أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين 1 فبراير، أن فيروس "زيكا" الذي ينتقل عن طريق البعوض تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة بسبب ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة في البرازيل فيما تسعى المنظمة للرد على هذه الخطر. وقالت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية للصحفيين إن الأمر يتطلب تضافر الجهود الدولية لتحسين أساليب الرصد وتسريع جهود ابتكار لقاح مع تحسين أساليب تشخيص المرض، مشيرة إلى أن المسألة لا تستلزم فرض قيود على السفر أو التجارة. كانت منظمة الصحة العالمية قد تعرضت لانتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء الايبولا بغرب إفريقيا الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص خلال عامين بعد أن تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء. وأضافت تشان: "أن التخوف الأول والأهم يتعلق بالتشوه الخاص بصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نمو المخ" لدى المواليد. وأشارت إلى وجود "اشتباه قوي في الارتباط بين الفيروس وتشوه الأجنة" لكن الصلة بينهما لم تتأكد علميا بصفة قاطعة. وقالت للصحفيين في مقر المنظمة بجنيف إن الأمر يتطلب بذل الجهود حاليا لحين ظهور الأدلة العلمية على العلاقة بين الفيروس وتشوه الأجنة. كانت لجنة من الخبراء المستقلين قد أوصت بحالة الطوارئ الدولية في إعقاب انتقادات بالتردد في مواجهة الفيروس حتى الآن، وطالبت اللجنة بضرورة الإسراع بالجهود الدولية وتمويل البحوث للقضاء على انتشار الفيروس. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن عدوى زيكا الفيروسية تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأمريكتين. وقالت منظمة الصحة في الأمريكتين إن الفيروس انتشر في 24 دولة ومنطقة بالأمريكتين. ولا يوجد لقاح أو علاج لفيروس زيكا الذي ينقله البعوض من جنس "ايديس ايجبتاي" الذي ينقل أيضا حمى الدنج والحمى الصفراء وهو يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80% من المصابين بالفيروس أي أعراض. وتتركز معظم الإجراءات على الحد من انتشار البعوض ووقاية البشر منه. وقال مسؤولو صحة بالولايات المتحدة إن هناك جهتين محتملتين لابتكار لقاح ضد زيكا وقد تبدأ الاختبارات الإكلينيكية على البشر في هذا المضمار أواخر العام الجاري ولن يكون هناك لقاح متوافر على نطاق واسع إلا بعد بضع سنوات. ولم يكن فيروس زيكا -الذي رصد بافريقيا في عام 1947- معروفا في الأمريكتين حتى العام الماضي حيث ظهر في شمال شرق البرازيل ثم واصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل أيضا حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا.