قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية بثت اليوم الجمعة، إن الولاياتالمتحدة وفرت منذ البداية الغطاء السياسي للإرهاب في سوريا وهي غير جادة في محاربته. واعتبر الأسد أن تركيا هي شريان الحياة بالنسبة لتنظيم "داعش" الإرهابي. وأكد الأسد أن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سوريا والعراق ووقف تدفق الأموال السعودية ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات. وشدد الرئيس السوري على أن تركيا هي شريان الحياة الوحيد المتاح للتنظيم، وأن " تركيا وقطر هي الأطراف الرئيسية المتواطئة في ارتكاب بشاعات داعش". واتهم الأسد الولاياتالمتحدة بعدم الجدية في محاربة التنظيم، وقال "طالما ظلت الولاياتالمتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب فلا يمكن أن نتوقع من باقي الدول الغربية أن تكون جادة لأنها حليفة للولايات المتحدة". كما اتهم بعض البلدان وبينها السعودية والولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية بأنها تريد ضم المجموعات الإرهابية إلى المفاوضات، وقال "تريد هذه الدول من الحكومة السورية أن تتفاوض مع الإرهابيين". ودعا الرئيس الأسد إلى الواقعية وعدم الخلط بين المعارضة السياسية والجماعات المسلحة، مؤكدا أن الحكومة السورية أجرت حوارا مع بعض المجموعات، كمجموعات وليس كتنظيمات بهدف تخليها عن السلاح، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المجموعات المسلحة في سوريا "أما أن نتعامل معها ككيانات سياسية فهو أمر نرفضه تمامًا". وقال الرئيس السوري إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يطلب شيئا مقابل المساعدة في محاربة الإرهاب، وذلك أن المسألة ليست مقايضة بل علاقة مصالح مشتركة بين بلدين، فليس من مصلحة روسيا مزيد من الإرهاب أو انهيار الدولة السورية.. بل تريد روسيا استقرار سوريا والعراق والمنطقة. ووصف الرئيس الأسد الروس بالبراجماتيين الذين يتبنون في الوقت نفسه سياسة أخلاقية تقوم على القيم والمبادئ، مضيفا أنه لا تناقض بين قيمهم ومصالحهم، ومؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا لا تستطيع ولا تستطيع الولاياتالمتحدة أو أي بلد آخر عقد صفقة مقايضة كالصفقة التي يروج لها في الغرب لمقايضة سوريا بأوكرانيا.