بدأت محكمة جنايات القاهرة، منذ قليل، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، جلسة سماع مرافعة النيابة العامة، بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و10 آخرين في قضية التخابر مع قطر. وأثبتت المحكمة حضور المتهمين ودفاعهم، وقال رئيس المحكمة للمتهمين الموجودين داخل قفص الاتهام: «تباعدوا». وسألت المحكمة النيابة عن تنفيذ قرارها بالجلسة السابقة، فأفاد ممثل النيابة أنه تمت مخاطبة الجهة الإدارية، ولم يرد الرد حتى الآن، فنبهت المحكمة باستعجال الأمر. وأبدى ممثل النيابة أنها تتمسك بمواد القيد والوصف والأمر كله بعد الله للمحكمة. وبدأ ممثل النيابة العامة المرافعة، بتلاوة قوله تعالى: ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا). ووصف القضية بأنها ختام فصل جديد، من انتهاك للأديان، وخيانة للأوطان، من جماعة الإخوان، مؤكدًا انطباق قول الإمام علي عليهم، بأنهم «الحرورية» قاصدًا أنهم الخوراج، وتساءل أفلا يعتبرون، أفلا يرجعون عن الطاعة العمياء، وكأنهم خلقوا هباء، أفلا يدركون أن طريقهم مأهول للنار وبئس القرار؟، لدرجة أن أحد مسئوليهم قال لأخيه: «أتظن نفسك مسلمًا بعدما خرجت من الجماعة». أضاف ممثل النيابة: «بلادي وإن جارت على عزيزة.. ولو أننى أعرى بها وأجوع.. ولى كف ضرغام أصول ببطشها.. وأشرى بها بين الورى وأبيع.. تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها..وفى بطنها للمجدبين ربيع..أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغى.. خلاصا لها؟ أني إذن لوضيع". وشدد ممثل النيابة على أن الدين لا يتعارض مع حب الوطن، إلا أن المتهمين جاهلون لا يعلمون، أفشوا أسرارًا تضر بموقف مصر بين الدول، وأضروا بالمصالح القومية للبلاد، وشئونها الاقتصادية والأمنية، واخترقوا أمانتها بعد أن أئتمنوا عليها، وجعلوها مادة تذاع وتباع، إرضاء للجماعة. وتابع: «لايقدم لص على السرقة حتى يطمئن طريق هروبه، ولا يأمن الخائن على جريمته حتى يأمن هروبه، والمتهم محمد مرسي، استغل مجيئه رئيسًا للبلاد، وأن غدا الآمر الناهى بأمر القانون، باختصاص حملة الله أمانته، لكنه سمح لأول مرة منذ عقود بدخول الموظفين إلى قصور الرئاسة حاملين هواتفهم المحمولة، وقصر التفتيش على المفرقعات، دون تفتيش كبار المسؤلين». وتساءلت النيابة: «وماذا بعد يامرسي؟، عين صيدلىا مديرًا لمكتبه، وآخرين في مناصب بمكتب رئاسة الجمهورية، ليس لشيء إلا لأنهم من جماعته وعشيرته، وأكد عدم تخوين الحراس، لمن جلبهم الرئيس، فهذا عهد أمانة البلاد منذ أعوام الملكية، فلم يتخيلوا أن قرار الرئيس سيأتى بتعيين صاحب عمل خسيس أو خائن دسيس». وأكد ممثل النيابة إفشاء المتهمين لأسرار البلاد، وتسريب معلومات بالمستندات عن حدود البلاد وتأمينها، والمواقع العسكرية بدولة عظمى، والتوازن العسكري بالمعلومات العسكرية، ومعلومات عن القائمين عليها وبرلمانها. وأشار ممثل النيابة إلى أن مرسي سعى لجعل نفسه إلها، أصدر إعلان دستوري قال فيه أنا ربكم الأعلى، وحصن قراراته من الإلغاء، وكأنه يقر كتاب منزل، وكان صفته الخنوع والخضوع، وإعمال السمع والطاعة، والبيع لمصر في سبيل الجماعة، فهكذا كانت أوامر سادته اختلاس وإخلال، وسعى لإسقاط مؤسسات الدولة، فسعوا لجمع المستندات، ووضعوها في حقيبة وشحنوها في سيارات، وخرجوا بها من قصر الرئاسة في وضح النهار، فغدروا بالحراس الذين ظنوهم من الأخيار، لكنهم كانوا من خائنين.