بمجرد أن فتحت باب الشقة، فوجئت بالمفعوص "ناطط" أمامي، وعلى وجهه ابتسامة عريضة، وأخذ يداعبني، بطريقة لم آلفها منه إلا عندما يكون قد أقدم على "مصيبة"، فبادرته قائلًا: - اللهم اجعله خير، إيه الكارثة اللي عملتها النهاردة؟ - مفيش كارثة ولا حاجة يا بابا. - هو أنا مش عارفك، وعاجنك وخابزك.. أقطع دراعي لو ماكنتش عملت مصيبة، في البيت أو المدرسة. - ألف ثلامة على دراعك يا حج. - خلاص متنرفزنيش وقول بسرعة، قبل ما أعرف من أمك أو المفعوصة أختك، وساعتها إنت عارف. - عارف عارف..الحكاية ببثاطة إن إدارة المدرثة عاوزاك بكرة! - بكرة!.. وليه بقى كفالله الشر، أكيد عملت حاجة. - أبدًا يا بابا.. كل الحكاية إني اختلفت مع مدرثة العربي. - أنا متأكد إنك مش وش تعليم.. وواقف عليا بخسارة.. وإن شاء الله كان الاختلاف على إية المرة دي. - المدرثة كانت بتعلمنا الأفعال المكونة من تلات حروف، وكتبت على الثبورة.. زرع.. حثد.. كتب.. وقرأ.. فأنا اعترضت.. وقولت لها: إن التعليم بالطريقة دي، يخالف ثياثة وزارة التربية والتعليم.. وهي "ربط المناهج والدراثة بالواقع".. الكلام ده ثح ولا غلط يا والدي؟! - صح طبعًا.. المهم إيه سبب المشكلة؟ - هو ده الثبب.. لما قولت لها: الطريقة دي قديمة وراحت عليها، طلعتني على الثبورة، قدام زمايلي، وقالت لي: هات أفعال ثلاثية تعبر عن الواقع، ومتخالفش "ثياثة الوزارة"، وبالمرة تعرفنا طريقة التعليم الجديدة.. طبعًا عشان تحرجني.. - لأ وأنت بسم الله ما شاء الله وش إحراج.. المهم عملت إيه؟! - قولت لها: بدل ما نعلم التلاميذ "زرع وحثد، وقرأ وكتب"، ونضحك عليهم، ياريت نعلمهم.. كَ ذَ بَ.. رَكَ بَ.. ضَ رَ بَ.. قَ تَ لَ.. سَ فَ كَ.. سَ حَ لَ.. كَ فَ رَ .. حَ رَ قَ.. سَ رَ قَ.. نَ هَ بَ.. عشان محدش يغتالهم زي زمايلنا اللي في أثيوط، ولّا زي محمد جابر "جيكا" في محمد محمود.. قامت ضرباني، وقالت لي: مش أنا أكتر من مرة محذراك إنك لو اتكلمت في الثياثة هتترفد، رديت عليها وقلت لها: هيا الأفعال دي كمان "محثنة" زي قرارات الرئيث في الإعلان الدثتوري.. راحت طرداني بره الفثل، والمديرة قالت لي: هات أبوك في إيدك بكرة وانت جاي المدرثة.. هتيجي معايا ولّا كالعادة..! - عيب عليك.. أنا التعليم أيامنا كان على طريقة "خَ لَ عَ"..!!