حددت منظمة الصحة العالمية هدفا نحو التخلص من مرض الجذام نهائيا في كل الدول من خلال اكتشاف كل المرضى ومعالجتهم باستخدام العلاج متعدد العقاقير، مشددة على أن آكل لحوم البشر سوف يختفى تدريجيا في معظم بلدان العالم. المنظمة العالمية استعرضت خلال كتيب " دليل التخلص من الجذام"، طرق القضاء على المرض منها: تمكين جميع أفراد الأطقم الطبية المتخصصة من إمكانية تشخيص المرض، وثانيا: حث المرضى على طلب العلاج، وثالثا: توفير العلاج في كل المراكز الصحية مجانا، ورابعا: زيادة الوعى بالمرض والاكتشاف المبكر له، وخامسا: تبديد الخوف من المرض وشفاء المرضي. الدليل نوه إلى أن مرض الجذام يتطور ببطء، بمتوسط فترة حضانة 3 سنوات، ويمكن أن تظهر الأعراض خلال 20 عاما، ويصيب الجلد والأعصاب الطرفية، واستخدام العلاج متعدد العقاقير يقتل البكتيريا ويوقف انتشار المرض، كما أن العلاج المبكر لن يؤدى لأى إعاقات ويمكن انتقاله من خلال الرذاذ سواء من الفم أو الأنف وأكدت أنه في حال عدم علاج المرض يمكن أن يؤدى إلى تلف في الجلد والأعصاب والعين والأطراف. وعن أعراض المرض، قالت المنظمة في دليلها إنها تشمل بقعا جلدية يمكن أن تكون باهتة أو محمرة أو نحاسية اللون، ويمكن أن تكون مسطحة أو مرتفعة، ولا تسبب حكة ولا تؤلم، وفاقدة للإحساس واللمس والألم فضلا عن وجود لمعان وسماكة جلد بدون فقدان الإحساس. الدليل أشار إلى وجود علامات تظهر في جسم الإنسان، قد تشبه أعراض الجذام ولكنها ليست جذاما، وتشمل على وجه التحديد 6 حالات منها: الوحمة الولادية عند الولادة التي تشعر من خلالها الأم باحساس طبيعى والتي تسبب حكة تكون بيضاء أو سوداء أو حمراء غامقة أو مصحوبة بتقشر الجلد أو التي تظهر وتغيب فجأة. يشمل علاج مرض الجذام، كما ورد في كتيب منظمة الصحة العالمية، خلال العلاج متعدد العقاقير ويشمل أدوية "ريفامبيسين "دابسون" " كلوفازمين" الذي تصاحبه عدة أعراض جانبية منها: أن العلاج يجعل البول أحمر اللون والجلد داكنا. وينصح الكتيب المريض بألا يفزع، لأن تلك الأعراض سيختفى عند الانتهاء من العلاج فضلا عن ضرورة الانتظام في الفحص والمتابعة بعد الانتهاء من العلاج. منظمة الصحة العالمية شددت في دليلها على أن العلاج متعدد العقاقير مطبق في كل دول العالم ويتميز بالأمان والفعالية والشفاء بل يمكن تناوله في فترة الحمل. وبحسب ما ذكرته المنظمة العالمية في دليلها الخاص بآكل لحوم البشر، فإن مريض الجذام يجب أن يمارس حياته الطبيعية ويعيش بالمنزل أو المدرسة أو العمل ويتزوج وينجب أطفالا، ولا يجب عزله ووصمه. منظمة الصحة العالمية اوصت المريض بعد اكتمال شفائه بنشر الرسالة في المجتمع بأن المرض قابل للشفاء والعلاج مجانا، كما نصحت كل شخص لديه بقع مماثلة بأن يذهب فورا إلى مراكز العلاج لتلقى العلاج فضلا عن أن المريض بعد اكتمال العلاج يمكن أن توجد تشوهات في الجسم لديه على الرغم من اكتمال شفائه. وتضمن الدليل ارشادات لمنع حدوث اعاقات للمريض وذلك بسبب فقدان الاحساس الذي يؤدى إلى الإصابة بالجروح دون علم المريض وتلتهب مع الوقت وتؤدى إلى اعاقة لذلك يجب معالجة الجروح كاى قطوع أو جفاف الجلد أو حدوث مشكلات بالعين. وأكدت منظمة الصحة العالمية شفاء أكثر من مليون شخص من مرض الجذام بالعلاج متعدد العقاقير في كل دول العالم. ووِفقا لمصادِر منظمة الصحة العالمية، فقد تمّ في عام 2008 تشخيص نحو 250 ألف حالة جديدة في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، يأتى هذا بالرغم من توفّر علاج المرض مجّانا منذ أكثر من 20 عاما. وذكرت المنظمة أنها طورت عَقارا فعّالا ضد مرض الجُذام، وهو عقار معقّد التركيب يضمّ ثلاثة أنواع من المضادّات الحيوية، يتناولها المريض لمدة تتراوح بين سنة أو سنتين، تبَعا لنوع المرض. وبمجرّد أن يأخذ المريض العِلاج لبضعة أسابيع، فإنه يُصبح غير ناقل للعدوى، بالرغم من بقاء التشوّهات ظاهِرة على جسده، خاصة الأطراف. وبحسب المنظمة فإنه يوجد حاليا على مستوى العالم أكثر من 700 ألف مريض بالجُذام، يتوزّعون على 118 بلدا. ووِفقا لامنظمة، يوجد 249.007 حالة جديدة تمّ الكشْف عنها خلال عام 2014، ويشير هذا العدد إلى انخفاض سنوى بنسبة 20٪ في الحالات الجديدة المكتشفة عالميا منذ عام 2001. وترى المنظمة أن مُعظم الدول، التي كانت في السابق ذات نِسبة إصابات عالية في المرض، تمكنت من القضاء على المرض (وفقا للمعيار المحدّد من قِبل منظمة الصحة العالمية، وهى حالة واحدة لكل 10000 فرد من السكان)، غير أنه لا تزال توجد جُيوب ذات نِسبة عالية من الوباء في بعض أجزاء من أنجولا والبرازيل وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والهند ومدغشقر وموزامبيق ونيبال وتنزانيا. تُقدم منظمة الصحة العالمية منذ عام 1995 عِلاجا مجانيا لجميع المرضى في العالم، وهو عِبارة عن عَقار مركّب، كان يُزوَّد في البداية من قِبل صندوق العقاقير التابع ل "NipponFoundation"، ثم أصبحت منذ عام 2000، كل من "شركة نوفارتس" و"مؤسسة نوفارتس للتنمية المستدامة" تتبرّع به.