وأزهريون يردون: كلام مستشرقين ويجب محاكمته على وقع سجال عنيف يدور رحاه داخل أروقة لجنة كتابة الدستور، ذات الأغلبية الإسلامية، التى تطالب بتطبيق الحدود الشرعية، وتعديل المادة الثانية من الدستور، ليكون الإسلام المصدر الرئيس للتشريع، دخل الشاعر المثير للجدل، والذى يعد رمزا لقطاع كبير من المحسوبين على المشهد الثقافى، أحمد عبد المعطى حجازى على خط الأزمة، ليلقى بأحجار فى الماء الراكد. حجازى، صدم قراء صحيفة «الأهرام» فى الأسبوع الأول من رمضان، بمقال مزعج، قال فيه كلاما مكرورا من قبل مستشرقين، يرون أن بعضا من مصادر الشريعة الإسلامية، ليس إلهيا، كما يعتقد مطالبون بتطبيق الشريعة حرفيا، بل يمتد إلى ثقافات قديمة، ومن بينها اليهودية، مقللا من شأن الدعوات المطالبة بتطبيق الحدود الشرعية، مثل: الرجم والجلد وقطع اليد والحرابة باعتبارها ليست حدوداً إلهية ولكنها إنسانية. اللافت أن «حجازى» استشهد فى طرحه المريب بآراء كاتب علمانى يسارى آخر حكم عليه بالارتداد والكفر بسبب أرائه فى الإسلام وهو خليل عبد الكريم الذى ينتمى لمدرسة نصر حامد أبو زيد وسيد القمنى وفرج فودة المثيرة للجدل وعبد الكريم ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين ويعتبر الروح الحقيقية لفكر الجماعة والذى يستمد منه أقطاب الإخوان الحاليين فكرهم السياسى والذين يصبون اهتمامهم على مبدأ تطبيق الشريعة, ثم إن عبد الكريم كان صاحب وجهات نظر يسارية علمانية. صدمة حجازى تنضم إلى صدمات أخرى كان طرفا فيها، منها قوله: «أيها القرآن تجنب حياتنا»، وانتقاده العنيف لكثير من المظاهر الإسلامية، كما كان متورطا بقوة فى جريمة نشر قصيدة «شرفة ليلى مراد»، لحلمى سالم، الذى وافته المنية مؤخرا، وأدانته المحكمة بتهمة ازدراء الإسلام.. سألنا الدكتور محمد عبد المنعم البرى الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر ورئيس مركز الدراسات الإسلامية ومؤسس جبهة علماء الأزهر: هل مصادر الإسلام يهودية كما يرى حجازى؟ فأجاب: مقال حجازى ينم على عدم فهم عميق وراسخ بالدين, لافتا إلى أن الإسلام دين البشرية انزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مضيفا: أن ما يحدث اليوم من الإساءات المتكررة للإسلام أمر ليس بجديد من هؤلاء الذين يكيدون للإسلام بحسب تعبير البرى. وشدد على أن مصادر التشريع فى الإسلام هى مصادر إلهية لا جدال فى ذلك. ودخل على خط الأزمة الدكتور عرفة أحمد عامر أستاذ الإعلام الإسلامي ووكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر، مؤكدا أن كلام «حجازى» قديم جدا، ردده المستشرقون الذين كانوا يتفننون فى الإساءة إلى الإسلام والتشكيك فيه وتجريحه والطعن فيه. «عامر» دعا «حجازى» إلى دراسة الإسلام دراسة جيدة قبل الخوض فى الحديث عنه , مشدداً على أن الإسلام دين إلهي وشريعته منزلة من الله تعالى. وقال: إن منهج حجازى يقوم على فصل الإسلام عن الوجود ويطابق فكر من قالوا بنسخية الإسلام من الديانات الأخرى كالحج والصلاة والحدود والشرائع, مؤكدا أن الإسلام عقيدة وشريعة وحياة ومنهاج ربانى. من جانبه قال المؤرخ الدكتور محمد كمال إمام الفقية الأصولى ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، جامعة الإسكندرية: إن حجازى معروف منذ ظهوره على الساحة بفكره العلمانى السطحى الذى يريد أن يشوه الإسلام. مضيفا: إن حجازى يكرر ما قاله المستشرقون من قبله بمئات السنين وعندما اكتشفوا زيف ادعائهم تركوها ومنهم من قد شرح الله صدره للإسلام. وتساءل: كيف تكون مصادر التشريع الإسلامى من ثقافات قديمة، والله يقول لرسوله فى قرآنه: «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس». لافتا إلى أن مثل هذه الأراء التى يكتبها حجازى عن الإسلام أولى له أن يقولها فى شارع الشانزلزيه الذي يكتظ بمن هم على علمانيته. وفى معرض رده على أراء حجازى، قال الدكتور محمود عزب أستاذ الحضارات بجامعة السربون الفرنسية ومستشار شيخ الأزهر لحوار الحضارات: إن الإسلام عندما نزل من الله تعالى على الجزيرة العربية لم يأت مرة واحدة لكنه جاء تدريجيا حتى لا يكون غريبا عن الناس, فرفض السيئ من أفعالهم وترك ماله قيمة عندهم من خصال حميدة كالكرم مثلا، لكن الادعاء بأنه منقول من الشرائع القديمة قول زائف لا أساس له من الصحة. مشددا على أن الإسلام دين ربانى المصدر «نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المرسلين « . و لفت إلى أن هناك خلطا كبيرا من الناس بين الشريعة والفقه فالشريعة مصدر الهي , أما الفقه فهو تطبيق لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما نزل عليه من القرءان والاجتهاد وليس من الشرائع القديمة فالدين عند الله الاسلام. واستدل عزب بقوله تعالى (ياايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا» , لافتا الى ان الاديان السابقة اختلفت تماما عن عقيدة الاسلام. ونفسيا يرى الدكتور منير حسن جمال استاذ ورئيس قسم علم النفس السلوكى بكلية التربية جامعة العريش أن الشاعر احمد عبد المعطى حجازى ينتمى سيكولوجيا إلى مدرسة تهوى الاختلاف وصناعة حالة من الجدل حولهم . ويرجح جمال ان يكون فكر «حجازى» تطرفيا انحلاليا , كاره للإسلام بالسليقة. لافتا الى ان تاريخ عبد المعطى حجازى من الاسلام تاريخ عدائى وليست هذه المره الاولى التى يجاهر فيها بعدائه للاسلام , قال انه مصاب بهوس علمانى يعميه عن الحقيقة.