الاحتفال بالمسيح وفق الضوابط الشرعية جائز شرعا، فمن شروط اكتمال الإيمان بالله الإيمان بالرسل والأنبياء عليهم السلام، لكن الانغماس فى الاحتفال بليلة رأس السنة غير جائز شرعا، لما قد يصاحبه من صخب وخمور، هذا ما يؤكده علماء الأزهر. مفتى الجمهورية الأسبق د.نصر فريد واصل يرى أن ذكرى ميلاد السيد المسيح عظيمة فى نفس كل مسلم، لأننا مأمورون بالإيمان بالأنبياء والرسل وتصديق كل ما جاءوا به، فرسالة السيد المسيح لا تختلف عن رسالات أنبياء الله ورسله،«واصل» يؤكد أن هذه الآية الكريمة تلزم كل مسلم باحترام أصحاب الديانات الأخرى، طالما لا يسيئون إلى الإسلام والمسلمين، فيجوز شرعا أن يقوم المسلم بتهنئة جاره المسيحى بأعياده، فرسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان يفعل ذلك دون أن ينجرف معهم فى احتفالاتهم، لكن ما يحدث فى ليلة رأس السنة وبيع أصحاب المحلات شجرة عيد الميلاد والخمور وكذلك الاحتفالات الصاخبة فهذا غير جائز شرعا للمسلم، لقوله تعالى:«لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون»، مشيرا إلى أنه فى الاحتفالات بالأعياد الإسلامية يجب ألا يصاحبها صخب ورقص أو ارتكاب المحرمات. إكبار السيد المسيح - عليه السلام - واجب على كل مسلم، وفقا لما يراه د.محمد رأفت عثمان - عضو مجمع البحوث الإسلامية - ولا مانع من تهنئة أتباع السيد المسيح بذكرى ميلاده، لكنه يرفض التقليد الأعمى والمظاهر الزائفة كالحرص على أكلات ومشروبات معينة والسهرات الماجنة التى تنتهك فيها الحرمات، فى حين أن صاحب الذكرى برىء منها تماما لتناقضها مع جوهر رسالته. أما رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوى يغرد خارج السرب بقوله: الاحتفال بليلة رأس السنة حرام، ويعنى تنازل الأمة الإسلامية عن هويتها ودليل على الغباء فى تقليد الآخرين، والاحتفال بأعياد غير إسلامية يعنى تنازل الأمة عن شخصيتها الإسلامية، ويتساءل مستنكرا : هل يستطيع مسلمو أوروبا وأمريكا الاحتفال برمضان والأعياد مثلما يحتفلون فى بلادهم العربية والإسلامية؟!.