يصادف اليوم، ذكرى ميلاد الموسيقار فريد الأطرش أو البلبل الحزين، الذي وصفه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قائلًا: "في كل هذه المجالس هناك الضحك والنكتة والسخرية والبهجة والسرور، ومع ذلك كنا نراه في أغانيه خصوصا الطويلة منها تغلب عليها سمة الحزن، خصوصا في طريقة إخراج صوته أو حتى في الجملة اللحنية، ولعل السبب في ذلك أنه كان يحتاج إلى الأسرة التي ينعم بها، وإلى الحيوية التي تنكرت له". وصدق عبدالوهاب في وصفه فرغم أن فريد صادف الحب أكثر من مرة في حياته إلا أنه لم يتزوج، وقال عن الزواج: "الفن والزواج متعارضان"، وفى ذكرى ميلاده نتوقف عند أشهر قصة حب في حياته والأطول عمرًا وهى قصته مع سامية جمال. تعتبر قصة حب فريد وسامية الأقوى والأطول عمرًا في كل العلاقات العاطفية التي مرت في حياته، ودخلت سامية حياته في ظروف فارقة، حيث تعرف عليها بعد تعرضه لأكبر أزمة مالية في حياته، وبعدما تركت والدته البيت اعتراضا على جو السهر والبذخ، مفضلة الإقامة بمفردها. تعرف فريد على سامية جمال في فيلم "انتصار الشباب"عام 1941، حين دخل بها حلمي رفلة مساعد المخرج وقتها إلى البلاتوه، وكان لا يزيد عمرها عن 16 عام، كما روت هي بنفسها للصحفي محمد السيد شوشة في كتاب أصدره عن قصة حياتها بعنوان "سامية جمال الراقصة الحافية". ونقل الكتاب عن "رفلة" ما قاله في حوار صحفي له: إن "فريد وجد سامية واقفة على باب الاستوديو، فظنها تلميذة من المجنونات بالفن هربت من أهلها وجاءت كالفراشة تحوم حول الأضواء، لكنها قالت: إنها تجيد الرقص وتم التعارف بينهما، ورقصت معه بصحبة مجموعة الراقصات في أوبريت ليالي الأندلس". بعد ذلك انقطعت علاقة سامية بفريد، لكنها كانت حريصة طوال الوقت على إرسال باقات الزهور إلى فريد في كل المناسبات، حتى تقابلا في ملهى الأريزونا، وحدث الخلاف بينه وبين مديحة حبيبته وقتها، ويومها شعر فجأة أن سامية جمال أقرب إليه من مديحة وكانت السهرة تلك نقطة بداية العلاقة بينهما". تكرر اللقاء بينهما أكثر من مرة وبدأت دعوات فريد التي يوجهها لسامية لتناول الغداء إلى مائدته تتكرر كل يوم، خاصة بعد أن تركته مديحة حبيبته ولم تقف بجواره أثناء وفاة شقيقته أسمهان حيث انهار عندما علم بالخبر، ووقفت سامية بجواره تطيب جراحه. مرت شهور توقف فيها فريد عن العمل، حزنًا على شقيقته التي رحلت في ريعان الشباب، وفى أحد الأيام زاره المخرج هنري بركات ومعه سيناريو فيلم "حبيب العمر"عام 1947، وأعجب فريد بالسيناريو وقرر إنتاجه وإسناد البطولة إلى سامية، ورحب بركات وعرض الفيلم وحقق إيرادات خيالية. و انتقل فريد مع الفيلم إلى مرتبة الأثرياء وسدد كل ديونه، وأغراه النجاح والحب بإعادة التجربة مع سامية، فأنتج وشارك معها في بطولة 5 أفلام أخرى في الفترة بين عام 1947 وعام 1952 هي، أحبك أنت، وآخر كدبة وعفريتة هانم، وماتقولش لحد. أصبحت سامية نجمة كبيرة، وكانت علاقتها العاطفية مع فريد مسيطرة على الصحافة الفنية في نهايات الأربعينيات، خاصة أن كل الظواهر كانت تؤكد أنهما لا يفترقان نهائيا، وسافر فريد في أواخر عام 1949 في جولة فنية لشمال أفريقيا واصطحب معه سامية، وبعد عودتهما كتب أحد الصحفيين مقالا قال فيه: إن فريد رفض الزواج من سامية لأنه من عائلة كبيرة في جبل الدروز، وتردد أن سامية بكت بعد قراءة هذا الكلام، وفقًا لمقال للناقد وجيه ندى. وبدأ بعض الأشخاص يتدخلون بينها وبين فريد خاصة أن حلم الزواج لم يتحقق رغم قصة الحب التي دامت 11 عاما، لكنها انتهت بالوقيعة التي دبرها لهما الحاسدون، الذين أقنعوا سامية أن فريد يتكبر عليها بدعوى الإمارة لأنها راقصة وهو أمير، وأنه يستغلها من أجل نجاح أفلامه فقط، وبدأت حياة سامية، وفريد يتخللها الكثير من المشكلات، خاصة بعد أن رفض فكرة زواجهما، وبعدما يئست منه أرادت أن تنسى هذا الحب، فتزوجت من أمريكي أشهر إسلامه واصطحبها معه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث عاشت عامين ونصف العام، ثم عادت إلى مصر بعد الطلاق.