عرف هذا المرض منذ القدم وكانت العدوى به تعنى اللعنة من هول ما تسببه من تشوهات وتآكل في أطراف المصابين به. مرض "عصويات هانسن" المعروف باسم الجذام هو نوع من البكتيريا تشبه العصى يصيب الأعصاب والجلد والأغشية المخاطية مسببا إعاقات حادة. على عكس الاعتقاد السائد، الجذام ليس معديا إلا في حدود ضئيلة: 90 % من الناس يمكن لجهاز مناعتهم مقاومة الجذام تلقائيا. يتركز المرض أساسا في آسيا ففي عام 2007 أحصت منظمة الصحة العالمية 250.000 حالة جديدة في تركز 75% منها في جنوب شرق آسيا. خلال الخمس وعشرين سنة الماضية ساعد العلاج في شفاء 14 مليون حالة جذام لكن ليس بدون أن يخلف إعاقة. معهد أبحاث الجذام التطبيقية في داكار هو الوحيد في السنغال الذي يجري فحصا بكتيريا للمرضى ويعطي نتائج فورية إلا في الحالات التي تتطلب إرسال عينات إلى فرنسا لفحصها. أهم علامات الإصابة وجود بقع فاقدة للون الطبيعي للجلد مع أعراض أخرى في الجهاز العصبي. في هذا المعهد يقوم البروفيسور شارل باديان و مساعداه الاثنان ببذل ما في وسعهم لإقناع المرضى بالمواظبة على العلاج حتى إذا لم تتوقف مضاعفاته، كما يعاني الفريق المعالج من مكافحة الأفكار الخاطئة المنتشرة حول هذا المرض المشين. جلسات التدليك لا غنى عنها للحد من التشوهات وإعداد المرضى للتدخل الجراحي لترميم الأطراف. يقول البروفيسور شارل :" إننا نعلمهم كيفية التعامل مع تلاشي الاحساس في أطرافهم فيجب أن يقوموا بتمارين يومية للأيدي والأقدام، ففي غياب الإحساس بالألم يمكن لأي جرح بسيط أن يتسلل و يعدي باقي الأعضاء. إنه نفس الخطر الذي يهدد مريض السكر، فالمصاب بالجذام معرض لأن يجد نفسه خلال بضعة أعوام بدون ساقين وبيدين غير صالحتين للإستخدام. اليوم الأحد 25 يناير هو اليوم العالمي للجذام السادس والخمسون، وتعد منظمتا فرسان مالطا ومؤسسة راؤول فوليرو الأكثر إنخراطا في مجال جمع التبرعات لرعاية المرضى وتمويل الأبحاث حول هذا المرض. توفر منظمة الصحة العالمية جزءا من العلاج وهو مضاد حيوي تمتد فترة العلاج به من ستة إلى 12 شهرا، أما الباقي تموله منظمة فرسان ماطا التي تتولى إدارة معهد أبحاث الجذام التطبيقية في داكار منذ ثلاثين عاما.