سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيسي يفتتح منتدى أفريقيا.. الرئيس يدعو قادة القارة السمراء لوضع اللبنات الأولى للمشروعات التنموية.. يقر أجندة التنمية حتى 2063.. ويشدد على فتح آفاق أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رءوس الأموال
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقادة والرؤساء والوفود الأفارقة المشاركين في منتدى التجارة والاستثمار الأفريقي بمدينة شرم الشيخ خلال كلمته في افتتاح أعمال منتدى «أفريقيا 2016»، الذي تنظمه مصر بالتعاون مع منظمة الكوميسا بمدينة شرم الشيخ تحت مظلة مفوضية الاتحاد الأفريقي. وأضاف «السيسي» خلال كلمته في افتتاح المنتدى أن المنتدى ينعقد في مرحلة مهمة بالنسبة للعمل الأفريقي المشترك. وتابع: «تحقيق التنمية يستدعي تطوير آليات العمل الأفريقي المشترك»، مشددًا على أن العبور إلى المستقبل يتطلب الأخذ بناصية العلم والتكنولوجيا. ترحيب وقال: «يطيب لي أن أرحب بكم في شرم الشيخ مدينة السلام التي طالما كانت ولا زالت مقصدا للعديد من القمم الأفريقية والإقليمية والدولية وجسرا للتواصل والتفاعل الإيجابي بين أفريقيا والعالم». وقال: «وأتقدم إليكم جميعا بالشكر لتلبية الدعوة للمشاركة في هذه الفعالية المهمة منتدى «أفريقيا 2016»، التي تأتي عقب شهور قليلة من محطة فارقة في مسيرة العمل الأفريقي المشترك، عندما احتضنت شرم الشيخ في شهر يونيو من العام الماضي مراسم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة للتكتلات الاقتصادية الثلاث: الكوميسا، والسادك، والمجموعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا، التي أطلقت أكبر تكتل تجاري في أفريقيا ليكون بمثابة اللبنة الأساسية لتحقيق آمالنا في إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية التي نتطلع لإطلاقها خلال الفترة القادمة كإنجاز حقيقي على صعيد جهودنا الحثيثة نحو الاندماج الإقليمي». وقال: «إن تحقيق التنمية والذي يعتبر بحق التحدي الرئيسي الذي نجابهه جميعا يستدعي منا تطوير آليات العمل الأفريقي المشترك والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمي خاصة في ضوء الارتباط الوثيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية في أفريقيا والحاجة إلى تنفيذ مشروعات إقليمية عملاقة في مجالات عدة بما في ذلك البنية الأساسية، فضلا عن تعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية بما يزيد من قدرتها على جذب الاستثمارات والنفاذ إلى الأسواق الدولية، والأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي». محور التنمية وأضاف: «وأود التأكيد كذلك على أهمية محور تنمية القدرات البشرية في عملنا المشترك وإيلاء الاهتمام الكافي بالشباب الأفريقي الذي يشكل عماد حاضر القارة وأساس مستقبلها ويتعين الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم، وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل ورفع معدلات الإنتاجية والنمو، وكذا التركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل». وأضاف: «واتصالًا بذلك، يأتي حرص مصر على مواصلة دورها النشط في تطوير القدرات المؤسسية والبشرية للدول الأفريقية، لاسيما الكوادر الشابة وذلك من خلال آليات وطنية عدة ومنها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي أنشئت عام 2014 استكمالا لجهد ودور ممتد اضطلع به الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا في بناء القدرات الأفريقية. فقد فتحت مصر أمام الأشقاء الأفارقة من خلال الوكالة الجديدة أبواب مختلف مراكز التميز والمؤسسات التدريبية وبأسلوب خلاق يستحدث ضمن آلياته سياسات مبتكرة وفعالة إيمانا منا بأن العبور إلى المستقبل يتطلب الأخذ بناصية العلم والتكنولوجيا، وإعداد أجيال لديها القدرة على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل». القارة الأفريقية وقال: «لقد أضحت قارتنا الأفريقية محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع، لاسيما بعد أن قطعت العديد من دولها شوطا طويلا في تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية لتتواكب مع الوتيرة المتسارعة لمتطلبات التنمية والاستثمار، كما تعددت وتعمقت أطر التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية وشركائنا في التنمية، وبما يتزامن مع ما تم تحقيقه في عدد من دولنا من معدلات نمو تجاوزت متوسط النمو العالمي خلال السنوات الأخيرة». الأزمات المتلاحقة وقال: «فبالرغم من الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا في الفترة الأخيرة عشر دول أفريقية على الأقل، كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول الأفريقية بأكثر من خمسة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة وهي كلها مؤشرات تؤكد ثراء قارتنا بالموارد البشرية والاقتصادية اللازمة لتحقيق التنمية المنشودة». دواعي الفخر وقال: «وإنه لمن دواعى فخرنا ما حققناه ونحققه في مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الأفريقي، حيث سارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار في الأسواق الأفريقية حتى بلغ حجم استثماراتنا في دول القارة أكثر من 8 مليارات دولار ساهمت في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل خاصة في قطاعات التشييد والبنية التحتية، والطاقة، والتعدين، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات». وقال: «كما وصل حجم تجارتنا مع أشقائنا الأفارقة إلى 5 مليارات دولار ونستهدف مضاعفته خلال الأعوام الخمسة القادمة، ونأمل في أن تصب تلك الجهود بفعالية لصالح مضاعفة التجارة الأفريقية البينية التي لا تمثل حتى الآن سوى 12% فقط من حجم تجارة القارة مع العالم وهو ما لا يتناسب مع مقومات وإمكانات التكامل الاقتصادي فيما بين دولنا الأفريقية». قناة السويس وقال: «واتصالا بذلك، فقد شاركتم معنا في شهر أغسطس من العام الماضي في افتتاح قناة السويس الجديدة كخطوة أولى في مشروع ضخم وطموح سيسهم في دفع حركة التجارة الأفريقية مع الأسواق العالمية ويعزز من مقومات التصنيع والتصدير من خلال المناطق الصناعية واللوجيستية التى سيتم إنشاؤها فى منطقة القناة، كما نتطلع إلى استكمال إنشاء الطريق البري الذي يربط مدينة «القاهرة» بمدينة «كيب تاون» مرورًا بعدد من العواصم الأفريقية وكذا مشروع الخط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وهي مشروعات تستهدف تحديث البنية التحتية لشبكات النقل والمواصلات لخدمة أهداف التكامل الاقتصادى والتنمية في القارة الأفريقية». وقال: «وفي هذا الإطار، واتصالا «بأجندة 2063» التي قمنا بإقرارها جميعا كرؤية أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة جاءت دعوتنا لعقد هذا المنتدى لدفع التجارة والاستثمار في قارتنا بما يعزز من وضعية أفريقيا في الاقتصاد العالمي. فالمنتدى لا يستهدف فقط تعريفكم وتعريف مجتمع الأعمال العالمى بالفرص الاستثمارية التي تزخر بها القارة الأفريقية وما تملكه من سوق ضخمة وإمكانيات هائلة وقوة بشرية شابة وإنما يهدف أيضا إلى فتح قنوات مباشرة وفعالة للتواصل والتعاون فيما بين ممثلى مجتمع الأعمال الأفريقي ونظرائهم في العالم وعليه، فقد حرصت مصر عند طرح فكرة عقد المنتدى على أن يكون بمثابة ملتقى لممثلي الحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجها وتم صياغة برنامجه بعناية ووفق رؤية واضحة بهدف بلورة أفكار ومبادرات تعاون جديدة لتنفيذ مشروعات تنموية وخدمية رائدة ولدعم القدرات البشرية للقارة الأفريقية بما يخدم أهدافها التنموية». واليوم مع افتتاحنا لأعمال المنتدى أدعو أشقائي من القادة الأفارقة، وكذلك مجتمعي الأعمال الأفريقى والدولى وشركاءنا في التنمية إلى أن نضع سويا اللبنات الأولى لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات التنموية وفق إطار يراعى التوازن المطلوب بين الطموحات المشروعة لأبناء القارة في غد أفضل وبين تطلع شركائنا في التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رءوس الأموال. وختامًا، لا يسعنى إلا أن أتوجه إليكم بخالص الشكر على مشاركتكم الكريمة وبالتقدير إلى كل من ساهم في تنظيم هذا المنتدى ويحدونى الأمل في أن تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات وأن يكون المنتدى خطوة هامة ومحورية على مسار نشارك جميعا في صياغة معالمه بهدف إنجاز ما تصبو إليه شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال القادمة.