قلبه عامر بالإيمان، عاشق لمصريته ووطنيته، متسلح بكتابى الله المتجاورين وهما القرآن والإنجيل.. فى شقته وثيرة الأثاث المطلة على النيل بجاردن سيتى تتزين الجدران ب"نتيجة" التقويم الميلادى، التى تحمل عبارات محبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم, فهو حافظ لكثير من آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة ويستشهد بآية منه تفسر أن المسيحيين اقرب الناس مودة للمسلمين. هو المفكر والكاتب الدكتور لويس جريس الذى استهل حواره مع "فيتو" بقوله : صداقاتى مع المسلمين أكبر من المسيحيين ولم أسع إليها لكنها جاءت مع النشأة وأنا ككاتب مسيحى فى مجلة صباح الخير لى فيها أصدقاء مسلمون كثر منهم احمد هاشم الشريف ورشدى أبو الحسن وعبدالله الطوخى وصبرى موسى وصالح مرسى وزينب صادق ,وكنت أميل اليهم أكثر من مفيد فوزى ورءوف توفيق رغم انهم ايضا أصدقائى. ولا يخفى جريس حفظه لكثير من آيات القرآن الكريم قائلا: هناك آية خاصة وصف لا أمل من ذكرها دائما وهى قوله تعالى "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"..وأقول لأخواننا المسلمين ماذا انتم بنا فاعلون لو لم تكن هذه الآية فى القرآن الكريم؟ فضلا عن قول الرسول الكريم "أوصيكم خيرا بأقباط مصر .."وعندما كنت فى زيارة للمملكة العربية السعودية قلت لهم : نحن المصريين اخوالكم بعد ان تزوج الرسول من السيدة ماريا القبطية وهى الزوجة الوحيدة التى أنجبت له ولدا. مضيفا: وتلك الحقيقة تدركها القبائل فى محافظة قنا بصعيد مصر, فعندما يقابلنى الشاعر عبد الرحمن الأبنودى والإذاعى فهمى عمر يقولان "اهلا ياخال" والناس تأخذها الآن بمفهوم المخالفة عندما يقولون للأبنودى أهلا يا خال فهذا غير صحيح وأنا الخال. وعن علاقته بالكنيسة أوضح جريس انه ليس عضوا بالمجلس الملى وليس له حق التصويت فى الانتخابات الباباوية قائلا: لست بعيدا عن الكنيسة, لكن منذ عملى الصحفى فضلت أن أكون صحفيا مصريا مهتما بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية بغض النظر عن انتماءات الذين يعملون بها وحاولت مرارا وتكرارا ألا اقترب من الكنيسة. مسترجعا ذكرياته بالكنيسة يقول جريس :ذات مرة أرسلنى عبد الرحمن الشرقاوي رئيس مجلس إدارة روز اليوسف آنذاك, الى البابا شنودة الثالث ادعوه بالوقوف بجانب عبد المنعم الصاوى الذى كان مرشحا فى الانتخابات عن دائرة الأزبكية فى تلك الفترة وبمجرد دخولى على قداسته قال "اطلب لى عبد الرحمن الشرقاوى" فطلبت له الشرقاوى فى المنزل حتى يتأكد اننى من طرفه وبعد حديث قداسته مع الشرقاوى قال لى :"يا ابنى الناس أحرار فيما يختارون فالناس تميل الى من تختار فى الانتخابات وأرى انهم يميلون الى عبد المنعم الصاوى "..وبالفعل نجح الصاوى. ويكشف الكاتب الكبير عن انه لم يكن قريبا من الكنيسة , حتى عندما كانت المجلة تريد اجراء حوار مع قداسة البابا قائلا: كنا نرسل زميلى الكاتب الصحفى مفيد فوزى . مضيفا: ما الذى صنع من مصطفى النحاس باشا زعيما؟ الاجابة فى هذه القصة اذ كان فى عيد جلوس الملك يسمح لكل حزب ان يقدم قائمة ب 12 من اعضائه للحصول على لقب الباشاوية بمرسوم ملكى وعندما قرأ مكرم عبيد القائمة وجد فيها 6 أقباط س و6مسلمين فطلب من النحاس باشا تقليل الأقباط حتى يتناسب مع تعدادهم , فطلب النحاس القائمة من مكرم عبيد وقال له " لا أرى فيها أقباطا ومسلمين ولكنى أرى مصريين" وقدم الورقة كما هى, فلم ينظر النحاس الى خانة الدين ولكنه كان زعيما لكل المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم وعقائدهم. ويقارن جريس بين النحاس رئيس وزراء مصر فى زمنه وبين الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة الحالي الذى كان على مقربة من أقباط رفح فى سيناء بعد أن تم تهجير بعض المسيحيين هناك فلم يقم بزيارتهم ولم يفعل لهم شيئا وهم أناس بسطاء فى منتهى الفقر, وذلك لأن قنديل أستاذ جامعى لكنه ليس زعيما مثل النحاس باشا.