سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. مشاهد من حياة «ديما الواوي» أصغر أسيرة محررة من سجون الاحتلال.. ولدت 2003 بمدينة حلحول بفلسطين.. أسرت أثناء ذهابها للمدرسة.. أفرجت عنها إسرائيل بعد الضغط الدولي.. متهمة بالقتل العمد
"نموت ليحيا الوطن".. جملة كتبتها طفلة لم تتخط عامها الثالث عشر، بعد وجدت نفسها داخل أسوار الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة حيازة سكين إلى أن أفرج عنها بسبب الضغط الدولي بعد أن ظلت قابعة خلف قضبان سجن "هشارون" نحو ثلاثة أشهر. نشأتها ولدت ديما في 20 نوفمبر عام 2003، بمدينة حلحول شمال الخليل بفلسطين، تعشق الألعاب الرياضية، فضلا عن كونها تمتلك شخصية قيادية بين إخوتها وأصدقائها الأطفال سواء في المدرسة أو في المنزل، وكانت ابنة الثالثة عشر عامًا ترتاد مدرسة شهداء حلحول الابتدائية. بداية التحقيق في صباح الثامن من فبراير 2016، بينما كانت الطفلة بزيها المدرسي في طريقها للمدرسة في مستعمرة كرميتسور استوقفها أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي لتفتيشها، ووجدوا سكينة في حقيبتها، وما كان منهم إلا أن طرحوها أرضا وبأقدامهم انهالوا دهسا وركلا على ظهرها، ثم ساقوها للتحقيق. تروي "ديما" مشاهد من يوم القبض عليها وحجزها بالسجن الاسرائيلي قائلة: "ما يقرب من 7 محققين حققوا معي بمستوطنة كريات اربع، هددوني وحكولي راح نقتلك، سبوا على وكانوا يضحكوا على كمان، كانوا يخوفوني ويقولولي بدنا ندفنك بالقبر وانت عايشة، والبنت اللي كانت رافقتني فتشتني وشلحتني كل أواعي". وأكملت ديما: "أول يوم حطوني بالعزل، خفت كثير لأنه كان يطلع دود ونمل وصراصير بالغرفة، بعدها رحت على المحكمة ورجعوني على السجن مع الأسيرات مش على العزل"، متابعةً: "نزلت 4 مرات على المحكمة وواحدة استئناف، ما زرت الأهل ولا مرة وأنا مشتاقيتلهن ومشتاقة للمدرسة". مخالفة المواثيق الدولية حققت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع ديما في غياب والدها أو المحامي كما تنص المواثيق الدولية، وكانت الطفلة لن تستطيع قراءة أية أوراق باللغة العبرية يدفعها المحققون للتوقيع عليها، تجلس وهي مكبلة الأيدي أمام محكمة عسكريّة إسرائيليّة، طالب فيها المدّعي العام العسكري بتوجيه تهمة «محاولة القتل العمد مع الإصرار وحيازة سكّين»، وتم الحكم عليها في فبراير الماضي بالسجن أربعة أشهر ونصف ودفع غرامة مالية قدرها 2000 دولار. رسالة قوة وعزيمة بعزيمة الكبار، وبكلمات تكاد تخلو من الأخطاء الإملائية، خطّت ديما الواوي أصغر أسيرة فلسطينية، خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى أهلها تطمئنهم على أحوالها وتتمنى سلامتهم فقالت: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمي الحبيبة، أبي العزيز إخوتي اشتقت إليكم كثيرًا، اعلموا أنكم معي دائما، اطمئني على فإني سعيدة يا أمي، ولا أحتاج إلى شيء سوى بقائكم بصحة دائمة، والجميع هنا يساعدني، ويهتم بي، أنا هنا ألعب وأدرس وآكل ولا أريد إلا سلامتكم، أعلم أن السجن لا يغلق بابه على أحد". آخر عبارة في الرسالة "أعلم أن السجن لا يغلق بابه على أحد"، كانت مفاجأة لوالدها إسماعيل الواوي، كما قال في حديثه:"لقد فوجئنا ونحن نقرأ رسالة ديما، وهي تقاوم ظلمة السجن، وتكتب لنا هذه الرسالة التي رفعت معنوياتنا وقوّت عزيمتنا، وأعطتنا القوة لانتظارها إلى حين الإفراج عنها". موسوعة غينيس في فبراير الماضي، طالب طارق برغوث محامي هيئة شئون الأسرى بإدراج اسم الطفلة ديما في موسوعة "جينيس" كأصغر أسيرة داخل سجون الاحتلال، وربما على مستوى العالم. الإفراج عن ديما وبفعل الضغط الدولي قبل المدّعي العام الإفراج عن ديما بعد قضاء أكثر من شهرين ونصف في سجن الاحتلال «بسبب عدم وجود تاريخ جنائيّ للمتّهمة»، بالإضافة إلى «اعترافاتها» التي تمّ الحصول عليها في غياب والديها أو محاميها، وفقًا لما ذكرته منظّمة «بيتسيلم» الحقوقيّة الإسرائيليّة. رسالة حر لأسير "يا رب يطلعن" تلك الجملة الوحيدة التي تلفظت بها "ديما " بعد أن خرجت بالأمس من سجن الاحتلال الإسرائيلي بعد سألت عن اللواتي قضين معها أيامها في السجون، ويتجاوز عددهن ال70 أسيرة، لتعود إلى منزلها ثانية وسط أحضان والديها وأخواتها.