اعتاد الأشقاء من اّل سعود دعوتي للعديد من المناسبات أنا وزملائي فى درب الفشارين لإدخال البهجة على مجالسهم وأشياء أخرى لا داعى للخوض فيها.. وبينما كنت هناك فى الأسبوع الماضي حيث تصادف هذا مع زيارة الرئيس محمد مرسى للسعودية دعاني الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لحضور حفل استقبال رئيسنا بالقصر الملكي إلا أنني تباطأت فى الظهور قاصدا مفاجأة مرسى فى وقت يسمح بإجراء حوار معه حيث لن يتوفر لي هذا في حفل الاستقبال ولأن مرسى لم يجر حوارات صحفية مع أي صحيفة مصرية حتى الآن فقد قررت أن يكون درب الفشارين بجريدة «فيتو» هو صاحب هذا السبق الصحفي وبالفعل انتظرت حتى انتهى حفل الاستقبال وانتهاء مرسى من أداء مناسك العمرة برفقة السيدة حرمه وأثناء عودته للقصر الذي يقيم به فاجأته قائلا: تقبل الله منا ومنكم يا سيادة الرئيس .. عمرة مقبولة إن شاء الله لسيادتكم ولسيدة مصر الأولى السيدة حرمكم .. فأمسك الرئيس برقبتى وقال لى: أولا لا يوجد شيء اسمه سيدة مصر الأولى ولا الأخيرة.. ثانيا أنت إيه اللي جابك هنا يا بنى اّدم يا فشار؟!.. ثالثا لقد أدينا مناسك العمرة حالا ونريد أن نحتفظ بثوابها وبالتالي لا نحتاج إلى الفشر فى الوقت الحالي..قلت: مالي أراك تضيق من رؤيتي يا سيادة الرئيس فهذا ليس عهدي بك أم أن الكراسي هي التي تغير الناس.. ألم نكن أصدقاء قبل الانتخابات الرئاسية وأننا نحن فى درب الفشارين ب"فيتو" الذين بشرناك بالنجاح؟!.. قال: أعرف كل هذا ولكنى أريد أن أستمتع بالعمرة دون ضجيج وأعدك أنني سألقاك عندما أعود للقاهرة.. قلت: هل رأيت صورة الإمام حسن البنا وهو يقبل يد الملك فيصل التى نشرتها إحدى الصحف السعودية أثناء قدومك إلى هنا؟! .. قال: نعم رأيتها.. قلت: وماذا يقصدون بها؟! .. قال: يقصدون إن العلاقات بين الإخوان المسلمين واّل سعود قديمة ومتأصلة.. قلت : وربما يقصدون أن معالى سيادتك أتيت إلى هنا لتقبل يد الملك عبدالله كما قبل الإمام البنا يد الملك فيصل .. قال: ألم أقل لك إنك وسواس فشار خناس يا أبو طقه .. قلت: ولماذا تراجعت عن قرار عودة مجلس الشعب واستسلمت للقضاة والليبراليين؟! .. قال: أنا تراجعت فقط كى تمر الليلة يا أبو طقه لكن ما أشفق عليه فى هذه الليلة هو صديقنا الكتاتنى الذى فقد منصبه مرتين خلال شهر واحد.. قلت: معلش يا ريس برضو الكتاتنى بتاعكوا وهيستحمل البهدلة عادى يعنى .. قال: لكن ما رأيك فى البيان التاريخى الذى أصدرته وتراجعت فيه عن قرار انعقاد البرلمان؟! .. قلت: ألم تلاحظ يا ريس أن الصحف تصف بيانك بالتاريخى وخطابك التاريخى ولقائك التاريخى وكذلك أنت رئيس تاريخى وزيارتك للسعودية تاريخية.. فما هى حكاية التاريخى هذه؟! .. قال: وأنت أيضا ستصبح صاحب اللقاء التاريخى معى لأنى لن أسمح لك بلقائى مرة أخرى.. قلت : إذا أفهم من ذلك أن كل ما تقوم به سيادتكم يصفونه بالتاريخى لأنهم يعتبرونك لن تكرره مرة أخرى باعتبار أن المجلس العسكرى سينقلب عليك قريبا.. قال: يا بنى أدم المجلس العسكرى فى جيبى الصغير انتم تفهمون الأمور خطأ.. قلت: العيال على الفيس بوك يروجون لصورتك وأنت تبكى فى الحرم المكى .. قال: والله لقد بكيت فعلا واقشعر بدنى وأنا أصلى الفجر فى الحرم وأخذت أتذلل إلى ربى بدموعى كى يعيننى على ما أنا فيه.. قلت: وماهو الذى أنت فيه.. لقد أصبحت رئيسا للجمهورية.. قال: وهل هناك ابتلاء أكبر من هذا يا أبوطقه.. لقد جاءتنى الرئاسة ولم أسع إليها وهذا دليل على أن الله يختبرنى ويبتلينى بها لهذا كنت أبكى .. والله يا أبو طقه ما تمنيت وأنا هنا فى الحرم أكثر من أن يعيننى الناس على خدمتهم وتحقيق العدل فيهم .. قلت: سوف نعينك فى درب الفشارين على كل شيء إن شاء الله .. قال: أخرج من هنا يا أبو طقه قبل أن اخرج من شعورى فهذا ليس وقتك..قلت: لكن ماذا تتمنى لمصر فى عهدك ياسيادة الرئيس؟!.. قال: أتمنى لها أن يحكمها الإسلام لتقود الأمة الإسلامية لطريق قيادة العالم أجمع كما كانت فى سابق عهدها .. قلت إذا هى إسلامية إسلامية.. قال: إن شاء الله إسلامية إسلامية فالإسلام قادم إن شاء الله ولن يعود للخلف مرة أخرى طالما نحن فى الحكم.. قلت: إذن أنت ستحكم مصر باسم الإخوان يا سيادة الرئيس.. قال سأحكمها باسم الإسلام يا أبوطقة وكفاك هذا الحوار الاستغلالى.. قلت: يعنى إيه استغلالى ياريس؟!.. قال: يعنى أنك تستغل وجودى هنا كى تحصل على إجابات بعيدة عن السياسة فى حين أنك رجل فشار وليس لك أمان ولا تحفظ الأسرار.. قلت له سرك فى بير ياريس وأشكرك على هذا الحوار الصحفى.. قال: أى حوار صحفى يا رجل انا أدردش معك فقط ولا تنشر هذا الكلام.. قلت له: حاضر يا ريس واستأذنته واستأذنت السيدة حرمه وخرجت متباطئا حيث سمعته يقول لزوجته: صدقينى سوف ينشر كل ما دار بيننا فهذا الرجل لا يحفظ سرا وهنا هرولت مسرعا قبل أن ينادينى مرة أخرى لأنشر لكم هذا السبق الصحفى!!