قالت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس إن عدوى زيكا الفيروسية المرتبطة بتشوهات خطيرة للمواليد في البرازيل تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأمريكتين. وقالت مارجريت تشان مديرة المنظمة لأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة إن انتشار الفيروس الذي ينتقل عن طريق البعوض تحول من مجرد خطر بسيط الى "أمر ينذر بالخطر". وقالت إن لجنة طوارئ تابعة للمنظمة ستجتمع في الأول من شهر فبراير شباط القادم لاقتراح رد دولي على تفشي العدوى التي يشتبه بصلتها بولادة أطفال مشوهين في البرازيل. وقالت في اجتماع بجنيف "مستوى المخاطر عال بدرجة هائلة". وقالت وهي تعد برد سريع من جانب المنظمة "رصد الفيروس في الأمريكتين العام الماضي لكنه ينتشر بصورة شرسة الآن. حتى اليوم سجلت حالات في 23 دولة واقليما بالمنطقة". كانت منظمة الصحة العالمية واجهت انتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء الايبولا بغرب افريقيا الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص بعد ان تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء. وقالت تشان في إشارة إلى حالات ولادة أطفال يعانون من تشوهات تتسم بصغر حجم الرأس والمخ وعدم اكتمال النمو "لن نتريث حتى تخبرنا الأبحاث بوجود صلة بين الفيروس والاصابة بتشوه الأجنة بل علينا ان نتخذ ردا الآن". ولا يوجد لقاح أو علاج لفيروس زيكا الفيروسي الذي ينقله البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وهو يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80 في المئة من المصابين بالفيروس أي أعراض. وتتركز معظم الاجراءات على الحد من انتشار البعوض ووقاية البشر منه. وقال بروس ايلوارد المدير المساعد لمنظمة الصحة العالمية إن ابتكار لقاح آمن وفعال لعلاج الفيروس قد يستغرق عاما كما ان التيقن من ان فيروس زيكا هو المسؤول الفعلي عن ولادة أجنة مشوهة أو وجود علاقة بينهما من الأصل سيستغرق من ستة الى تسعة أشهر. وقال "في مجال اللقاحات لا أعرف ان جهودا بذلت من قبل بعض المجموعات للبحث في جدوى انتاج لقاح ضد المرض" مشيرا الى ان ذلك قد يستغرق عدة اشهر أخرى. وقال مسؤولو صحة بالولايات المتحدة إن هناك جهتين محتملتين لابتكار لقاح ضد زيكا وقد تبدأ الاختبارات الاكلينيكية على البشر في هذا المضمار أواخر العام الجاري ولن يكون هناك لقاح متوافر على نطاق واسع إلا بعد بضع سنوات. وقال ماركوس اسبينال مدير ادارة الأمراض المعدية في الهيئة المسؤولة بمنظمة الصحة العالمية عن الأمريكتين أمس الخميس إن ثمة اشتباها واسع النطاق في ان عدوى زيكا الفيروسية تتسبب في تشوه المواليد وقد تصيب من ثلاثة الى أربعة ملايين شخص في الأمريكتين منهم 1.5 مليون شخص في البرازيل وحدها. وقالت وزارة الصحة البرازيلية إن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس زاد إلى اربعة آلاف حالة. وقالت تشان إنه لا توجد الآن علاقة سببية مباشرة بين زيكا وتشوهات الأجنة على الرغم من الاشتباه في وجود صلة قوية بينهما. ومع استعداد ريو دي جانيرو لاستقبال مئات الالاف من الزوار لمهرجانات السامبا ودورة الالعاب الأولمبية من الخامس الى 21 من اغسطس آب تجاهد المدينةالبرازيلية للتخلص من زائر غير مرغوب فيه هو فيروس زيكا لتجد نفسها أمام معركة صعبة. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه تم رصد 31 حالة اصابة بزيكا في البلاد ممن سافروا الى مناطق تنتشر بها العدوى. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما دعا إلى سرعة تطوير اختبارات ولقاحات وعلاجات لفيروس زيكا عقب انتشار فيروس زيكا. واكتشفت حالات اصابة بفيروس زيكا في الدنمرك وبريطانيا فيما يتوقع خبراء الصحة انتشار المرض في القارة الاوروبية نظرا لتفشي الحالات في امريكا الجنوبية وتعدد الأسفار بين قارتي اوروبا وامريكا الجنوبية. ولم يكن فيروس زيكا -الذي رصد بافريقيا في عام 1947- معروفا في الأمريكتين حتى العام الماضي حيث ظهر في شمال شرق البرازيل ثم واصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا. وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الاسبوع الماضي تحذيرات بعدم سفر الأمهات الحوامل الى 14 دولة ومنطقة بمنطقتي الكاريبي وأمريكا اللاتينية التي ينتشر بها الفيروس