تعد لعبة التحطيب من أكثر الألعاب القديمة التي يحافظ عليها أبناء محافظة أسوان، فهى متوارثة من الأجداد ويمارسها العديد من أبناء محافظات الصعيد وخاصة أسوان، حيث تكون لعبة العصا فقرة أساسية في الاحتفالات وحفلات الزفاف، والمرماح، وهى عبارة عن لاعبين اثنين يستخدم كل منهما العصا لمبارزة الآخر على حسب قوانين وخطوات معروفة لدى اللاعبين والمتابعين للمبارزة. التقت "فيتو" بعض لاعبى العصا بمحافظة أسوان للتعرف على أسرارها. قال حمدى أبو سعود، أحد أبناء كلح الجبل بإدفو وأحد لاعبى العصا، إن أشهر لاعبى التحطيب منذ سنوات طويلة "عم أنصارى" من مركز إدفو وهى لعبة أصلها فرعونى، وتمارس اللعبة بمحافظات الصعيد بين أبناء العمومة ومن أهم قوانينها الاحترام والأدب بين الخصوم، موضحًا أن لعبة العصا تبدأ بالسلام بين الخصوم ثم يتم استكمال اللعب على أسس مفهومة بين اللاعبين، مشيرًا إلى أن ممارسي اللعبة يلتقون في نوادى الشباب أو الاحتفالات أو الموالد والأفراح أو ليالى المرماح لممارستها. ويضيف فيصل الأنصارى، من أبناء مركز دراو، أن لعبة التحطيب تساعد الناس على التعارف في المناسبات المختلفة، من خلال توجيه دعوات إلى لاعبى العصا لحضور حفلات الزفاف أو الاحتفالات أو المناسبات في القرى والمدن المختلفة، ويتم استضافتهم بشكل كامل لحين الانتهاء من المناسبة، وتعتمد اللعبة على المجاملات فقط دون الحصول على أي أجر مادى، موضحًا أنه يمارس اللعبة منذ الصغر وتعلمها من أحد الأشخاص المشهورين في كوم أمبو ويسعى إلى تعليمها لأبنائه. وذكر الأنصارى صلاح من أبناء قرية المنصورية بمركز دراو، أنه يتم دعوة لاعبى العصا بدءًا من محافظة أسوان حتى سوهاج من خلال كروت دعوة ترسل لهم بالمكان والزمان المحدد التي يتم اللعب فيه ونوع المناسبة، ويستقبل الداعى اللاعبين في المكان المجهز لهم ويستضيفهم بشكل كامل. أضاف أنه يمارس اللعبة منذ 6 سنوات وتعلمها من أحد اللاعبين المحترفين ويتمنى أن يمارسها أبناء حفاظًا عليها بين الأجيال، مشيرًا إلى أنه لا تشترط قوانين اللعبة أن يكون الخصمان من أبناء بلدة واحدة ويفضل أن يكونا من أماكن مختلفة حتى يحدث بينهم تعارف وهو الهدف الأساسى للعبة، وتبدأ اللعبة عندما يقدم أحد الأشخاص العصا إلى اللاعبين ويبدأ أكبرهم سنًا وعلى الأصغر استقبال اللعب، وفى حالة الفوز أو الخسارة يستقبلها الطرفان بصدر رحب.