حكايات من معرض الكتاب «مصر جميلة.. خليك فاكر مصر جميلة».. الدورة ال 47 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أعادت لنا «مصرالجميلة».. الطوابير ممتدة أمام بوابات الدخول، النظام يفرض نفسه ب«المحبة»، والجميع ينتظر دوره لتطأ أقدامه «أرض القراءة». "من الشعر للصحافة إلى رئاسة اتحاد الكتاب العرب" فما من وطنٍ قد يحتوى القلم سوى أوراقه البيضاء ونزف حبره على السطور، لتمحى جميع الحدود وتبقى الكلمات بثقافتها هي الجميلة البهية التي تختال بنفسها بين العالمين.. أمر أدركه الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ، رئيس الاتحاد العام، الذي وهب نفسه لما آمن به واعتنقه، حتى أصبح قلمه وكلماته في سدة الأسماء الأدبية المعروفة بالوطن العربي.. الأمر الذي أهله مؤخرًا للفوز بانتخابات الاتحاد ليضع على كأهله مهمة خدمة الكتاب والأدباء العرب جميعًا.. "فيتو" التقت "الصايغ" وكان الحوار التالى: رئاستى للاتحاد خالية من «رشوة الوفود العربية».. والكتابة لا تمتلك «حصانة»- شعار معرض القاهرة للكتاب هذا العام هو "الثقافة في المواجهة".. من وجهة نظركم كيف يمكن للثقافة أن تواجه التطرف ؟ عبر تثقيف كل شيء، بأن تكون الثقافة هي هاجس الناس وشغلهم الشاغل، فلو أن الشعب العربى مثقف بالقدر الكافى لما خرج من عندنا شباب ينتمون لداعش في ال18 من عمرهم، فالإرهاب الآن لم يعد بالبعيد لأن خطره يدنو من العالم كله، والمصيبة الكبرى أن هذا الإرهاب باسم الإسلام، لذا يجب تثقيف رجال الدين أنفسهم، والدعاة في المساجد، باختصار نحن نحتاج إلى دعاة "إسلام جديد"، يأخذون من الإسلام آيات الرحمة والود.. فليس بالمصادفة أن يكون كل إرهابيى الخليج كمثال، هم خريجو مراكز تحفيظ القرآن والمساجد. ويضاف أيضا إلى ما سبق ضرورة معالجة أزمة القراءة، فالشعب العربى لم يعد يقرأ وإذا قرأ فاختياراته لا تكون صائبة. ولكن مثل هذه الشعارات والمبادرات طرحت من قبل ولم تلق النجاح المنشود.. فما السبب ؟ لم تنجح لأن هناك حكومات عربية ذات وجهين، مثل تلك الدول التي تعانى داخلها من التخبط والتطرف وما إلى آخره، ومن ناحية أخرى تدشن فضائيات للترويج للقتل والتفجير، كما أن الواجب يحتم علينا تأكيد أن تلك المبادرات لا يسعها تغيير العالم في ليلة، وإنما تحاول المساهمة في تثقيف المجتمع، تثقيفا حقيقيا وجديا وليس مجانيا ومبتذلا كما هو متبع في بعض الأقطار. في نظرك.. كيف يقى اتحاد الكتاب العرب نفسه من عدوى التطرف والإرهاب ؟ فكرنا في عدة مشاريع يمكن للاتحاد إقامتها، ومنها فكرة اقترحتها ومعى الكاتب محمد سلماوي، رئيس الاتحاد السابق، وتتمثل في عمل منتدى عربى شامل تحت اسم "منتدى الثقافة في مواجهة الإرهاب"، يكرس ثقافة نبذ العنف، ويكون له مقر رسمى ومجلس للأمناء وموقع إلكترونى وتواصل اجتماعي. مقعد ليبيا في الاتحاد أصبح شاغرا.. فكيف يتعامل الاتحاد مع الدول المكتظة بالتيارات السياسية المتناحرة ؟ المشكلة تكمن في أن ليبيا تحولت إلى دولة فاشلة، لا نستطيع معرفة من الحاكم فيها ومن المحكوم، والتقسيمات السياسية طالت الساحة الأدبية فيها، الأمر الذي أدى إلى انهيار اتحاد كتاب ليبيا، وبالتالى فقدنا مقعدها في الاتحاد العام، لأنه لم يعد هناك رابطة معينة تمثل كل ليبيا. يشاع أن اتحادات الكتاب مجرد كيان لا يمتلك المقومات اللازمة لإحداث تأثير حقيقى في أرض الواقع.. تعقيبك؟ قطعًا لا.. ومن يقول هذا لا يعلم طبيعة عمل الاتحادات بشكل عام، ولكن المشكلة تكمن في أن "سياسة التخوين" صارت السمة الرئيسية التي تحاصر وتدمر المجتمع العربي، فما من أمر إلا وشككنا فيه وزرعنا به سوء النية. قلت إن سياسة التخوين تنال من الوطن العربي.. فكيف تعرض الاتحاد العام للتخوين في الفترة الأخيرة ؟ لم نسلم من الوشاة والشائعات طيلة الفترة الماضية، وكانت أقواها وأكثرها ترددًا أن الإمارات نجحت في رئاسة الأمانة العامة اتحاد كتاب العرب من خلال رشوة الوفود العربية، وصار الجميع يردد هذا اللغط، على الرغم من أن انتقال رئاسة الاتحاد من مصر إلى الإمارات كان سلميًا ونزيهًا للغاية. لنبحر قليلا في مصادرة حريات المبدعين في الوطن العربى حاليًا.. لماذا لم يصدر الاتحاد بيانا بشأن الحكم على الكاتبة فاطمة ناعوت واتهامها بازدراء الأديان مثلما أصدرته للشاعر أشرف فياض؟ لم أصدر بيانا حيال فاطمة، لأننى قمت بمخاطبة فورية لوزير الخارجية المصري، كما أننى أرفض تهمة ازدراء الأديان تمامًا أو مصادرة الحريات بشكل عام، ولكن في حدود القانون. هل هناك خطوات للمطالبة بقوانين تحد من مصادرة الحريات ؟ نعم بالتأكيد.. نفكر الآن في عمل تعاون مع اتحاد الحقوقيين العرب لعمل مشروع استرشادى لقانون مطبوعات عربى موحد يرضى الكتاب والأدباء، لأن القضايا العربية واحدة تقريبًا. صرحت بأن الأدباء يسيئون بأقلامهم ويتعدون على حريات الغير.. فهل يمكن اعتبار هذا التصريح مصادرة للحرية بشكل آخر ؟ لا بالعكس.. أنا أحترم حقوق الكتاب وحريتهم، لكن في بعض الأحيان يتعدى الكاتب بقلمه على حرية غيره، وتبدو إساءته غير مقبولة على الإطلاق من خلال الإساءة لدولة ما أو رمز كبير، ولا يمكننى إنصاف الكاتب سواء كان محقًا أو مخطئًا، لأن الكتابة لا تمتلك الحصانة. هل يعنى ذلك أنه لو تقدم إليك نص ما يسيء لرمز أو قيادى سترفض نشره وتطالب بمحاكمته ؟ سأفعل ذلك على حسب قانون دولة ذلك الكاتب؛ لأن عليه احترام القانون والرموز وقيادات الدولة الموجود بها.