقصائية الوجه الأكثر بروزًا للقمع لحرية الصحافة في أذربيجان. في عام 2003، التحقت إسماعيلوفا لأول مرة بورشة صحفية استقصائية في الولاياتالمتحدة في العاصمة الأذربيجانية "باكو" وكان عمرها آنذاك 27 عامًا، وبعد 3 سنوات، انتقلت إسماعيلوفا لواشنطن لتعمل لشبكة "صوت أمريكا" والتي تدربت فيها على الإذاعة، بعد ذلك بعامين عادت إسماعيلوفا لوطنها لترأس مكتب إذاعة أوروبا الحرة وراديو ليبرتي الممولتين من أمريكا، وأصبحت لاحقًا صاحبة برنامج حواري وصحفية تحقيقات. تغيرت وجهة إسماعيلوفا من رغبتها في الالتحاق بصحيفة يومية، إلى خوضها أصعب غمار في الصحافة وهي الاستقصائية، وكان السبب في ذلك التحول مقتل الصحفي الاستقصائي البارز إلمار حسينوففي عام 2005، حيث صدمتها الحادثة. شرعت في هذا النفق لتبحث وتسترسل وراء عمليات فساد داخل دولتها، حتى وصلت لمبتغاها في عام 2010، حيث كشفت عن صفقات امتلاك سرية وسط التعاملات الحكومية في عدة مجالات، مثل الاتصالات والبناء والتنجيم عن الذهب والفنادق ووسائل الإعلام وخدمات الطيران، وأدت هذه القنابل الصحفية لأن تحصل إسماعيلوفا على جوائز دولية عدة وإشادة كبرى من وزارة الخارجية الأمريكية بجانب مجموعات مكافحة الفساد حول العالم. جذبت إسماعيلوفا الاهتمام الدولي في عام 2012، عندما أخذت القرار الشجاع للوقوف ضد نشر مقاطع فيديو شخصية ذات طابع جنسي رأت فيها السلطة أسلوب ضغط جديدا على صاحبة الكلمة التي لم تتوانَ في ظل هذه الضغوط، فقد اعترفت علنا بأن الصور لها، وتتبعت المصدر بأنه يعود لموظف في شركة هواتف قام بتركيب كاميرات في منزلها بشكل سري، ومررت هذه المعلومات إلى مكتب المدعي العام. ولكن لم يُتخذ أي إجراء. يعد ديسمبر الماضي هو قمة الغليان الذي وصلت إليه إسماعيلوفا من خلال كشفها ثروات منهوبة كانت تخص الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، وعائلته واستخدامهم مناصبهم ونفوذهم في الحصول على ثروات طائلة من مال الشعب، وكان على أثر ذلك الحكم عليها بالحبس لمدّة سبع سنوات ونصف السنة لإدانتها بتهمة "استغلال النفوذ والتهرّب الضريبي"، وقال عن هذه الواقعة عارف خاشيلي، زعيم حزب مساواة الأزرابدجي المعارض: "اعتقلت بسبب انتقادها العنيف لنظام علييف، هي واحدة من أشهر الصحفيات في أذربيجان ولهذا السبب يتم تشوه سمعتها". جدير بالذكر أن الجائزة التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار أمريكيّ تحمل هذا الاسم تكريمًا لجييرمو كانو إيسازا، وهو صحفي كولومبي اُغتيل أمام مقر صحيفته الإسبيكتادور في بوجوتا يوم 17 ديسمبر 1986.