صدر حديثا عن دار الكتب للنشر والتوزيع، مجموعة قصصية «طقوس الصعود» للكاتب بهاء عبد المجيد. ومن أجواء المجموعة: «هذه هي المرة الثانية التي تعمدتُ أن تكون الخصوصية بينى وبين غادة جزءًا من وجودنا. كذبت عليها عندما أخبرتها أنني أريدها في شيء مهم. وفعلًا تقابلنا. وكأني أرى شارع جامعة الدول العربية لأول مرة مزدحمًا. استغرقت وقتًا طويلًا لأعبر الشارع. وهاجس الموت يرهبني بكل محاولة تأتي مني والسيارات تفرُّ من جنبي فتغازلني. رن هاتفي المحمول. رأيت رقمها على الشاشة. ستعتذر. ستتحجج بأنها مشغولة، ولديها ارتباطات كثيرة اليوم. ستقول: ممكن نتقابل مرة ثانية. أو دعها للمصادفة. لن يحالفك الحظ لرؤيتها مرتين متتاليتين، هكذا وسوست لي نفسي. المرة الأولى قابلتها في النادي اليوناني. وصلت متأخرًا كالعادة. كانت في انتظاري جالسة أمام فنجان القهوة البارد وكوب ماء وبعض الأوراق. تلك المرة لم أعرف لماذا طلبت منها الحضور. ولماذا اهتمت وأتت. تحدثنا عن أشياء كثيرة. عن تجربتها الأولى في الزواج عن علاقتها بطفلها،عن حياتها وعن دراستها. تحكي بتلقائية وطفولة. لمحت بعض الأصدقاء. ارتبكت.. عرفت غادة من خلال صديقتي السابقة "لبنى"، لم أركز كثيرًا في المكان. ولكني كنت أحاول أن ألملم ملامح وجهها وعينيها المملوءتين بالخبايا والأسرار وأيضًا الأحزان. تكلمت كثيرًا عن نفسها. حاولت أن أبرر أفعالها فقط من حكايتها التي سردتها على. قلت لها: إنها ليست المطلقة الأولى والوحيدة، فالعالم كله مملوء بالوحدويين، وأن هناك فرصًا كثيرة لرجال رومانسيين وطيبين سترتبط بهم حتمًا. فجأة وجدتني متورطًا فيها. وكأني أعلن أمامها أنني أنا المحب والعاشق الغارق في عواطفه ومشاعره تجاه امرأة غريبة عنه تمامًا، فلم أكن قد عرفتها جيدًا. ولم أكن قد أحسستها حتى أبوح لها. أنت هكذا دائمًا. متسرع. ومتردد أيضًا».