فى يوم زفاف النبى «صلى الله عليه وسلم» وقد تكرر عدة مرات كان يحرص أن يكون «عريسا» يلبس أفخم الثياب لديه، يضع أفضل العطور، يجهز عش الزوجية، يقيم احتفالا لليلة عرسه، فيه تنصب الموائد العامرة بأطيب الطعام.. قبل ذلك كله كان يدفع المهر للوافدة الجديدة إلى بيت «النبوة» اثنتى عشرة أوقية من الذهب.. كان أول عرس للنبى «صلى الله عليه وسلم» ليلة زفافه على أم المؤمنين خديجة، في هذه الليلة لم يكن محمد مكلفا بالرسالة لكنه كان زينة شباب العرب.. فى تلك الليلة دقت الدفوف وزغردت النساء، ورقص الشباب بالسيوف، ونحرت الإبل.. تتوالى أفراح النبى ويأتى زواجه الثانى من السيدة سودة بنت زمعة، وهي سيدة كبيرة السن، ثقيلة فى الحركة، ورغم أن النبى كان ما يزال فى حزنه على خديجة إلا أنه حرص على الاحتفال بزوجته الثانية. لكن الزوجة الثالثة عائشة رضى الله عنها فقد عرف عن النبى شدة حبه لها وكان ليوم زفافه «صلى الله عليه وسلم» طقوس خاصة واهتمام كبير.. يوم عرسه علي بنت الصديق.جاء الحلاق إلى رسول الله فصف شاربه، وهذب لحيته بعد الحلاقة، وصبغ النبى صلى الله عليه وسلم لحيته بالصفرة والحنة وقال «إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم » نبات يخضب به الشعر، بعد ذلك أخذ رسول الله حمام العرس، واستعاذ بالله من الخبث والخبائث ،وبدأ الغسل بالجانب الأيمن، ثم الجانب الأيسر، ثم تبخر بالعود والكافور، ثم المسك والعنبر ولبس سرواله وقميصه الجديدين ،ثم استعمل السواك ثم اكتحل من مكحلته ثلاثا فى كل عين وقال «عليكم بالإثمد - حجر يصنع منه الكحل - فإنه يجلو البصر وينبت الشعر» ثم لبس الرسول عباءته وهى خضراء اللون وتعممم بعمامته السوداء، وخرج بعد ذلك إلى أصحابه. خرج ركب العريس إلى منزل العروس عائشة وخرج معه عمر بن الخطاب ومجموعة من الأنصار رجالا ونساء حتى وصلوا إلى بيت أبى بكر فإذا بعائشة فى بستان النخل تتأرجح مع الفتيات بين نخلاته فنادتها أمها أم رومان ومسحت شعرها، وغسلت وجهها ،ثم سلمتها إلى نسوة من الأنصار ،لتزيينها، فحنين قدميها ويديها وألبسنها ثوبا وخمارا أبيضين، وقدمتها أمها إلى النبى قائلة له: «هؤلاء أهلك فبارك اللهم لك فيها وبارك لهن فيك». جلست عائشة وجاء النبى وجلس إلى جوارها وأتى بكوب ضخم فيه لبن فشرب منه، ثم ناولها النبى فاستحت منه، فقالت لها أسماء بنت زيد: خذى من يد النبى فأخذت عائشة فشربت قليلا ثم قال لها رسول الله : اعط صديقاتك، فى هذه الليلة غنت الفتيات من صديقات العروس فغضب والدها أبو بكر الصديق فقال له رسول الله «إن الأنصار قوم فيهم غزل ويعجبهم اللهو». أما ليلة عرس أم سلمة فكانت أبسط فقد ارتدت العروس ثوبا طويلا، وخمارا أبيض، ودخلت أم سلمة الحجرة الخاصة بها، فقال لها الرسول الكريم: لك عندنا قطيفة تلبسينها فى الشتاء، وتفرشينها فى الصيف ، ووسادة أدم «جلد» ورحيان تطحنين بهما، وجرتان فى واحدة ماء، والأخرى دقيق ووعاء تعجنين فيه، فقالت العروس: رضيت. وفى يوم زفاف رسول الله علي ابنة عمته زينب بنت جحش كانت ليلة عرس مشهودة جلست فيه العروس في زاوية من الغرفة التى أعدها لها رسول الله وأقام العريس وليمة من الخبز واللحم وكلف أنس بن مالك بدعوة الناس للوليمة وجاء المسلمون يباركون الزفاف.