تحرك سريع لمكافحة فيروس «زيكا» على مستوى العالم

ناشد خبراء منظمة الصحة العالمية في اجتماعهم الأخير المسئولين عن الصحة العالمية، بضرورة التحرك السريع لمكافحة وباء فيروس "زيكا" الذي أصاب 1.5 مليون شخص في البرازيل، وهناك من 3 إلى 4 ملايين حالة منتظرة في القارة الأمريكية خلال هذا العالم بالإضافة إلى الحالات التي نقلت إلى فرنسا إلى خمس حالات واتهم خبراء الصحة العالمية بالبطء في التحرك مثلما حدث مع وباء "إيبولا" ومراقبة الذين أصيبوا بشلل ودمور في المخ لدى المواليد.
وطالب خبراء منظمة الصحة العالمية بتكثيف الأبحاث للتوصل إلى علاج ولقاح واختبارات جديدة لتشخيص المرض، كما لم تأخذ حتى الآن بمنع السفر من الدول الذي ظهر فيها الفيروس والتبادلات التجارية معها وهذا الفيروس ناتج عن لدغة البعوضة مثل "حمى الدنج" أو"الحمى الصفراء" وقد ظهر هذا الفيروس لأول مره لدى نوع من القرود "الماكاك" في غابات أوغندا في 1947 ثم ظهر على الإنسان في 1952 في أوغندا وتنزانيا وأول وباء اندلع في جزر "ياب" في 2007، حيث أصاب ثلاثة أرباع السكان في بولينيزى الفرنسية في أكتوبر 2013 حتى أبريل 2014 وفى البرازيل منذ مايو 2015 وبعدها انتشر الفيروس في أمريكا الوسطى تلتها منطقة "لامارتينيك" في فرنسا و"لاجويان" وهو الوباء الثالث بعد حمى الدنج وحمى شيكونجونيا.
وأشار فرانسوا بورديلون المدير العام للمعهد الوطنى للصحة الفرنسية أن الوباء ينتشر بسرعة على مستوى الكرة الأرضية وأن تحليل الجينيوم للفيروس يطابق خلايا الفيروس الذي انتشر في الباسيفيك في الفترة من 2013 و2014.
وأضاف أن أعراض المرضى تظهر خلال فترة من ثلاثة إلى 12 يوما من لدغة البعوضة من حرارة وفى حالات لا تكون مصاحبة بحرارة بالإضافة إلى الإجهاد والصداع مما يدل على أنها نوع من الإنفلونزا وتختفى هذه الأعراض بعد سبع أيام ويمكن ظهور جينات الفيروس في تحليل الدم والبول واللعاب وهو يظهر في الدم بعد ثلاثة إلى خمسة أيام وفى البول بعد عشرة أيام وفى اللعاب بعد ثلاثة إلى خمسة أيام.
أمام بالنسبة للمرأة الحامل فإن الفيروس يؤدى إلى تشوهات في الجنين خاصة المخ الذي يكون حجمه أصغر من الطبيعى وفى الحالات الخطيرة يؤدى إلى الوفاة في الرحم أو بعد الولادة بعدة أيام.
وقد رصدت السلطات الصحية المحلية في البرازيل أربعة آلاف حالة مشكوك في إصابتها بالتشوهات أي من 20 إلى 30 حالة زيادة عن السنوات السابقة، أما حالات الشلل بالنسبة للشباب فهى نادرة تصيب من 1 إلى 2 من بين 100 ألف شخص في أوروبا وأعراضها الآم شديدة في العضلات والأعصاب.
جدير الذكر أن الباحثين في العديد من الدول مثل كندا وفرنسا وأمريكا يعكفون حاليا على إعداد لقاح سوف تتم تجربته على الإنسان في سبتمبر القادم للعلاج من الإصابة بفيروس "زيكا".