«خطوط الصحة الساخنة» مرفوعة من خدمة الشعب.. والأسرّة محجوزة ل «المعارف» والناس الكبيرة مئات المرضى يئنون بحثًا عن سرير رعاية مركزة أو حضانة في المستشفيات دون أن يجدوا من يغيثهم من ألم المرض ويموتون في قوائم انتظار البحث عن سرير فارغ في المستشفيات الحكومية ليقعوا فريسة أمام جبروت المستشفيات الخاصة التي لا تعرف الرحمة. وزارة الصحة أنشأت خطا ساخنا للتيسير على المواطنين لسرعة إيجاد سرير رعاية ومع ذلك لم يساعد في تسهيل البحث عن سرير رعاية وظلت الواسطة والمعرفة هي الفيصل والحاكم في إيجاد سرير رعاية دون الرجوع والتنسيق مع الخط الساخن 137 بوزارة الصحة ووصف وزير الصحة الدكتور أحمد عماد خدمة 137 بالسيئة والتي فشلت في تحقيق هدفها. أحد العاملين في الخط الساخن 137 المنوط به استقبال البلاغات من المرضي ومساعدتهم في إيجاد سرير رعاية أكد فشل المنظومة، معتبرا السبب في ذلك هو سوء الإدارة وضعف الرقابة والتفتيش على المستشفيات التي لا تساعد العاملين في الخط الساخن في الإبلاغ عن أسرة الرعاية الفارغة لديها. المستشفيات الجامعية والخاصة ليست مرتبطة بالخط الساخن حسب رواية أحد العاملين به، فضلا عن أن المستشفيات التابعة لوزارة الصحة تحصل على أموال من المرضى منها مستشفى هيلوبوليس لابد من دفع 5 آلاف جنيه تحت الحساب قبل دخول المريض رغم إرسال المريض بالتنسيق مع الخط الساخن وحالته طارئة، ومع ذلك يدفع مبلغًا ماليا قبل الدخول وبعدها يشكو المريض وتلقي شكوى بذلك من دفعه أموالا. المصدر بالخط الساخن الذي رفض ذكر اسمه أكد ل «فيتو» أن هناك ربطا بين المديريات، بحيث يتم إيجاد سرير رعاية للمريض في محيط سكنه، مضيفًا أن المريض ليس وحده من يتعذب بحثا عن سرير رعاية فارغ بل أيضًا العاملون في الخط الساخن وعند التواصل مع أي مستشفى الجملة الوحيدة التي نسمعها هي «مفيش مكان»، مؤكدًا أن حالات مصابة بالذبحة الصدرية تظل يومين قبل توفير سرير فارغ أو يضطر المريض للذهاب للمستشفى الخاص. وفي ظل صعوبة إيجاد سرير رعاية يفاجأ العاملون بالخط الساخن بوجود مرضى يتم حجزهم داخل سرير رعاية المستشفيات التي تبلغهم بعدم وجود مكان دون تنسيق معهم، ويكون ذلك من خلال مكالمة تليفون مع مدير المستشفى أو مسئول كبير داخل وزارة الصحة. مستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس يتواصل المرضى معها يوميًا من خلال الخط الساخن 137 لإيجاد سرير، وهناك ما يقرب من 30 حالة يوميًا وعند ما يتواصل معهم الشيفت المسئول لمتابعة الحالات يكتشف أن أهل المريض دفعوا أموالا للمستشفى لتوفير سرير، وكذلك مستشفى الحسين الجامعى يلتقي الخط الساخن شكاوى دائمة بتركهم المرضى في قسم الطوارئ. من ضمن الحالات التي لا يتم الاستجابة إليها هي الحالات التي تحتاج إلى أسرة رعاية مركزة في تخصص المخ والأعصاب لأن أغلب المستشفيات تفتقر لذلك التخصص والمستشفى الوحيد الذي كان تستقبل حالات المخ والأعصاب قليوب المركزى وحاليًا يخضع للتطوير لذلك لا يستقبل حالات كثيرة وبعض المستشفيات الأخرى التي دائمًا ردها «الأماكن مشغولة» منها معهد ناصر والمستشفى القبطي ومبرة مصر القديمة ومبرة المعادى. 137 يضم 3 شفتات كل 8 ساعات الشفت الواحد يستقبل بلاغات بما يقرب من 40 حالة، ومعظم الحالات تكون غيبوبة كبدية أو نزيف أو ذبحة صدرية، حسبما أشار المصدر، كما أن مدة الاستجابة للمريض وإيجاد سرير له تتراوح بين 3 و5 أيام وأحيانا لا ينتظر المريض 137 ويموت أو يبحث عن مستشفى خاص، كما أن هناك 30 مستشفى مرتبطة بخط 137 في مديرية القاهرة بينما مرضى المحافظات يتم للتنسيق لهم في مستشفيات المحافظة إلا في حالة وجود مريض حالته خطرة تحتاج للنقل إلى القاهرة. الدكتور شريف وديع، مستشار وزير الصحة للطوارئ والرعاية العاجلة، كشف عن ملامح الخطة الجديدة للقضاء على أزمة للبحث عن سرير رعاية في الخط الساخن 137 من خلال عقد اتفاقية مع وزارة الاتصالات وإنشاء نظام جديد يمكن وزارة الصحة من رؤية كل أسرة الرعاية المركزة بالمستشفيات وتوزيع أجهزة كمبيوتر لوحية على كل أسرة بالرعاية المركزة بالمحافظات يتم ربطها بشبكة إلكترونية مع وزارة الصحة.